الفلسطينيون ردّا على قرار إسرائيلي بهدم 83 منزلا: لن نخضع
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم أسلوب هدم المنازل كأداة ضغط على الفلسطينيين لوقف العمليات العفوية ضدها
يتفق الفلسطينيون على أن التصعيد الإسرائيلي في سياسة هدم منازل ذوي الشهداء ومنفذي العمليات الفدائية؛ لن يؤثر على استمرار هذه العمليات، وأنه سيفجّر المزيد من الغضب إزاء هذه السياسة التي يصنفها الفلسطينيون بأنها أحد أشكال العقاب الجماعي المخالف للقانون الدولي.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أمس السبت، أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارًا بهدم 83 منزلًا فلسطينيًا في الضفة الغربية ومدينة القدس، تعود لفلسطينيين نفذوا عمليات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.
ذرائع واهية
وقال عبد الكريم أبو عرقوب الناطق باسم الحملة الشعبية لمساندة عائلة الشهيد مهند الحلبي، لبوابة "العين" إن سياسة هدم المنازل "ليست جديدة لدى الاحتلال فهي قديمة قدم الاحتلال نفسه، فهم لديهم قوائم لهدم عشرات آلاف المنازل الفلسطينية في أماكن وجوده داخل أرضه إما بسبب البناء دون ترخيص، أو مصادرة لصالح الاستيطان، أو عقاب لأهالي الشهداء".
وشدد على أنها "كلها ذرائع واهية، هم لديهم استراتيجية طويلة الأمد ينفذونها بذرائع واهية لإزالة أكبر عدد ممكن من الوجود الفلسطيني وإحلال اليهود.
وبيّن أن ممارسات الاحتلال طالت كل شيء قبل الحجر طالت البشر، فقتلت وأعدمت بدم بارد مئات الفلسطينيين قبل استهداف المنازل تستهدف الأغلى من المنازل.
وتشهد الأراضي الفلسطينية مواجهات مع قوات الاحتلال منذ مطلع أكتوبر الماضي، استشهد فيها 167 فلسطينيا بينهم 33 طفلا و7 نساء، فيما قتل 30 إسرائيليا وأصيب المئات في هجمات فلسطينية بالسكاكين والدهس وإطلاق النار غلب عليها الطابع الفردي.
محاولة ردع فاشلة
ورأى أبو عرقوب أن سياسة العقاب الجماعي محاولة فاشلة لردع الفلسطينيين، مشددا على أن كل هدم بيت يولد غضبا واستعدادا أعلى لمواجهة الاحتلال.
ويأتي القرار الإسرائيلي، في ضوء استمرار التحريض في وسائل الإعلام العبرية لتكريس سياسة العقاب الجماعي استجابة لضغوط اليمين الصهيوني المتطرف.
فبحسب صحيفة معاريف، فإن فحصا أجرته منظمة يهودية تدعى "ماكور ريشون" أظهر أنه منذ بداية الانتفاضة في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، لم يتم إلا هدم سبعة منازل لفلسطينيين نفذوا هجمات خلال موجة التصعيد الحالي.
وذكرت أن وحدة الهندسة في جيش الاحتلال أخذت قياسات 90 منزلا تمهيدا لهدمها، لكنه لم يقدم حتى الآن على هدمها بسبب الالتماسات التي تقدم للقضاء الإسرائيلي، ما يؤخر تنفيذ عمليات الهدم.
لن نرضخ
ويؤكد المحامي محمد عليان، والد الشهيد بهاء الذي نفذ عملية فدائية في القدس، وهو أحد أصحاب المنازل التي هدمت قبل حوالي شهر، أن عمليات التدمير التي تنتهجها قوات الاحتلال لن تدفع الشعب الفلسطيني إلى الرضوخ أو الاستسلام للأمر الواقع.
وقال عليان لبوابة "العين": "الشعب الفلسطيني متمسك بحقه التاريخي، وسيواصل نضاله حتى دحر الاحتلال مهما كلفه ذلك من ثمن وتضحيات"، مشددا على أن سياسة هدم المنازل فاشلة ولن تجدي، ولن تثني الشعب الفلسطينيين.
كان الفلسطينيون أطلقوا حملات شعبية لهدم منازل النشطاء الذين دمرت منازلهم، وسط تفاعل وتجاوب كبير، حيث تم جمع مبالغ كبيرة تمهد الطريق لإعادة إعمار المنازل المدمرة، فيما يبدو رسائل تعكس الالتفاف والاحتضان الشعبي لذوي منفذي العمليات.
مؤامرة الصمت
ويؤكد مسؤول وحدة الإعلام في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عبد الحليم أبو سمرة، أن عمليات الهدم التي تنفذها قوات الاحتلال، جزء من العقاب الجماعي الذي يشكل حالة من حالات جريمة الحرب.
وقال أبو سمرة لـ"بوابة العين" إن المنظمات الحقوقية تقوم بجهد قانوني كبير لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتتوجه عبر القضاء الإسرائيلي لوقف هذه القرارات، إلا أنه في الغالب هناك تواطؤ من هذا القضاء وقراراته تستخدم السياسة الإسرائيلية العقابية ضد الفلسطينيين.
ورأى أن الصمت الدولي على جرائم الاحتلال يشجعها على اقتراف المزيد منها، مشددا على أنه آن الأوان لإنهاء مؤامرة الصمت وتفعيل الملاحقة القضائية وإعمال مبدأ المحاسبة لوضع حد لهذا التعدي على القانون الدولي.