خبراء فلسطينيون يحذرون من أن يؤدي خط "القطار الخفيف" الذي صادقت بلدية الاحتلال في القدس على إنشائه، إلى تمزيق الأحياء الفلسطينية
حذر خبراء فلسطينيون من أن يؤدي خط "القطار الخفيف" الذي صادقت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، على إنشائه، إلى تمزيق الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، وتشديد عزْل تلك الأحياء المحاصرة بالمستوطنات والشوارع الاستيطانية.
وصادقت لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس الأربعاء الماضي، على مدّ وبناء خط ومسلك جديد وإضافي "للقطار الخفيف" هو الثالث من نوعه في المدينة، بطول نحو 20 كم متواصلة، يصل مستوطنات القدس المحتلة من طرفيها الشمالي والجنوبي.
وسيتفرع هذا الخط ضمن ما أسماه رئيس بلدية القدس "نير بركات" بالذراع الثانية ليربط منطقة المالحة مع مستوطنة "راموت" مرورا بشارع "عيمك رفائيم" ومنطقة "الخان"، وسيرتبط الخط الجديد الذي أطلق عليه اسم "الخط الأزرق" بالخط الأحمر القائم حاليا على أن يتوسع ليشمل مستوطنة "النبي يعقوب" وصولا إلى مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس الغربية، وسيرتبط مستقبلا أيضا بالخط الأخضر، الذي سيربط بين جبل المشارف "هار تسوفيم" في القدس المحتلة والمحطة المركزية للحافلات وصولا الى مستوطنة "غيلو" جنوب المدينة.
والخط الأحمر المشغل منذ خمس سنوات، بطول نحو 14 كم، ويحمل نحو 150 ألف مسافر من المستوطنين يومياً، فيما سيحمل الخط الأزرق نحو 250 ألف مسافر، أما الخط الأخضر فسيخدم نحو 200 ألف مسافر، أي ما مجموع الثلاث خطوط نحو 600 ألف مسافر يومياً على طول نحو 54 كم.
ويثير المسار الجديد "للقطار الخفيف" الذي تديره وتشغله سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، غضب المقدسيين وقلقهم على مصير مدينتهم الخاضعة لعملية تغيير جذري لهويتها الإسلامية لصالح الاستيطان الآخذ في التمدد.
من أخطر المشروعات
ويصف عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خبير العمار الإسلامية جمال عمرو، المشروع " بأنه واحد من أخطر المشروعات الاستيطانية على القدس وسكانها" لأنه يخترق شوارع المقدسيين الرئيسة ويمر من وسط منازلهم ويصادر مزيدا من أرضهم.
ويقول عمرو لبوابة العين الإخبارية، إن توسيع القطار القائم حالياً "سيؤدي إلى تعطيل حركة السير، وتعطيل حركة المقدسيين، وتهديد أمنهم" في ظل التواجد الأمني المكثف لقوات الاحتلال والشرطة قرب محطات القطار "لحمايته من غضب الفلسطينيين".
ويتعرض القطار الخفيف للرشق بالحجارة من قبل متظاهرين فلسطينيين منذ تشغيله قبل سنة تقريباً، وشهدت عمليات الرشق بالحجارة ارتفاعا ملحوظا مع اندلاع انتفاضة القدس بداية شهر أكتوبر الماضي.
وبيّن عمرو، أن توسيع مسار القطار سيؤدي إلى ربط المستوطنات القائمة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالمستوطنات القائمة في القدس الشرقية، للانتهاء من ربط مستوطنات الضفة بالقدس المحتلة في إطار المشروع الاستيطاني الأكبر والأخطر في المتمثل في "القدس الكبرى".
وتنفذ الحكومة الإسرائيلية سلسلة مشروعات استيطانية في القدس الشرقية، وفي البلدة القديمة منها، وتحديدا في المسجد الأقصى ومحيطه، للوصول إلى "القدس الكبرى" في العام 2020 بالشكل الذي رسمته الحكومة والجماعات الاستيطانية النشطة في تنفيذ المشروع.
تغيير باطل
ويؤكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، أن خطط الاحتلال في القدس الشرقية تتعارض مع كل قرارات المجتمع الدولي "التي تؤكد بوضوح أن القدس الشرقية عربية محتلة ولا يجوز تغيير الأوضاع الديمغرافية أو السياسية فيها، وأي تغيير يعتبر باطلا ولا يعتد به".
وقال حنا لبوابة "العين"، إن الخطة الإسرائيلية المنوي تنفيذها في القدس الشرقية هدفها الأساس ربط المستوطنات اليهودية على حساب الوجود الفلسطيني لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين لحساب المستوطنين".
وأضاف "أن قواعد القانون الدولي تؤكد بوضوح أن القدس الشرقية أرض محتلة، وتؤكد بطلان ضم القدس لإسرائيل، وتحذر إسرائيل من إجراء أي تغيير في معالم المدينة المقدسة، سياسيا أو قانونيا أو جغرافيا أو سكانيا".