حبيب الصايغ: يجب ألا تتحول أقلامنا إلى أدوات بطش
ندوة في "القاهرة للكتاب" تنتقد دولا عربية لعدم انضمامها لاتحاد الكتاب
"الانحياز إلى الحرية لأبعد الحدود" هو ما يؤمن به الاتحاد العام للكتّاب بحسب أمينه العام حبيب الصايغ، متحدثاً في ندوة "القاهرة للكتاب".
"الانحياز إلى الحرية لأبعد الحدود" هو ما يؤمن به الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بحسب أمينه العام حبيب الصايغ، الذي لفت في ندوة عُقدت في "معرض القاهرة للكتاب" مساء الخميس، إلى "ضرورة التزام الكتاب العربي بالحرية المسؤولة، فالحرية لا تعني أن تتحول أقلامنا إلى أدوات بطش."
ورأى الصايغ "أن موضوع الحريات يعتبر موضوعاً إشكالياً من الدرجة الأولى، فالكتّاب العرب يدافعون عن الكاتب سواء أخطأ أو أصاب"، مضيفاً، أنه "على الكاتب أن يدرك أن الحرية مسؤولية ويتجنبوا الإساءة".
واعتبر أن "هناك الكثير من المثقفين والأدباء يسيئون بدون وجه الحق، على سبيل المثال قناة الجزيرة التي ما زالت تصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب، مشيرا إلى أنه تكلم معهم مؤكداً أن "ما حدث في مصر لنفرض أنه انقلاب وأنه ترتب عليه وضع جديد.. فما شأنكم أنتم بهذا الأمر؟"، مضيفا أن ما حدث في مصر ثورتان مجيدتان لا يمكن التشكيك فيهما".
وتطرق الشاعر الإماراتي إلى مطالبة الاتحاد بالإفراج عن الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، وإصداره بياناً بشأن تخفيف الحكم عليه من الإعدام إلى السجن لمدة ثمانية أعوام و800 جلدة، ولفت إلى أنه "يثمّن هذه الخطوة الإيجابية من القضاء السعودي النزيه ويعتبرها انحيازا للتنوير وحرية الرأي".
ووصف الندوة التي شارك فيها أيضاً الأمين العام السابق للاتحاد محمد سلماوي، بالندوة الصريحة والجريئة، وتطرق فيها الصايغ إلى ما يواجهه الاتحاد العام من تحديات، حيث لا يضم كل الدول العربية. وأوضح أن الاتحاد "حصل على وعود" من قطر والسعودية بتأسيس رابطة أو اتحاد للأدباء ولم يحدث تقدم في هذا الشأن رغم وجود "أدباء مهمين" في السعودية، التي قال إن فيها أندية نشطة للأدب. أما قطر "التي تتحدث عن الحريات" فليس فيها اتحاد للأدباء. واعتبر أن قطر أعطت لأدبائها مقرا لإقامة اتحاد لهم ثم سحبت التصريح، وعندما دعونا أدباء قطر لحضور المؤتمرات بشكل فردي، رفضوا خوفًا من حكوماتهم.
ولفت لصايغ تعليقاً على انتقال رئاسة أمانة اتحاد الكتاب العرب من محمد سلماوي إليه، بالقول "انتقلت من مصري إلى مصري"، مضيفاً "لماذا نقلت رئاسة الاتحاد إلى الإمارات، ذلك لأن الإمارات مؤهلة اقتصاديًا وسياسياً وثقافياً، وتقدم اليوم أكثر من 90 جائزة سنوياً تمنحها للإماراتيين والعرب". واعتبر الصايغ أن الإمارات اليوم هي بلد المبادرات البناءة، وأبرزها ما أعلنه الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة أخيراً بطلبه من الجامعات ترشيح 3 من الشباب والفتيات من الخريجين في العامين السابقين، ليعينوا وزيرًا في الحكومة.
من جهته قال سلماوي في الندوة إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يضم فقط 16 اتحادا ورابطة للكتاب في العالم العربي نظرا لوقوف بعض الدول ضد "الحركة النقابية بشكل عام"، على الرغم من دعوة الاتحاد ملوك وأمراء هذه الدول إلى أن يكون للأدباء اتحاد أو رابطة يمارسون من خلالها "حقوقهم الطبيعية في التنظيم النقابي." وأكد السلماوي أن مهمة الصايغ صعبة للغاية فهو مطالب بالحفاظ على تعاون ووحدة الاتحادات العربية والسير بها في وجه العاصفة.
ورأى سلماوي أن الاتحاد العام يواجه موقفا مزدوجا فمن ناحية يتعرض الاتحاد لتهديدات كبرى مثلها مثل التهديدات التي يتعرض لها الوطن العربي بأكمله، فعلى سبيل المثال فقدنا في الاتحاد أحد الأعضاء المميزين، وهو اتحاد كتاب ليبيا الذي ناله التمزق الذي لحق بالوطن نفسه، وخلا مقعد ليبيا من الاتحاد العام. وقال إنه لولا تماسك الاتحادات العربية ورفضها لما يحدث على الساحة السياسية، لامتدت تلك التمزقات والتقاتلات إلى الساحة الثقافية".
وأكد سلماوي أنه في ظل أصعب الظروف التي يمر بها الوطن العربي، فإن اتحاد كتاب العرب كان دائما يخرج برأي موحد يعبّر عن رأي الشارع دون الزجّ بالصراعات السياسية.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg
جزيرة ام اند امز