محلل فلسطيني لـ"العين": إسرائيل لن تستجيب للمبادرة الفرنسية
دعا القيادة الفلسطينية للتشبث بها لإحراج نتانياهو
محلل فلسطيني مختص طالب السلطة الفلسطينية للتشبث بالمبادرة الفرنسية التي طُرحت منذ يومين، وذلك من أجل إحراج اسرائيل التي لن تستجيب لها.
دعا محلل سياسي فلسطيني، القيادة الفلسطينية للتمسك بالمبادرة الفرنسية التي أعلن عنها قبل يومين، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لما لها من أهمية كبيرة في إعادة القضية الفلسطينية للواجهة مرة أخرى.
وقال أستاذ العلوم السياسية والمستشار في العلاقات الدولية الدكتور أسامة شعث في حديث خاص لبوابة "العين" الإخبارية، أن أهمية المبادرة الفرنسية تكمن في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية بسبب الوضع الإقليمي المتفجر في العديد من الدول العربية وخصوصا سوريا.
وطالب القيادة الفلسطينية بالتقاط هذه المبادرة والبناء عليها، كونها تعد أكثر تفهماً للمطالب الفلسطينية، كما أنها وضعت جدولا زمنيا للمفاوضات برعاية دولية على أن تنتهي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وعن توقيت المبادرة الفرنسية، اعتبر د. شعث وهو مستشار في الصراع العربي الإسرائيلي أن فرنسا ومن ورائها أوروبا بدأت تشعر بقلق كبير على مستقبل حل الدولتين بسبب استمرار التعنت الاسرائيلي في رفض كافة الحلول السياسية بل وتواصل استيطانها وتهويدها وعدوانها وجرائمها الوحشية ضد كافة مكونات الحياة الفلسطينية، مؤكدا أن توقيتها ممتاز ومناسب جداً.
ورأى أن دخول فرنسا في هذا الإطار، جاء بعدما أفلست أمريكا سياسيا بشأن القضية الفلسطينية، حيث باتت لا تملك أي تصور أو قدرة على إطلاق مبادرات جديدة بسبب اقتراب موعد الانتخابات الامريكية وانشغالها بعدة ملفات دولية أخرى، مشيرا إلى أن أمريكا رفضت قبل ذلك التحركات الفرنسية بحجة وجود ملفات أكثر أهمية كالملف النووي الإيراني وبالتالي لا يوجد الآن أي مبرر للرفض الأمريكي.
وأشار إلى أهمية المبادرة الفرنسية التي ستكون بمثابة المنفذ الوحيد لسحب ملف المفاوضات من الرعاية الأمريكية ليكون برعاية دولية، وهو المطلب الفلسطيني والعربي على الدوام.
وعن الرد الإسرائيلي المتوقع، قال د. شعث إن تجاوب القيادة الفلسطينية السريع مع المبادرة الفرنسية، سيحرج الحكومة الاسرائيلية التي لن تستجيب لهذه المبادرة، وإن تعاملت معها ظاهريا أو إعلاميا، مؤكدا أنها ستتحفّظ على كثير من موادها وبنودها.
وتابع: "بكل تأكيد ستضع (إسرائيل) العراقيل والتحفظات لإفشال هذه المبادرة الفرنسية، على شاكلة السقف الزمني للمفاوضات، والرعاية الأمريكية لها عوضا عن الرعاية الدولية التي تطالب بها المبادرة الفرنسية".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بأن هذه المبادرة ستضع إسرائيل على المحك، وستختبر جديتها في التعاون والتجاوب مع المطالب الدولية الملحة بضرورة حل الصراع وبسط الاستقرار وتحقيق سلام عادل في المنطقة وهذا لا يتأتى إلا بتحقيق حل الدولتين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي فابيوس قد كشف يوم الجمعة الماضي عن المبادرة الفرنسية لإحياء المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث اشترط الفرنسيون في مبادرتهم دعوة الفرقاء –الفلسطينيين والإسرائيليين- لمؤتمر دولي بمشاركة أمريكية وعربية ودولية.
ولم يكشف الوزير الفرنسي عن المؤتمر الدولي لكنه اكتفى بنية بلاده القيام بذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في الوقت الذي سارعت فيه السلطة الفلسطينية وعلى لسان رئيسها محمود عباس، وكبير مفاوضيها صائب عريقات بالترحيب والموافقة على المبادرة الفرنسية، رفضت إسرائيل الدخول فيها، بداعي الشرط الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل أن تبدأ المفاوضات، لكنها تراجعت عن رفض المبادرة، ورحبت بشروط بمناقشة المبادرة الفرنسية، حال تلقيها الدعوة، حيث سيتم دراستها قبل الموافقة من عدمها على المشاركة فيها.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز