لجنة طبية إسرائيلية: القيق "هيكل عظمي" معرض للموت
حذرت لجنة طبية إسرائيلية من أن التدهور المستمر في حالة الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق، قد يؤدي إلى موته في أية لحظة
حذرت لجنة طبية إسرائيلية من أن التدهور المستمر في حالة الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق، قد يؤدي إلى موته في أية لحظة، فيما أشار مسؤول فلسطيني إلى تحول القيق "لهيكل عظمي" جراء إضرابه المستمر عن الطعام لليوم الواحد والسعبين.
وأفاد مدير عام الشؤون القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين المحامي إياد مسك، أن "لجنة الأخلاقيات الطبية" في مستشفى العفولة الإسرائيلي أجمعت على خطورة حالة الأسير محمد القيق، وأن التدهور المستمر عليها قد يؤدي إلى موته في أي لحظة.
وأوضح مسك في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، أن هذه اللجنة المكونة من 9 أطباء إسرائيليين، والذين خرجوا من غرفة القيق على الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم، أجمعوا بأن المرحلة التي وصل لها القيق صعبة جدا، وأن التدهور المستمر على صحته له تداعياته وتأثيراته على صحته وأجهزة جسده.
وذكر أن أطباء اللجنة تحدثوا بشل واضح بأن محمد حتى لو فك إضرابه فورا معرض للإصابة بعجز صحي في عدة أماكن من جسده.
ويخوض القيق إضراباً عن الطعام منذ الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، احتجاجاً على الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، ويطالب بالإفراج الفوري عنه.
ويقبع 650 فلسطينياً في سجون الاحتلال بموجب "الاعتقال الإداري" الذي تستخدمه سلطات الاحتلال لاعتقال الفلسطينيين دون تهمة محددة أو محاكمة، ولتبرر ذلك الأسلوب من الاعتقال تزعم أنه يتم "بناءً على ملفات سرية".
هيكل عظمي
وبعد واحد وسبعين من إضرابه عن الطعام، تحول جسد القيق إلى "هيكل عظمي" وفقد البصر في إحدى عينيه بعد أيام قليلة من فقده الكلي للنطق، والجزئي للسمع، بحسب ما نقل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، عن المحامي أشرف أبو اسنينة.
وزار المحامي أبو اسنينة ، القيق صباح اليوم الأربعاء، في مستشفى العفولة الإسرائيلي.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة القيق، الذي يمكن أن يتعرض لجلطة تؤدي إلى فقدانه واستشهاده بأي وقت.
وأفادت الهيئة في بيان ثان تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، أن المحكمة العليا الإسرائيلية ستنظر يوم غد الخميس، في قضية القيق، من جديد، بعدما نظرت فيها مرتين في الأيام الأخيرة.
وأوضحت أن حكومة نتنياهو ومن خلال جهازها القضائي تركت مصير القيق رهينة للتطورات الصحية على حالته، و"هذا يعتبر موقفا خطيرا وكأنها لن تنظر في قضيته إلا إذا أصبح على وشك الموت، وهي بذلك تعطي الضوء الأخضر وتشرع إعدامه وفقا لجريمة مستمرة على مدار 71 يوما".
وأشارت الهيئة إلى أن الاستناد إلى مجريات الوضع الصحي للقيق للنظر في قضيته وتجاهل أسباب إضرابه عن الطعام، يجعل من دور المحكمة العليا دورا مسرحيا وصوريا، ويحولها إلى جسم مطاطي بين الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وقوانينها التعسفية.
واتهمت الهيئة المحكمة العليا الإسرائيلية "بالشريك مع الحكومة اليمينية المتطرفة في لعبة قتل القيق والتسبب له بأضرار جسيمة، وأن هذه المحكمة غير حيادية وغير مستقلة، بل خاضعة للسلطة التنفيذية لحكومة إسرائيل وتوجيهاتها السياسية، وبعيدة جدا عن النظر في قضايا حقوق الإنسان الفلسطيني وتتعامل معها باستهتار تام".
وبينت أن المحكمة العليا التي تتكون الغالبية من هيئتها القضائية من اليمين المتطرف تحولت إلى غطاء لأعمال وممارسات وتشريعات حكومة نتنياهو.
وأضافت الهيئة الفلسطينية المعنية بمتابعة قضايا الأسرى في سجون الاحتلال "أن التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى العفولة هي تقارير شكلية لا تشخص الوضع الصحي للأسير القيق كونه يرفض أي فحوصات طبية بما في ذلك فحص الدم وتخطيط القلب والوزن، ويرفض تناول أي مدعمات أو فيتامينات أو مقويات طبية وغذائية، حتى أنه يرفض تناول الأملاح ويأخذ الماء فقط، مما جعل معيار معرفة خطورة أو عدم خطورة الوضع الصحي له يستند فقط الى الانتظار حتى يدخل في غيبوبة تامة".
تضامن واسع
وعلى الأرض تتسع حملة التضامن مع القيق في الأراضي الفلسطينية، التي شهدت اليوم العديد من الوقفات التضامنية في مدن رام الله ونابلس والخليل وغزة ورفح.
وشهدت مدينة رام الله وقفة صحفية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، شارك فيها المئات من الصحفيين والحقوقيين والنشطاء الفلسطينيين.
وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، إننا "نقف من أجل قضية وطنية ومهنية وأخلاقية هامة"، منوهاً إلى أنهم سيواصلون الفعاليات للضغط على الاحتلال والقوى المؤثرة فيه حتى الإفراج عن القيق.
وأعلن أبو بكر، عن مشاركة العشرات من الصحفيين في إضراب عن الطعام، في خيمة الاعتصام المقامة أمام الصليب الأحمر.
وفي غزة شارك المئات من الفلسطينيين، بينهم العشرات من الصحفيين والحقوقيين، في وقفات تضامنية عديدة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة، فيما توجهت مسيرة جماهيرية إلى مقر المفوض السامي للأمم المتحدة لمطالبة المنظمات الأممية بالتدخل لإنقاذ حياة الصحفي المضرب عن الطعام.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA== جزيرة ام اند امز