اليوم الـ62 لحرب غزة.. إسرائيل تكثف هجماتها وتحركات إماراتية أممية لوقف النار
هجمات إسرائيلية مكثفة وقصف متواصل بجنوب قطاع غزة، دفع عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين للتكدس في منطقة رفح على الحدود مع مصر، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن ما يجري هناك "يهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
وسعيا نحو وضع حد لحرب غزة وحماية المدنيين وإيجاد أفق للسلام، دعت دولة الإمارات، الخميس، مجلس الأمن إلى اعتماد قرار عاجل لوقف إطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية.
ومنذ الثلاثاء، يشهد جنوب قطاع غزة أكثر المعارك ضراوة عقب انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي.
ويقول سكان غزة إنه لم يعد هناك مكان آمن يذهبون إليه، حيث إن البلدات والملاجئ المتبقية مكتظة بالفعل، بينما تواصل إسرائيل قصف المناطق التي تطلب من الناس الذهاب إليها.
تحرك إماراتي جديد
وضمن حراكها المتواصل بمجلس الأمن الدولي لدعم القضية الفلسطينية ونشر السلام، دعت دولة الإمارات، الخميس، المجلس إلى اعتماد قرار عاجل لوقف إطلاق النار في غزة لدواعٍ إنسانية.
وقد قدمت بعثة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة مشروع القرار لمجلس الأمن لاعتماده.
وأكدت بعثة دولة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة، في بيان، أن "الوضع في قطاع غزة كارثي، وقد يصل إلى نقطة لا رجعة عنها، ولا يمكننا الانتظار أكثر".
وتابعت: "كما يتعين على المجلس أن يتصرف بشكل حاسم للمطالبة بوقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية".
ويحظى مشروع القرار الذي تقدمت به دولة الإمارات بدعم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وشددت على أنه "يعد ضرورة أخلاقية وإنسانية، نحث عبرها جميع الدول على دعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة".
المادة 99
ووسط مخاوف من أزمة كارثية، فعّل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونو غوتيريش "أقوى أداة يمتلكها" في ميثاق المنظمة، لينبه مجلس الأمن أن ما يجري هناك "يهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
ووجه غوتيريش رسالة إلى رئيس مجلس الأمن في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، يفعّل فيها المادة رقم 99 من ميثاق الأمم المتحدة.
وتتيح المادة للأمين العام للأمم المتحدة تنبيه المجلس حول أية مسألة يرى أنها قد تهدد السلم والأمن الإقليميين.
كما يحث بها كذلك المجلس على الحراك لتجنب وقوع كارثة إنسانية في غزة، لها آثار على الأراضي الفلسطينية بأكملها.
منطقة عازلة
ومع أنباء عن إرسال إسرائيل خطط لعدة دول عربية ولتركيا بخصوص المنطقة عازلة في قطاع غزة، جاء الرفض الأمريكي مخيبا لآمال الحكومة الإسرائيلية.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الأربعاء، إن الولايات المتحدة ستعترض على أي منطقة عازلة مقترحة إذا كانت داخل قطاع غزة.
وأوضح المتحدث أن إقامة مثل هذه المنطقة يخالف موقف واشنطن المتمثل في أن مساحة القطاع الفلسطيني يجب ألا تتقلص بعد الصراع الحالي.
تكدس في رفح
والأربعاء، قالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تكدسوا في منطقة رفح على حدود قطاع غزة مع مصر؛ هربا من القصف الإسرائيلي على الرغم من مخاوفهم من أنهم لن يكونوا في مأمن هناك أيضا.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير فإن معظم النازحين في رفح ينامون في العراء بسبب نقص الخيام رغم أن الأمم المتحدة تمكنت من توزيع بضع مئات منها.
ويصل المدنيون إلى المنطقة بعد أوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي شملت مناطق داخل وحول مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان مئات الآلاف من الفلسطينيين قد فروا بالفعل من شمال غزة إلى الجنوب في الصراع الدائر منذ شهرين بين إسرائيل وحركة حماس.
ومع أحدث موجات النزوح الجماعي، يتزايد تكدس الفلسطينيين بالقرب من الحدود المصرية في منطقة يقول الجيش الإسرائيلي إنها آمنة.
وقال سمير أبوعلي (45 عاما) وهو أب لخمسة أطفال لرويترز عبر الهاتف من رفح إن الإسرائيليين يكذبون، وإنه لا يوجد مكان آمن في غزة وإنهم سيلاحقونهم عاجلا أم آجلا في رفح.
ومضى يقول إن الإسرائيليين يريدون نكبة أخرى لكنه عقد العزم على ألا يتجاوز رفح إلى مكان آخر.
وردد سكان آخرون من غزة مخاوفه.
وقالت نازحة أخرى ذكرت أن اسمها زينب عبر الهاتف من خانيونس إن إسرائيل تدفعهم نحو رفح ثم ستهاجم المكان.
عرقلة توزيع المساعدات
ويقول الجيش الإسرائيلي الذي يقول إن هدفه القضاء على حركة حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وإنه يطلب من المدنيين مسبقا إخلاء المناطق التي يعتزم تنفيذ عمليات فيها، وذلك باستخدام الرسائل الهاتفية والبيانات والمنشورات على الإنترنت.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 80 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فروا من منازلهم في أثناء الحرب، وإن كثيرين منهم انتقلوا مرات تحت وطأة القصف الجوي.
وتقع مدينة رفح على بعد نحو 13 كيلومترا من خانيونس التي تتعرض لهجوم عنيف. وتقع على الحدود مع مصر، ويعد معبر رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة.
وقال تقرير الأمم المتحدة الصادر الأربعاء إنه على الرغم من دخول بعض المساعدات إلى غزة من مصر مرورا بالمعبر، تواجه المنظمة الدولية عقبات في توزيعها بسبب نقص الشاحنات وعدم قدرة الموظفين على الذهاب إلى معبر رفح نتيجة تصاعد أعمال القتال منذ انتهاء الهدنة الأسبوع الماضي.
إمددات الوقود
وفي وقت تشتدّ فيه الضغوط الدولية على إسرائيل التي وسّعت نطاق هجومها البرّي إلى جنوب قطاع غزة، وبعد أن حذّرت الأمم المتحدة من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في القطاع الفلسطيني، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليل الأربعاء أنّ حكومته ستسمح بزيادة "بالحدّ الأدنى" لإمدادات الوقود إلى جنوب قطاع غزة، بما يكفي "لتجنّب انهيار إنساني" في القطاع الفلسطيني.
وقال مكتب نتنياهو في منشور على منصّة إكس (تويتر سابقاً) إنّ الحكومة الأمنية المصغّرة وافقت هذا المساء على توصية مجلس الحرب بدخول حدّ أدنى من الوقود الضروري -لمنع حصول انهيار إنساني وتفشّي الأوبئة- إلى جنوب قطاع غزة".
قتلى بالضفة
وفي الضفة الغربية، قُتل أربعة فلسطينيين الأربعاء برصاص الجيش الإسرائيلي، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وكانت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي داهمت مخيم الفارعة وبلدة طمون المجاورة له في محافظة طوباس في شمال الضفة الغربية لتنفيذ اعتقالات.
وفي مدينة نابلس، وقعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي الذي اقتحم مخيم بلاطة وحاصر منزل أحد المطلوبين هناك قبل اعتقاله.
وكانت وزارة الصحة أعلنت عن ثلاث إصابات "برصاص إسرائيلي وصلت إلى مستشفى رفيديا الحكومي بينها إصابتان بحالة خطيرة".
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، تصاعدا في التوترات منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ومنذ ذلك التاريخ، قتل 259 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.
كما أوقف الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء الأربعاء "60 مواطنا على الأقل من الضفة الغربية بينهم امرأة وأسرى سابقون" وفقا لنادي الأسير الفلسطيني.
وتركزت الاعتقالات بحسب النادي في مدينة جنين، مشيرا إلى ارتفاع حصيلة المعتقلين من جانب الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى 3640.
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز