مهرجان "الجنادرية" ينطلق.. تراث الماضي نجم الحاضر
الدورة الـ30 من مهرجان الجنادرية، انطلقت الأربعاء، معلنة بدء واحدة من أبرز الاحتفاليات المشجعة لاكتشاف التراث الشعبي في العالم العربي.
الدورة الـ30 من مهرجان التراث والثقافة "الجنادرية" انطلقت مساء الأربعاء، معلنة بدء واحدة من أبرز الاحتفاليات المشجعة لاكتشاف التراث الشعبي وبلورته في العالم العربي.
المهرجان -الذي يستمر حتى 21 فبراير- افتتحه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بحضور كبير من دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي حلت بلده ضيف شرف على المهرجان هذا العام.
ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لقصيدة الرائد مشعل محماس الحارثي التي ألقيت في الافتتاح، ويظهر في الفيديو تأثر واضح للملك سلمان بن عبدالعزيز عند إشارة الحارثي إلى إصدار خادم الحرمين أوامره بالتدخل عسكريًّا باليمن دفاعًا عن شعبه ومن قبلها عن بيت الله الحرام ومسجد النبي محمد، ووصف هذه الحرب بأنها وضعت الدولة الفارسية تحت أقدام المرابطين.
واختار المهرجان الأديب السعودي أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ليكون الشخصية الثقافية المكرمة لهذا العام، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، تقديرًا لما قدمه من إسهام فاعل للحركة الفكرية والإبداعية وتتويجًا لمسيرته الطويلة في مجال الكتابة والأدب.
"الجنادرية" الذي انطلق بفرحة عارمة، لكن الغصة بدورها تسللت إلى الوجوه.. فهذه الدورة تطل من دون مؤسس المهرجان وصاحب الفكرة والداعم الأساسي الملك الراحل عبدالله عبدالعزيز.
وعلى الرغم من غياب الفعالية الأبرز للمهرجان "الأوبريت" إلا أن "الجنادرية" يقدم هذا العام مجموعة من الندوات، بينها ندوة "الملك عبدالله في ذاكرتهم"، و"الملك سلمان بن عبدالعزيز قرارات وإنجازات"، و"مستقبل الدولة الوطنية والتحديات المحلية والدولية"، و"الصورة العربية والإسلامية في المخيلة الألمانية"، و"العلاقات السعودية الألمانية منطلقات وآفاق".
إضافة إلى ندوات حول "دور العلماء في البناء الفكري للشباب"، و"موقف الدعوة الإصلاحية من التطرف والتكفير"، و"الفنون الإبداعية وبناء الشخصية".. وتخصص ندوة للشخصية الثقافية المكرمة تحت عنوان "جهود أبي عبدالرحمن الظاهري في خدمة الأدب والفكر".
من جهة ثانية، ينظم المهرجان أربع ورشة عمل تقام في الجامعات يشارك فيها نخبة من الشباب الجامعي بعنوان: "شبكات التواصل الاجتماعي ومنظومة القيم في المجتمع".
وفي ليلة الافتتاح شهد العاهل السعودي والضيوف "سباق الهجن الكبير"، الذي شارك فيه أكثر من 1200 متسابق، ويعد من أبرز الأنشطة السنوية، وكرم الملك الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى للسباق، وتصل قيمة الجوائز النقدية للسباق ما يقارب من مليون وخمسمائة ألف ريال.
وكان من بين ضيوف الافتتاح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية بدولة الإمارات، والشيخ سلمان الصباح السالم الصباح وزير الإعلام بدولة الكويت، وسعد بن محمد السعدي وزير الشؤون الرياضية بسلطنة عمان.
ورحب الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني السعودي ورئيس اللجنة العليا للمهرجان في كلمة الافتتاح بالمفكرين والأدباء ورجال الإعلام من الدول الشقيقة والصديقة، ومن كافة أنحاء العالم ليسهموا مع مثقفي المملكة وأدبائها في إثراء البرنامج الثقافي للمهرجان بندواته ومحاضراته في كل ما يتعلق بالفكر والسياسة والأدب.
وأضاف "في كل عام يستضيف المهرجان دولة شقيقة أو صديقة لتقدم ثقافتها وتراثها.. وفي هذا العام يسعد المهرجان باستضافة دولة ألمانيا الاتحادية الصديقة".
من جهته، قال شتاينماير: "من خلال الجناح الألماني سوف نقدم لكم برنامجًا واسعًا خلال الأيام القادمة؛ حيث يتضمن البرنامج عروضًا وحلقات نقاش متنوعة سوف نكتشف من خلالها القواسم المشتركة الكثيرة بيننا".