السؤال الملح حاليا هو كيف سيصوت يهود الولايات المتحدة خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016
يشكل يهود أمريكا قوة سياسية في الداخل الأمريكي لا يستهان بها، لكن السؤال الملح حاليا هو كيف سيصوت يهود الولايات المتحدة خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016.
لاستقراء الإجابة على هذا السؤال يجب تتبع رحلة الصوت اليهودي في ماراثون الانتخابات الأمريكية، والتي بدأت بدعم الحزب الجمهوري في النصف الثاني من القرن الـ19، ثم تحول التصويت الفعلي للديمقراطيين منذ عام 1916، وظل الصوت اليهودي حليفا بنسبة كبيرة لصفوف الديمقراطيين، ففي الانتخابات الرئاسية عام 2008، صوت 78٪ من اليهود لباراك أوباما، الذي أصبح أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي.
لكن في الانتخابات الحالية تتأرجح أصوات اليهود بين 3 مرشحين: دونالد ترامب من الجمهوريين، وهيلاري كلينتون وبيرني سانديرز، اليهودي، من الديمقراطيين.
يرى قسم من الناخبين اليهود أنه لا يمكن التصويت لترامب، حيث أفكاره السياسة، مثل منع دخول المسلمين إلى أمريكا، ترهب اليهود ذاتهم من الناحية التاريخية، كما أن طريقته في استعراض المواضيع غير جذابة وحتى وجهات نظره بشأن إسرائيل في كل مكان هي بالتأكيد لن تسهم في تهدئة الأمور بين إسرائيل وجيرانها.
لكن قسم آخر يرى أنه يجب على اليهود التصويت لترامب، حيث يجب أن يصوتوا لأي جمهوري، لأن ثماني سنوات أخرى من رئاسة الحزب الديمقراطي في نهاية المطاف ستجعل الأمور أسوأ بكثير بالنسبة لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في كسب المعركة ضد الإرهاب، وفي نهاية المطاف، لصالح يهود الولايات المتحدة.
بالنسبة لهيلاري كلينتون، يدعو قسم من اليهود إلى التصويت لها باعتبارها جديرة بالثقة، وقوية ومازالت ليبرالية حقيقية، وهي صديقة لليهود الأمريكيين لفترة طويلة جدا وشخصية عامة معروفة.
كما أن هيلاري أكدت على عدم تبني "المبادرات المفاجئة" التي من شأنها أن تضعف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، أي أنها تقف نفس موقف اليهود الأمريكيين: متمسكة بالقيم الليبرالية، وواقعية في السياسة الخارجية لصالح إسرائيل.
لكن قسماً آخر يرى أن هيلاري ستمثل كل شيء لا يروق لهم بالنسبة لإسرائيل، حيث يعتبر هذا القسم أنها سوف تكون ضعيفة مثل أوباما. لكن العلاقات القوية لها مع نتنياهو هي حقيقة راسخة، وفترة عملها كوزيرة للخارجية لم تفعل شيئا لجعلها أكثر جاذبية لأولئك الذين يريدون سياسة أكثر قوة لصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.
وأخيرا بالنسبة لبيرني سانديرز، يرى قسم أنه الخيار الأمثل ليهود أمريكا، حيث إنه يهودي في الأساس. وبطبيعة الحال، أحد قواعد الأمن الحقيقي عندما يتعلق الأمر بالقيم اليهودية.
ويعتبر هذا الفريق سانديرز "الخيار الأخلاقي الوحيد المتوافق مع القيم الأخلاقية اليهودية". كما أنه صديق حقيقي لإسرائيل، على العكس من هيلاري كلينتون، ولكن أيضا ليس على نهج داعم لليكود مثل الجمهوريين الذين يقفون مكتوفي الأيدي لمشاهدة حكومة نتنياهو تدمر إسرائيل الديمقراطية على حسب وصفهم. حيث سيكون أول يهودي في المكتب البيضاوي إذا نجح في الانتخابات ويعتبر الثوري الحقيقي وزعيم قيادة أمريكا في الاتجاه الصحيح على حسب وصفهم.
لكن الفريق الآخر يرى أن ساندرز خيارا سيئاً للناخب اليهودي. فهو اشتراكي الأساس. وليست لديه خبرة في الحكم، حيث إن رئاسة بلدية برلنغتون، فيرمونت، ليست هي نفسها العمل على رئاسة الحكومة الأمريكية. ولكن ما هو أسوأ من ذلك بكثير هو ألأنه ذاهب إلى مواصلة نحو يسار الحزب الديمقراطي، حيث سيزيد ذلك أوضاع إسرائيل سوءًا في المنطقة.
لكن في النهاية، من سيحظى بمقعد رئيس جمهورية الولايات المتحدة سيجذب معه، أو معها، أصوات ودعم اليهود طالما كانت السياسة الخارجية في صالح إسرائيل.
aXA6IDE4LjIyNC4zMi41NiA= جزيرة ام اند امز