زيارة لافروف للإمارات تعكس دورها المحوري في حل أزمات المنطقة
بدءا من أزمات من سوريا والعراق واليمن وصولا لشمال أفريقيا
الإمارات تدعو إلى تنحية الخلافات والعمل على وضع حلول جذرية للأزمات التي تجتاح المنطقة
أظهرت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سريجي لافروف، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء الماضي، في مستهل جولته في المنطقة، الدور المحورية الذي تلعبه الإمارات ضمن المساعي الدولية لوضع حد للصراعات التي تجتاح المنطقة.
وتصدرت ملفات سوريا واليمن وأسعار النفط، إضافة إلى العلاقات الثنائية، أجندة مباحثات الضيف الروسي مع نظيره، وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
ودعت الإمارات خلال المباحثات إلى تنحية الخلافات والعمل على وضع حلول جذرية للأزمات التي تجتاح المنطقة، الأمر الذي يعكس "بعد النظر والتفكير الاستراتيجي للقيادة الإماراتية" بحسب محللين سياسيين.
وحظيت الأزمة السورية باهتمام خاص في المباحثات التي أجراها الطرفان، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين الدولتين، التي تشهد نموا مستمرا على كافة الصعد.
أزمات المنطقة
وتطرقت المباحثات بين الطرفين إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الصراعات الدائرة في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا.
واحتلت الأزمة السورية حيزا كبيرا من محادثات الطرفين حيث طالب الشيخ عبد الله بن زايد خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع لافروف "بضرورة العمل على إخراج الشعب السوري من مأساته".
وقال وزير الخارجية الإماراتية "كانت هناك فرصة لمعالجة الوضع السوري في بداية الأحداث، إلا أن الأمر أصبح الآن أكثر تعقيداً وصعوبة، وازداد عدد الضحايا السوريين".
وأضاف "مؤتمر جنيف3 يمثل بادرة أمل للتركيز على إيجاد مخرج للشعب السوري من هذه المأساة، وليس لتحميل المسؤولية هذا الطرف أو ذاك، وعلينا أن نكون صادقين ومخلصين للعمل بصورة جماعية لإنهاء هذا الوضع، والنظر لكل المشاكل والقضايا السياسية منها والأمنية والتنموية والاقتصادية".
وأوضح عبد الله بن زايد "دولة الإمارات وروسيا تشعران بقلق بالغ حيال التهديد الذي يشكله الإرهاب والتطرف على بلدينا ومنطقتنا، حيث نقوم معاً باتخاذ الإجراءات الفاعلة لمعالجة الأسباب الجذرية للتهديد الذي يشكله التطرف".
بدوره أكد لافروف على "ضرورة العمل المشترك مع دولة الإمارات سواء بصورة ثنائية أو من خلال التحالفات الدولية، للقضاء على الإرهاب في سوريا والعراق، وغيرها من الأماكن".
العلاقات الثنائية
وتعكس الزيارة المكانة المتميزة التي وصلت لها العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وروسيا الاتحادية، في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، الأمر الذي أكد عليه الطرفان.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد "إن علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة مع روسيا الاتحادية علاقات متطورة من نواحٍ عديدة، وشهدت لقاءات متبادلة على أعلى المستويات، مشيراً إلى استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف".
وأكد الشيخ عبد الله بن زايد "أن العلاقات بين البلدين تشهد نمواً كبيراً من خلال تضاعف حجم التبادل التجاري، وارتفاع فرص زيادة الاستثمارات بين البلدين" مشيراً إلى "الصندوق المشترك بين شركة «مبادلة» والجانب الروسي، وكذلك نموها على الصعيد الثقافي، وارتفاع أعداد السياح والزوار الروس إلى الإمارات".
وتمثل السياحة مجالا حيويا للعلاقات بين أبوظبي وموسكو، حيث زار الإمارات العام الماضي ما يزيد على 500 ألف روسي، وهو ما أكد عليه الشيخ عبد الله بن زايد، مشيرا إلى اهتمام الروسي المتزايد بزيادة التعاون الثقافي مع الإمارات، وتسهيل السياحة، وتعزيز الوسائل اللازمة لحركة المواطنين بين البلدين خلال السنوات المقبلة.
كما أكد الشيخ عبد الله بن زايد على التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، موضحا "أنه بحث مع وزير الخارجية الروسي موعد عقد الاجتماع السادس للجنة الإماراتية الروسية المشتركة لهذا العام، الذي سيعمق التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والعسكرية".
وأعرب لافروف عن ارتياح بلاده للمستوى الذي بلغته العلاقات الروسية الإماراتية، مؤكداً استمرار الحوار السياسي العميق بين البلدين، والمضي في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتنفيذ المشاريع من خلال الصناديق المشتركة، والفرص التي تعود بالنفع على البلدين والشعبين، مشيرا إلى تعاون البلدين في مجال الطاقة.
ويقول مراقبون "إن الشراكة الروسية الإماراتية، تُعدّ مدخلا هاما لإيجاد حلول لملفات المنطقة بدءا من سوريا والعراق واليمن، وصولا إلى شمال أفريقيا، فضلا عن ملف الطاقة الذي يتصدر اهتمامات موسكو وأبوظبي".
وتتمتع الإمارات ببيئة استثمارية جذابة، وموقع استراتيجي، فضلا عن مؤهلاتها الاقتصادية الكبيرة، إضافة إلى علاقاتها المتوازنة مع كافة القوى الدولية، الأمر الذي يجعلها محل اهتمام روسي، ما يؤهلها للعب دور فعال، في البحث عن حلول لملفات المنطقة الساخنة.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز