منع الترميم بالأقصى.. قرار إسرائيلي يكشف مخططات التهويد
المقدسيون ينظرون بخطورة إلى قرار الاحتلال منع أعمال الترميم التي تجريها الأوقاف الإسلامية في ساحات المسجد الأقصى
ينظر المقدسيون بخطورة إلى قرار الاحتلال الإسرائيلي، منع أعمال الترميم التي تجريها الأوقاف الإسلامية في ساحات المسجد الأقصى، في الوقت الذي تستعر فيه عمليات الحفريات واقتحامات المستوطنين للمسجد الذي يحظى بقدسية كبيرة لدى المسلمين.
وأقدمت سلطات الاحتلال اليوم الأحد، على منع عمال لجنة الإعمار التابعين لدائرة الأوقاف، من ترميم إحدى المصاطب بالقرب من باب السلسلة داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، قبل أن تقدم على اعتقال مراقب الترميم عيسى سلهب (55 عاما)، وتحويله من مركز شرطة باب السلسلة إلى مركز القشلة.
فرض أمر واقع
وعدّ مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني في تصريحٍ لبوابة "العين" منع قوات الاحتلال عمال لجنة الإعمار من العمل، تدخلا في شؤون الأوقاف، واعتداء على أعمال الترميم وسيادة الأوقاف في المسجد الأقصى، متهما الاحتلال بأنه يسعى إلى فرض أمر واقع يبسط فيه سيطرته وسيادته على المسجد.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال منعت عمال لجنة الإعمار من ترميم إحدى المصاطب بالقرب من دار القرآن الكريم، حيث احتاج البلاط المتصدع هناك إلى تغيير، لافتا إلى أن قوة من جيش الاحتلال وشرطته حاصرت العمال ومنعتهم من الاستمرار في عملهم، فغادروا المكان برفقة معداتهم، بينما توعد ضابط الاحتلال مسؤولي الأوقاف والسدنة بأنه "لن يتزحزح حجر من هنا إلا بإذننا".
وشدد على أنه لا يجوز للاحتلال التدخل في هذه المنطقة التي تخضع لإشراف الأوقاف.
وتشرف وزارة الأوقاف الأردنية على غالبية موظفي المسجد ومرافقه ضمن 144 دونما، التي تشمل الجامع القبلي ومسجد قبة الصخرة، وجميع مساجده ومبانيه وجدرانه وساحاته وتوابعه فوق الأرض وتحتها والأوقاف الموقوفة عليه أو على زواره، وذلك بالتعاون مع وزارة الأوقاف الفلسطينية.
سياسة تهويد
من جهته، قال الشيخ عكرمة خطيب المسجد الأقصى المبارك، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا: إن منع الإعمار والترميم "يأتي بالتوازي مع تصعيد سياسة هدم المنازل في القدس المحتلة التي تجري بمعدل منزلين يوميا منذ مطلع العام"، إلى جانب سعي الاحتلال إلى تخصيص مساحات لصلاة اليهود بساحات المسجد.
واتهم صبري في حديثه لـ"بوابة العين" الاحتلال الإسرائيلي بأنه يعمل بوتيرة متصاعدة ومتسارعة لفرض أمر واقع، بالقدس المحتلة، لتكريس الهيمنة اليهودية، مشددا على أن المسجد الأقصى وباحاته أمر لا يخص الاحتلال ومن غير المقبول تدخله فيه.
تدمير ممنهج
ورأى أن هذا الأمر يندرج ضمن سياسة التدمير الممنهج للوجود الفلسطيني والهوية الإسلامية بالقدس المحتلة، موضحا أن الاحتلال يمنع البناء والترميم في المنازل والمؤسسات المقدسية، فيما يهدد بتدمير 30 ألف بيت بحجة البناء دون الترخيص ضمن الحرب الديموغرافية الجارية لتغيير طابع المدينة.
وشدد على أن "ساحات المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من مساحته الكلية التي تبلغ 144 دونما، ومن غير المقبول أن يتعامل معها الاحتلال كساحات عامة".
تصاعد الاقتحامات
وبالموازاة مع منع الأوقاف الفلسطينية من عملية الترميم، أتاحت قوات الاحتلال للمزيد من المستوطنين اقتحام المسجد تحت حراسة القوات الإسرائيلية الخاصة ووسط سلوكيات استفزازية للمصلين المسلمين.
وأشار إلى أن 19 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى، اليوم الأحد وتجوّلوا في باحاته، حيث قدموا من باب المغاربة وخرجوا من باب السلسلة، إلى جانب اقتحام 28 مرشداً يهوديًّا من الباب ذاته.
ولفت إلى 435 مستوطناً قد اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري (2016)، مع استمرار سياسة حجز الهويات على أبواب المسجد، ومنع عدد من الفلسطينيين من دخوله بشكل نهائي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA==
جزيرة ام اند امز