النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر أطلق، اليوم الثلاثاء، "مبادرة" جديدة لإنهاء الانقسام الفلسطيني
أطلق النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر، اليوم الثلاثاء، "مبادرة" جديدة لتحقيق لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية، وهي المبادرة التي استغربت حركة فتح إطلاقها، قبل أيام من اجتماع "مصيري" سيعقد بين قيادة حركتي فتح وحماس في العاصمة القطرية.
وأوضح بحر أن المصالحة تتمثل في عدد من البنود أهمها الإسراع في التئام الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير بحضور الجميع للاتفاق على وضع استراتيجية وطنية لمواجهة كافة التحديات وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وتشمل المبادرة التي أطلقها بحر خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المجلس التشريعي بغزة، تشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الفصائل تضطلع بكافة الالتزامات الملقاة على عاتقها في الضفة وغزة، والتأكيد على انعقاد المجلس التشريعي فور تشكيل الحكومة للاجتماع وإعطاء الحكومة الثقة للتمكن من مساندتها والرقابة عليها وتصويب سلوكها.
كما تنص المبادرة على الإعلان عن موعد محدد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني والتوافق على قانون انتخابي بشأن المجلس الوطني.
وأكد بحر –وهو قيادي بارز في حركة حماس- أن الذهاب للانتخابات جاء على أساس توحيد الجهد الفلسطيني في إطار السلطة والمنظمة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وليس الخضوع لشروطه، كما كان الهدف إعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني على أساس الشراكة الكاملة في التضحية وفي صنع القرار، داعيا الجميع لدخول حصن الشراكة الوطنية من بوابتها الحقيقية.
وقال بحر: "في ظل هذه الظروف الصعبة التي تحيط بنا في المنطقة، وسط المتغيرات الدولية، وبالنظر إلى تعاظم انتفاضة القدس، وما يقدمه شعبنا من تضحيات لإفشال المخططات الصهيونية في القدس، فإننا ندعو إلى وحدة شعبنا الفلسطيني، ونطالب حركتي فتح وحماس على وجه الخصوص بتحمل مسؤولياتهما التاريخية والوطنية والإنسانية وإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، ونبارك باسم شعبنا اجتماعهما المرتقب في الدوحة".
وتدعو المبادرة إلى العمل على تحقيق المصالحة المجتمعية وجبر الضرر الاجتماعي الناتج عن سنوات الانقسام، وإشاعة أجواء الحرية والديمقراطية وسيادة القانون ونبذ العنف الداخلي، واعتماد أسلوب الحوار البناء للتغلب على كافة الصعاب.
استغراب فتح
وأبدت حركة فتح استغرابها من "المبادرة" الجديدة، وقال عضو اللجنة المركزية للحركة جمال محيسن، نحن لسنا بحاجة لمبادرات جديدة، مشيراً أن المبادرة لن تأت بجديد "سوى أنها جاءت قبل أيام من انعقاد اجتماع قيادي بين فتح وحماس".
ودعا محيسن لبوابة "العين"، من يمتلك أفكار لديها القدرة على تقريب وجهات النظر وتحقيق المصالحة إلى طرحها في اجتماع الدوحة القادم، والابتعاد عن المبادرات "الإعلامية".
وأشار إلى أن وفد فتح من حركته سيضم عضوي اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد وصخر بسيسو، سيصل إلى العاصمة القطرية قريباً لبدء حوارات مع قيادة حركة حماس يوم السبت القادم.
ومن المقرر عقد الاجتماع بين الحركتين في السادس من الشهر الجاري في الدوحة لبحث، إقامة حكومة وحدة وطنية، بمشاركة الفصائل الفلسطينية المختلفة، وكذلك بحث إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بعد أشهر من تشكيل حكومة الوحدة.
وقال محيسن، إن الاجتماع سيناقش تنفيذ الاتفاقات التي تم التوقيع عليها سابقا، مشيراً أن الاتفاقيات السابقة موجودة وكذلك آليات تنفيذها مقررة، مشدداً على أن المطلوب حالياً هو الشروع في التنفيذ الفوري لتلك الاتفاقيات.
بصيص أمل
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن اشتداد أزمة طرفي الانقسام الفلسطيني دفعتهما لإبداء جدية أكبر لرأب الصدع وتحقيق المصالحة، بعدما باتت فتح وحماس تدركان أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الكل الفلسطيني.
وتوقع عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، أن يحقق اجتماع الدوحة القادم تقدماً بين فتح وحماس، لكنه رهن نجاح المصالحة الوطنية "بمشاركة كل القوى والفصائل الفلسطينية في المباحثات الجارية لترتيب البيت الفلسطيني".
وأوضح سويرجو لبوابة "العين"، أن حركة فتح والسلطة الفلسطينية في الضفة تمران بأزمة تهدد كيانها، وحركة حماس تواجه أزمات في غزة أيضاً، لذلك تقدمت الحركتان باتجاه المصالحة من واقع "الأزمة" التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن "بصيص أمل" يتوفر الآن في ظل وجود درجة من مستوى الثقة بين الحركتين، نتيجة الاجتماعات المستمرة التي عقدت بينهما مؤخراً، وبسبب الأزمات التي يفجّرها الاحتلال الاسرائيلي أمام الفلسطينيين.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز