تحذير فلسطيني من قرار نتنياهو بناء كنيس أمام حائط البراق
مسؤولون مقدسيون يحذرون من خطورة مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مشروع تخصيص ساحة صلاة لليهود الليبراليين، أمام حائط "البراق"
حذر مسؤولون مقدسيون من خطورة مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مشروع تخصيص ساحة صلاة لليهود الليبراليين، أمام حائط "البراق" جنوب غرب المسجد الأقصى، وحملوا رئيسها بنيامين نتنياهو المسؤولية عما ستؤول إليه الأوضاع جراء ممارسات حكومته الخطيرة تجاه المسجد الأقصى ومحيطه.
وقال المسؤولون المقدسيون إن حكومة نتنياهو تعمل بوتيرة متسارعة لإكمال تهويد ما تبقى من مساحات في محيط المسجد الأقصى، مستغلةً القتال والصراع المحتدم في المنطقة منذ سنوات، مشددين على رفضهم القرار والمشروع.
وأقرّت الحكومة الإسرائيلية في جلستها مساء اليوم الأحد تخصيص ساحة صلاة مختلطة للرجال والنساء اليهود، جنوب غرب المسجد الأقصى، الذي يعتبر جزءاً من منطقة البراق وحي باب المغاربة التاريخي، وجزءا من منطقة القصور الأموية التاريخية.
وبحسب مصادر إسرائيلية فإن تنفيذ المشروع سيكلف حوالي 45 مليون شيقل ( 11.5 مليون دولار)، وسيساهم مكتب نتنياهو بجزء من المبلغ، فيما ستساهم وزارة المالية الإسرائيلية بحوالي 25 مليون شيقل، والوكالة الصهيونية ستساهم بعشرة ملايين شيقل.
نهج متطرف
وحذر وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية عدنان الحسيني، من تداعيات القرار على المسجد الأقصى والآثار الإسلامية، وأشار إلى "استمرار حكومات الاحتلال في نهجها المتطرف تجاه الفلسطينيين".
ووصف الحسيني لبوابة "العين"، حكومة نتنياهو بأنها "حكومة تقودها عصابات من البلطجية التي لا تكترث بالآخر ولا تعترف بالفلسطينيين وحقوقهم التاريخية، بل وتستهزئ بغير اليهود بشكل غير مسبوق في التاريخ".
وأكد الوزير الفلسطيني، أن التصرف الإسرائيلي المتطرف في القدس والأقصى يصب مزيدا من الزيت على النيران المشتعلة في الأراضي الفلسطينية منذ أربعة أشهر بفعل تلك السياسات والممارسات العدوانية بحق الأقصى والقدس.
لا شرعية
واعتبر مدير الأملاك الوقفية في القدس ناجح بكرات، أن قرار حكومة نتنياهو "اعتداء صارخ على الحق والوقف الإسلامي في حائط وساحة البراق"، وشدد على أن هذا القرار "لا يعطي الاحتلال أي شرعية على هذا الموقع الإسلامي".
وشدد على أن حائط البراق "جزء لا يتجزأ من السور الغربي للمسجد الأقصى" وأن الساحة المحاذية لحائط البراق، هي وقف إسلامي، رغم هدمها من قبل الاحتلال الإسرائيلي عقب حرب حزيران 1967.
وأضاف بكيرات لبوابة "العين"، أن هذا القرار يؤكد أن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى ومحيطه هي سبب الغضب الفلسطيني المتفجر في الشوارع الفلسطينية منذ أربعة أشهر.
مزيد من التعقيد
بدوره أكد عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس جمال عمرو، "أن مصادقة حكومة نتنياهو على المبنى الجديد تزيد الأمور تعقيداً على الأرض" محذراً نتنياهو ووزراء حكومته من خطورة " اللعب بالنار" في ظل حالة الغليان الفلسطينية.
وبين عمرو لبوابة "العين"، أن البناء الجديد في ساحة البراق هو " كنيس" يهودي يضاف إلى (102) كنيس أقيمت في محيط المسجد الأقصى منذ العام 1967، في محاولة لإضفاء طابع يهودي على المسجد الأقصى والبلدة القديمة المحيطة به.
وأضاف عمرو، أن الاحتلال سيطر على (74) عقارا فلسطينيًّا إسلاميًّا في البلدة القديمة، وسيطر على ربع مساحة البلدة ( تقدر مساحتها بـ860 دونما – 860 ألف متر مربع)، وسط خطوات محمومة لتهويد أكبر مساحة من البلدة مستغلين الأوضاع الفلسطينية والإقليمية المتدهورة.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الكنيس الجديد لن يقف بناؤه عند 30 مترا مربعا وفق ما هو معلن إسرائيلياً، بل سيتضاعف عشرات المرات فور الشروع بالبناء بجوار الأقصى، مبيناً "أن الاحتلال يتعمد تقليل المساحات كي لا يثير الغضب عليه، لكن ما أن يشرع بالبناء حتى تظهر حقيقة مخططه التوسعي".
وأكد عمرو أن الطوق يشتد يوماً بعد آخر على المسجد الأقصى، إثر البناء اليهودي المتواصل في محيط المسجد.
ضعف الحلفاء
وبحسب وزير شؤون القدس، فإن إسرائيل تستغل التحولات على الساحتين الدولية والإقليمية، مشيراً إلى الحلف الاستراتيجي الذي أقامته مؤخراً مع اليونان وقبرص، لافتاً "إلى أنهما كانتا من الدول التي ظلت لعقود حليفة للشعب الفلسطيني ومناصرة لقضيته" فيما اليوم اتجهتا إلى إسرائيل بينما نحن لا نحرك ساكنا.
وأكد الحسيني أن توحيد الموقف الفلسطيني وتجنيد الدعم العربي والإسلامي " كفيل بردع سياسات الاحتلال الإسرائيلي إن لم يحد منها"، ووافقه عمرو، بأن نتنياهو يجيد اللعب على وتر الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ويعمل على استغلاله لتنفيذ مخططاته.
وشدد عمرو على ضرورة اتفاق الفلسطينيين على برنامج نضالي يتصدى لسياسات الاحتلال وممارساته التي تقضم مزيدا من الأرض وتقتل مزيداً من الفلسطينيين بمبررات إسرائيلية واهية.