بالفيديو: انطلاق مهرجان قصر الحصن.. منارة الإمارات
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان يتقدمان المسيرة
الشيخ محمد بن راشد، رئيس مجلس الوزراء والشيخ محمد بن زايد تقدما، مساء الأربعاء، المسيرة الوطنية إيذانًا بانطلاق فعاليات المهرجان.
انطلقت مساء الأربعاء في العاصمة الإماراتية أبوظبي فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان قصر الحصن، والذي يشهد الكشف عن تطورات أعمال الترميم الجارية للحفاظ على القصر، الذي يعد رمزًا لنشأة أبوظبي، والمقر السابق لأسرة آل نهيان الحاكمة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد تقدما المسيرة الوطنية إيذانًا بانطلاق فعاليات "مهرجان قصر الحصن 2016" بدورته الحالية والتي تستمر حتى 13 فبراير الحالي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تعتز بإرثها التاريخي وتعمل على الحفاظ عليه وتعريفه للأجيال الحالية والقادمة بما يحفظ ويصون الهوية الإماراتية العريقة ويرسخ في نفوس الأجيال قيم التحدي والعطاء والبذل والتضحية التي قدمها آباؤنا وأجدادنا الأوائل، لافتاً إلى أن "تاريخنا زاخر بالمفاخر وتراثنا غني بالأصالة ويجب أن يبقى عزمنا الصادق وعملنا الهادف إلى رفعة وطننا الغالي متوهجا لا تخبو جذوته في سائر الأوقات وعلى مدى الأيام ".
وتفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ركن أرشيف الذكريات - قصة وطن - وما حملته الصور المعروضة من عدة جهات حكومية وخاصة من ذكريات قديمة ونادرة لملامح من أوجه الحياة لأهالي البلاد وصور لشخصيات وطنية لعبت أدوارا مشهودة في مسيرة هذا الوطن منذ ما قبل تأسيس الدولة إضافة إلى مراحل تطور البناء والتنمية في كافة أرجاء الوطن حيث يتمكن الزائر من استرجاع الوقائع والأحداث والذكريات من خلال مشاهدة الصور والأفلام الوثائقية القديمة. كما زار "معرض قصر الحصن" الذي يحكي قصة أبوظبي والروابط التي تجمعها بقصر الحصن باعتباره أول مبنى في جزيرة أبوظبي والشاهد على نشأتها ورحلة تطورها و تعرف الجميع على دور الآباء الأوائل من الحكام والأهالي والسكان الذين أرسوا اللبنات الأولى في عطائهم وبذلهم وتركوا إرثا حضاريا فريدا في الحكم والبناء والتنمية يتمتع بالعراقة والأصالة والقدرة على البقاء والتطور محافظا على هويته وجذوره بثوب الحداثة والمعاصرة.
ويوفر المهرجان الذي تنظمه سنويا هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة منصة تفاعلية تجمع عناصر الثقافة والتراث الإماراتي والمبادرات الرامية إلى استدامة هذا الصرح المعماري وإحياء دوره المحوري في الحركة الثقافية في أبوظبي. ويحظى زوار المهرجان بفرصة التعرف على عناصر التراث الثقافي المعنوي التي تم تسجيلها مؤخرا على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي المعنوي والتي تتضمن "المجلس" و"القهوة" و"الرزفة" بالإضافة إلى العناصر المدرجة سابقا وهي "الصقارة" و"التغرودة" و"العيالة" و"السدو".
وقال محمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن "قصر الحصن" يجسد مجد الوطن وماضيه العريق ويعكس في الوقت ذاته الحاضر المشرق الذي تنعم به دولة الإمارات ومستقبلها الواعد بمزيد من الإنجازات. واضاف " يكتسب الحصن أهميته كأول مبنى في جزيرة أبوظبي والذي ظل مقرا لأجيال من أسرة آل نهيان الكرام على مدى قرون عديدة .. ويمنحنا المهرجان فرصة تسليط الضوء على هذا الصرح التاريخي ومسيرة تطوره باعتباره رمز نشأة أبوظبي ومركز الحركة الثقافية فيها.. وسيستكشف زوار المهرجان مقومات الهوية الإماراتية وعناصر تراثها الثقافي وسيتعرفون على جهود ترميم الحصن ومبنى المجمع الثقافي للمحافظة عليهما كإرث للأجيال المقبلة ".
ويحتفي المهرجان هذا العام إلى جانب إحياء دوره كمركز للحياة الاجتماعية، ومنارة للحركة الثقافية، من خلال فعاليات وبرامج عامة تعكس روح التراث الإماراتي العريق، إضافة إلى جولات وورش عمل للتعريف بأعمال الترميم الدقيقة الجارية للحفاظ عليه، واستعادة صورته المعمارية الأصلية.
وستضم ساحة المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية، وستشهد الدورة المقبلة عرضًا لنتائج خطط ترميم المجمعات العمرانية، بما في ذلك قصر الحصن، وقاعة المجلس الاستشاري الوطني سابقًا، ومبنى المجمع الثقافي، إلى جانب أعمال الترميم والحفريات الأثرية الجارية، خصوصًا في واجهة الحصن الخارجية التي تعود إلى أربعينات القرن الماضي.
وسيحظى زوار المهرجان بتجربة متكاملة يستكشفون خلالها الحصن خلال جولات يصاحبها سرد شامل لأعمال الترميم الجارية، التي تأخذهم إلى «مركز قصر الحصن»، إذ يمكنهم التجول في «معرض قصر الحصن»، والتعرف إلى سيرة شخصيات عاشت في القصر أو بالقرب منه، والأهمية التاريخية والمعمارية لأبنيته، ومدى تأثير السياق التاريخي له في صياغة المخطط الرئيس لتطوير المنطقة المحيطة به في المستقبل.
وستعود مجددًا مناطق الصحراء والبحر والواحة وجزيرة أبوظبي، إذ ستقدم كل منها ورش عمل تفاعلية وأنشطة تُعيد تجسيد تلك البيئات، بالإضافة إلى منطقة قصر الحصن الجديدة في هذا العام، وسيستضيف مسرح قصر الحصن سلسلة من العروض الفنية والفعاليات العائلية التي تركز على موضوعات تعكس الأهمية الثقافية للمكان، ودوره في تطور إمارة أبوظبي ومجتمعها، وسيتضمن المهرجان عروضًا بصرية حية وفنون الأداء وورش عمل الفنون التراثية والحرف التقليدية، وتجارب تعليمية وثقافية تفاعلية تحت إشراف خبراء متخصصين.