أبوطالب: بركات لم تقرأ كل عملي وهذه أسباب انسحابي من محترفها
الكاتب الأردني يرد من خلال "العين" على اتهامات محترف نجوى بركات
«العين» التقت الكاتب معن أبو طالب على خلفية اتهام محترف نجوى بركات له بتعمد إغفال وضع لوغو المحترف على غلاف روايته "كل المعارك"
على خلفية الهجوم الذي شنه محترف نجوى بركات للكتابة الروائية على الكاتب والروائي الأردني معن أبو طالب، عقب صدور روايته الأولى «كل المعارك» عن دار الكتب خان بالقاهرة، متهمة إياهما بتعمد إغفال الإشارة إلى المحترف ووضع اللوغو الخاص به على غلاف الرواية، فضلاً عن تضمينها مقدمتين للمحترف وآفاق، «العين» التقت الكاتب الأردني في مقابلة خاصة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، للرد على بيان المحترف وإيضاح تفاصيل جديدة بشأن هذه الأزمة.
"أنا مصدوم الحقيقة.. ولم أكن أنتظر أو أتوقع أن يصدر مثل هذا الموقف الغريب من محترف نجوى بركات"، بدهشة حقيقية استهل معن أبو طالب حديثه لـ «العين»، قائلًا: "بداية ومنذ مارس الماضي لم يعد للمحترف أي علاقة بالرواية وصاحبها، ونصي «كل المعارك» لم ينجز بشكل كامل في إطار المحترف، وذلك لعدة أسباب: أهمها أن نجوى بركات لم تشتغل على الرواية ولم تقرأها كاملة من الصفحة الأولى وحتى الصفحة الأخيرة، هي رفضت الاشتغال على الرواية بشكل كامل وأرجأتها طويلًا ولم تعد إليها، في الوقت الذي كانت تشتغل فيه على روايات كتّاب المحترف الآخرين، وأنا أعلم أنها ليست "مجبورة" على ذلك، لكنني قررت منذ الحين في العمل على روايتي بشكل منفصل وكامل، كتابة ونشرًا". ويضيف "ادعاء بركات أن الرواية أنجزت بشكل كامل في إطار المحترف، غير صحيح ويفتقر إلى الدقة، هي لم تقرأ الرواية كاملة، ولم تشتغل عليها كما ينبغي مثلما فعلت مع نصوص الآخرين، وهذا أمر ضايقني وجعلني أنسحب بروايتي منذ مارس 2015 واشتغلت عليها لمدة 7 أشهر كاملة وشهرين آخرين للتدقيق والمراجعة، وعلى هذا فقولها أو الادعاء بأن "الرواية أنجزت بشكل كامل في إطار المحترف" غير صحيح. ومع ذلك، وبالرغم من كل ما تقدم أشرت في الغلاف الخلفي للرواية بأنها "أنجزت بدعم أدبي من برنامج آفاق لكتابة الرواية الذي أقيم بالشراكة مع محترف نجوى بركات في دورته الثالثة (ربيع 2014/ ربيع 2015)"؛ أي أنني لم أغفل الإشارة للمحترف ولا لآفاق، واحترمت الوقت والشغل اللذين أمضيتهما بهما".
ويضيف أبو طالب، "لا يعني ذلك أنني لا أحمل تقديرًا وامتنانًا كبيرًا لنجوى بركات، بالعكس أقدّر تمامًا أنها قرأت بعض أجزاء الرواية وأبدت ملاحظات أخذت بها، وفي الأجزاء القليلة من الرواية التي قرأَتْهَا طلبت مني إعادة كتابتها بشكل كامل واستجبت لذلك وأعدت كتابته بالفعل، وكنت حريصًا على علاقتي الإنسانية والأدبية معها، ولم أتوقع أبدًا أن يصدر منها مثل هذا الأمر في حقي، كيف لها أن تدعي أنها تدعم وتساند الكتّاب خاصة في تجاربهم الأولى، ثم تلجأ إلى هذا الأسلوب العنيف في الهجوم والإدانة والتشنيع غير المقبول ولا المفهوم، هذا أمر محزن فعلاً، وغريب ومثير للتساؤل أن يكون همها تدمير مشروع كاتب في أول أعماله الروائية".
أما حول نقطة وضع لوغو المحترف، فيقول أبوطالب، إن "نجوى بركات في لقاء أخير بيننا جرى في بيروت، وكان لقاء وديًّا واعتياديًّا جدًّا، أخبرتني بأنني لا أكترث قليلاً أو كثيرًا لوضع اللوغو الخاص بالمحترف أو آفاق، هي التي طلبت مني ذلك، فكيف تأتي الآن وتتهمني بأنني لم أضع اللوغو؟! الأغرب أنها تتهمني بعدم وضع لوغو المحترف وأيضًا لوغو آفاق، في الوقت الذي اشتعل فيه الصراع بينهما ووصل إلى درجة مزعجة تكاد تقرب إلى الخصومة القانونية، هناك مشكلات كبيرة نشأت بين نجوى بركات وآفاق والكل يعلم هذا وليس سرًّا".
ويختم أبوطالب بالقول، إن "علاقتي بالمحترف جاءت بالأساس للهروب من قيود النشر ومعوقاته في العالم العربي، وعندما غاب الإشراف وغاب اتفاق النشر، وأصبح من حقي العمل بشكل منفرد على روايتي، ووجدت ناشرًا لا علاقة له بكل هذه الأمور وقَبِل نشرها وإخراجها بشكل لائق، تأتي نجوى بركات وتدعي "أن الرواية أنجزت بشكل كامل في إطار المحترف"، أظن أن هذا مثير للدهشة والحزن معًا".
وكانت «العين» قد تواصلت مع الناشرة كرم يوسف، صاحبة ومديرة دار الكتب خان، ولم تكن تعلم ببيان المحترف، وعندما توجهنا لها بالسؤال عن ردها على البيان، أكدت رفضها القاطع لأي اتهامات حملها، وكذلك للغته التي تحمل قدرًا كبيرًا من العنف والإدانة، وقالت لـ «العين»، إن الكاتب تقدم بروايته إلى الكتب خان، مثله مثل أي كاتب آخر، وارتأت الدار أنها جديرة بالنشر لديها، وأخرجناها فعلًا وصدرت في الأيام الأولى من معرض الكتاب، والآن نفاجأ بهذه الاتهامات الغريبة والمرسلة من قبل جهة مثل محترف نجوى بركات بصورة تحمل هجومًا غير مبرر علينا، ولا أفهم الدوافع التي أدت بهم إلى هذا الصراحة.
يوسف أضافت، إن مؤلف الرواية، طالب أبو معن، كان تقدم بها إلى دار الساقي اللبنانية ورفضت نشرها، فتوجه بها إلينا ورأينا أنها تستحق النشر، ونعلم أيضًا أنه اشترك في إحدى ورش الكتابة الروائية، وهو أمر لا يخصنا بحال، ودون أن يعني ذلك إلزامنا بأي شيء تجاه هذه الجهة، ليس بيننا أي نص أو تعاقد ولا تقاضينا مبالغ مالية مثلاً حتى يزعموا أننا ملزمون بوضع كذا أو كذا.. ورغم ذلك فإننا أدبيًّا قد أضفنا عبارة "أنجزت الرواية بدعم أدبي من برنامج آفاق لكتابة الرواية الذي أقيم بالشراكة مع محترف نجوى بركات في دورته الثالثة (ربيع 2014/ ربيع 2015)".
مديرة الكتب خان تابعت: كما أنه ليس من اللائق استخدام عبارات من قبيل "دار تواطأت"، أو "أن تشجعه دار نشر على المضي"، كما لو كنا أصحاب الولاية على الكاتب، وفي هذا من سوء القصد والتلميح غير المقبول لا منا، وأظن أيضًا من الكاتب، وأخيرًا لا بد من التأكيد على أننا كدار الكتب خان ليس لنا علاقة أو خصومة لا مع محترف نجوى بركات أو آفاق أو غيرهما، نحن نعمل بشكل مهني واحترافي والكل في مصر والعالم العربي يعلم عنا هذا ويشهد لنا به.
«كل المعارك» رواية تدور حول شاب ذي مستقبل واعد في شركة دولية مرموقة يجد نفسه يتأرجح بين عالم المال والأعمال وعالم الحلبة، يحقق نجاحات على الصعيدين، ثم يعرض عليه الاحتراف في بطولة عربية هي الأولى من نوعها، تستحوذ الملاكمة على تفكيره وتهدد مستقبله الوظيفي والشخصي، ولكنها تكشف له أيضًا عن ثنايا ماضيه، وتجعله يسائل مكانه في سلالة المقاتلين من آبائه وأجداده.
مؤلف الرواية، معن أبو طالب، كاتب ومحرر وأحد مؤسسي مجلة معازف الإلكترونية المتخصصة بالموسيقى، حائز على ماجستير في الفلسفة الأوروبية ونظرية النقد المعاصرة من مركز أبحاث الفلسفة الأوروبية المعاصرة CRMEP في جامعة كينجستون، يقيم في لندن منذ خريف 2008.
aXA6IDE4LjE4OC4yMTkuMTMxIA== جزيرة ام اند امز