تعرف إلى فاطمة سعيد.. سوبرانو مصرية يملأ صوتها العالم
مغنية الأوبرا الشابة تفوز بجائزة عالمية وسط 180 متسابقًا
فاطمة سعيد مغنية أوبرا من طبقة السوبرانو تفوز بثلاث جوائز في مسابقة فيرونيكا دن المقامة في العاصمة الأيرلندية دبلن
يظهر خبر فوز المغنية الأوبرالية المصرية فاطمة سعيد على الصفحات الإخبارية في مسابقة الغناء الأوبرالي "فيرونكا دن" ويمر، اسم السوبرانو المصرية جديد على الأذن، طبيعة المسابقة ونوعها الفني ليسا من الأخبار التي تحظى باهتمام على نطاق واسع أو على مستوى النخبة، لا مكان إذن لمثل هذه الإنجازات في الواقع الثقافي المصري الحالي.
الخبر يقول إن السوبرانو المصرية الشابة فاطمة سعيد حصلت على 3 جوائز في المسابقة العالمية "فيرونيكا دن" المسابقة التي بدأت قبل 21 عاماً في أيرلندا، ونظمت خلال هذه الأعوام 8 نسخ من المسابقة، والجوائز الثلاثة هي: جائزة المغنية المفضلة للجمهور طبقا للتصويت، وجائزة أفضل أداء بعدما قدمت أغنية من أحد مقاطع من أوبرا لموتسارت، وأخيرا جائزة لجنة التحكيم الأولى.. متفوقة على مغنين يمثلون ١٨٠ دولة تمت تصفيتهم إلى 6 متنافسين، وكانت فاطمة سعيد الصوت اللامع بينهم ليحصد كل هذه الجوائز.
صوت مصري في إيطاليا
أربعة وعشرون عاما هو عمر فاطمة سعيد، ومسيرة فنية تشغل نصفها، بدأتها منذ الطفولة بعد فتنتها بهذا النوع الموسيقي نادر الحضور في الوعي السمعي المصري والعربي عموما.
اكتشفت أسرتها حبها للموسيقى في سن صغيرة فشجعتها ودعمتها، كما وقف مدرسوها في المدرسة الألمانية بالقاهرة إلى جوارها، فتبنوا موهبتها وعملوا على تنميتها، فواصلت رحلتها تحت إشراف السوبرانو المصرية الشهيرة نيفين علوبة، التي أمضت معها 5 سنوات، نالت خلالها جائزتين في مسابقة مخصصة لغناء الأطفال في ألمانيا، وتابعت دراساتها الموسيقية فيما بعد في ألمانيا، إذ التحقت بمدرسة إيلسر هانس الموسيقية في برلين، وهي المدرسة العريقة في تعليم الفوكال "الأصوات" الأوبرالية.
موهبتها الفذة ودأبها على تطويرها مكنها من الحصول على منحة في أكاديمية لاسكالا دي ميلانو بإيطاليا وهي أشهر دار أوبرا في العالم، لتكون أول مصرية تلتحق بالأكايدية وتصبح نجمة حفلات داخل مصر وخارجها؛ ففي الاحتفال العالمي بيوم حقوق الإنسان كانت المصرية الوحيدة التي اختيرت وغنت أغنية الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت الجماهير بتوزيع أوبرالي.
عام 2012 نالت فاطمة سعيد جائزتين في الغناء الراقي في مدينة إسطنبول التركية، الأولى من لجنة تحكيم والأخرى من الجمهور. وأخيرا فوزها في مسابقة فيرونيكا دن إحدى أهم المسابقات المتخصصة في الفنون الأوبرالية في العام.
عن مسيرتها الفنية قالت سعيد لإذاعة RTE الموسيقية بعد تسلمها الجائزة: "لا أستطيع أن أتذكر متى بدأ عشقي للغناء، فأنا دائما أحب الموسيقى، قبل أن أغني في الأوبرا في مرحلة لاحقة من حياتي، وأود الإشارة إلى أن دراستي في المدرسة الألمانية بالقاهرة ساعدتني كثيرا على تذوق طعم الموسيقى الكلاسيكية".
واعتبرت فاطمة سعيد الدراسة في أكاديمية لاسكالا بإيطاليا شرف كبير لها، مضيفة: "إنها تجربة رائعة أن تكون في إيطاليا كمغنٍّ أوبرا، أعتقد أنه شيء مهم للغاية بالنسبة لأي مغني أوبرا العيش في إيطاليا وأعتقد أنه جاء لي في الوقت المناسب، وأكاديمية "إسكالا" بالتأكيد أفضل مكان يمكن أن يصنع مغني الأوبرا".
كما أشارت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج هنا العاصمة على قناة "سي بي سي" إلى أنها تحب الغناء الأوبرالي بصرف النظر عن الجوائز، مؤكدة أنها تحاول دائما تقديم الجديد في هذا الفن، موضحة أنها تسعى لتقديم الأغنيات بطرق مختلفة لأن الجمهور لا يقبل أن يسمع أغنية بنفس الطريقة والأداء.
على الصعيد المحلي، فلم يصدر أي بيان عن وزارة الثقافة أو إحدى مؤسساتها تهنئة وتعليقا على الإنجاز الذي تحققه السوبرانو المصرية دون ضجيج أو ماكينة إعلامية وراءها.
مسؤول: لا يذهب الناس إلى الأوبرا
"العين" تواصلت مع أحد المسؤولين في دار الأوبرا المصرية الذي استقبل الخبر بطريقة عادية، وقال إن سعيد من المواهب المظلومة داخل مصر، خاصة وأنها في وقت ما لم يكن لها مكان داخل دار الأوبرا، فكان الحل الوحيد هو انضمامها إلى إحدى فرق الموسيقى الشرقية.
المصدر –الذي رفض الإفصاح عن اسمه- قال إن الفنون الأوبرالية ليست من الأنواع الفنية ذات الشعبية حتى بين القطاعات المثقفة، لذلك فأبناؤنا وبناتنا أمثال فاطمة سعيد كثيرون لكن لا يسمع عنهم أحد شيئا.
عندما ألف موتسارت أول أوبرا باللغة الألمانية على خلاف العرف السائد في القرن الثامن عشر، عن أن الأوبرا تغنى باللاتينية القديمة أو الإيطالية، كان غرضه أن يصل هذا الفن للناس، أن يكون موقعه وسط الجماهير لا بين رموز الطبقات الارستقراطية.
اليوم الأوبرا تغنى بكل اللغات، لكنها عادت إلى ما قبل طموح موتسارت، صارت حبيسة شريحة محدودة للغاية من متذوقي الموسيقى الكلاسيكية وتجلياتها الفنية، في مصر يوما ما كانت أوبرا عايدة عملا ذا قبول على نطاق أوسع من الآن، أما اليوم فقد تحولت الأوبرا إلى بيت للأشباح.. فهل تستفيد وزارة الثقافة المصرية من المنجز العالمي في إعادة الأوبرا مرة ثانية على خريطة العمل الثقافي؟
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4yNiA= جزيرة ام اند امز