نفى تمّام سلّام إعلان الحداد العام غدًا (الجمعة) بعد تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت
نفى رئيس الوزراء اللبناني تمّام سلّام إعلان الحداد العام في لبنان بعد التفجير الانتحاري المزدوج في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية ببيروت والذي أوقع 241 قتيلا وجريحا.
كانت مواقع إعلامية بينها موقع شبكة "سي إن إن" العربية، قد نشرت خبرًا بأن سلّام أعلن الحداد الوطني العام غدًا (الجمعة)، بعد التفجير.
وجاء نفي مكتب سلّام في بيان مقتضب نشرته الوكالة الوطنية للإعلام (الوكالة الرسمية للدولة في لبنان)، وجاء فيه: "ينفى المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء تمام سلام النبأ الذي تداولته بعض وسائل الإعلام عن صدور مذكرة بإعلان الحداد العام وإقفال الدوائر الرسمية والمدارس".
وكان سلام، قد قال في بيانه الأول عن التفجير المزدوج: "امتدت يد الغدر مجددا إلى لبنان مستهدفة أهلنا الآمنين في منطقة لبنانية عزيزة. إننا ندين هذا العمل الاجرامي الجبان الذي لا يمكن تبريره بأي منطق وتحت أي عنوان، وندعو جميع اللبنانيين إلى مزيد من اليقظة والوحدة والتضامن في وجه مخططات الفتنة التي تريد إيقاع الأذى ببلدنا"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.
وفي معرض تعقيبه على التفجير، قال حسين خليل، المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله: "ما جرى اليوم يؤكد أننا نسير على الطريق الصح، وأن هذه المعركة مستمرة في وجه الإرهاب وهذه المعركة ليس قصيرة.. معركة طويلة بيننا وبينهم".
وقد تبنى تنظيم "داعش" التفجير الانتحاري المزدوج، بحزامين ناسفين، في منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، مساء اليوم (الخميس)، والذي أسفر عنه سقوط 241 قتيلا وجريحا.
ويعد هذا الاعتداء الأكثر دموية في مناطق نفوذ حزب الله، منذ بدء قتاله في سوريا عام 2013 إلى جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد.
وأعلن "داعش" في بيان نشرته حسابات مؤيدة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تبنيه لهذا التفجير المزدوج.
وتحدث التنظيم في بيانه عن "عملية أمنية نوعية" تمكن خلالها "جنود الخلافة من ركن دراجة مفخّخة وتفجيرها (...) في شارع الحسينية في منطقة برج البراجنة"، مضيفا "بعد تجمع المرتدّين في مكان التفجير، فجّر أحد فرسان الشهادة حزامه الناسف في وسطهم".
وأكد الصليب الأحمر ومسؤولون لبنانيون وقوع 41 قتيلا جراء التفجيرين وسقوط 200 مصاب. وكانت حصيلة سابقة قد ذكرت أن عدد القتلى 37.
قال مصدر أمني لوكالة "فرانس برس": إن "انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين دخلا سيرًا على الأقدام إلى شارع (في منطقة برج البراجنة) حيث أقدما على تفجير نفسيهما بالقرب من مركز تجاري، بفارق 7 دقائق بينهما".
وفرض حزب الله طوقًا أمنيًّا شديدًا في موقع التفجيرين الانتحاريين، وسط حالة من الهلع في صفوف السكان، خصوصا أن التفجيرين وقعا قرابة الساعة السادسة مساء في شارع شعبي مكتظ. كما فرضت القوى الأمنية إجراءات مشددة.
وقال شاب يملك محلًّا في المنطقة ويدعَى "زين العابدين خدام" لإحدى القنوات التليفزيونية، إن الانفجار حدث بعد وصوله بدقائق، مضيفا: "حملت بين يديّ 4 شهداء هم صديقي و3 سيدات محجبات".
وأوضح شاب آخر بانفعال: "عندما دوّى الانفجار الثاني ظننت أن العالم انتهى".
وأشار مصور وكالة "فرانس برس" في المكان إلى تناثر أشلاء بعض الجثث ووجود بعضها الآخر داخل محال تجارية ووجود بقع كبيرة من الدماء على الأرض، لافتا إلى أن عملية انتشال الضحايا لا تزال مستمرة.
وأفاد بتجمع المئات من سكان المنطقة في مكان حدوث التفجيرين، وعمل بعضهم على نقل المصابين في سيارات مدنية إلى المستشفيات المجاورة قبل وصول سيارات الإسعاف.
ووجهت المستشفيات القريبة من موقع الانفجارين نداءات إلى المواطنين للتبرع بالدم.
كانت الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، قد استُهدفت بتفجيرات عدة بين عامي 2013 و2014، أكثرها دموية التفجير الذي وقع في منطقة الرويس بسيارة مفخخة في 15 أغسطس 2013 وقُتل فيه 27 شخصا.
وجاء التفجيران بالتزامن مع عقد البرلمان اللبناني أولى جلساته التشريعية اليوم (الخميس) منذ أكثر من عام لإقرار القوانين المالية التي تحتاج إليها الدولة المشلولة للنهوض بمؤسساتها.
ولم تكن الكتل السياسية الرئيسية في البلاد قادرة على الاتفاق على جدول أعمال الجلسة، مما عرقل الجهود المبذولة لانعقاد البرلمان. وهدد معظم النواب المسيحيين بمقاطعة الجلسة حتى وقت متأخر من يوم أمس (الأربعاء).
وينذر الجمود السياسي في لبنان بعدم حصول البلاد على قروض من البنك الدولي يجب أن يوافق عليها البرلمان بحلول نهاية العام.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز