تراجع استثمارات النفط العالمية إلى 539 مليار دولار في 2015
الاستثمارات النفطية في العالم تتراجع بشكل غير مسبوق جراء انهيار الأسعار، وخسائر فادحة تتكبدها الشركات الكبرى
كشفت دراسة متخصصة عن أن الاستثمارات في قطاع النفط عبر العالم بلغت ما يعادل 539 مليار دولار في سنة 2015، بتراجع قدر بنحو 21% عن السنة التي سبقتها، بفعل انهيار الأسعار في الأسواق الدولية.
وأوضحت الدراسة -التي أجراها المعهد الفرنسي للبترول، وعرضت يوم 2 فبراير 2016- أنه في غضون سنتين فقط تراجعت الاستثمارات بنحو 200 مليار دولار، وهي ظاهرة غير مسبوقة في قطاع النفط منذ نشأته.
وبلغ الضرر أشده في استثمارات البترول الصخري بأمريكا الشمالية؛ حيث انخفضت الاستثمارات بـ 35% سنة 2015، خاصة أن الشركات التي تقوم بالتنقيب والاستخراج كانت عليها ديون كبيرة من الفترة التي كانت فيها الأسعار مرتفعة وهو ما زاد من متاعبها.
وكانت هذه الشركات قد قامت باستثمارات ضخمة في أعمال الحفر والتنقيب، لكن انهيار أسعار البترول إلى 30 و35 دولارًا جعلها لا تعوض حتى تكاليف الإنتاج، ومن ثم عجزت عن تسديد ديونها واضطرت للتخلي عن جزء من استثماراتها.
وحسب الدراسة فقد انخفض نشاط التنقيب عن البترول والغاز الصخري بنحو 61% في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، وتقلص عدد الآبار بين إبريل وديسمبر/كانون الثاني من 1300إلى 500 بئر فقط.
وفي العالم إجمالا، تقلصت أعمال الحفر والتنقيب بنسبة 32% في الأرض و15% في البحر خاصة في بحر الشمال؛ حيث توجد الآبار البريطانية التي كانت أكثر المتضررين.. وبسبب الأزمة التي تعاني منها شركات النفط، أحصت الدراسة 130 اكتشافًا بتروليًّا جديدًا في سنة 2015 مقابل 200 في 2014.
ومن الناحية النظرية، يمكن لانخفاض الاستثمارات –حسب الدراسة- أن يؤدي إلى تقليص تدريجي للعرض ومن ثم ارتفاع الأسعار في 2020، خاصة أن الطلب سيستمر في الارتفاع مدفوعًا في حاجة الدول الصاعدة إلى الطاقة في دعم معدلات النمو بها.
وأوضح الخبير ديديي هوسين -الذي استعانت به الدراسة- أن الأسعار في مستوى 30 دولارًا محكوم عليها بالارتفاع، حتى تتمكن الشركات البترولية من تطوير حقول جديدة بإمكانها إنتاج 2 إلى 3 مليون برميل يوميا من البترول لمواجهة ارتفاع الطلب وكذا تجديد الآبار القديمة.
خسائر فادحة لشركات النفط العالمية
وكمثال عن الأزمة التي ولدها انهيار أسعار النفط، أعلنت شركة "بي بي" البريطانية الثلاثاء 2 فبراير 2016، عن خسائر تقدر بـ6.5 مليارات دولار في 2015، وهي أسوأ نتائج تحققها الشركة منذ 20 سنة.
وفاقت هذه الخسائر حتى نتائج "بي بي" في عام 2010 حين كلفها تسرب نفطي في خليج المكسيك، تعويضات بلغت نحو 55 مليار دولار.. وبلغ صافي الدخل في الربع الأخير 196 مليون دولار فقط، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى 730 مليون دولار.
بدورها، أعلنت شركة "شيفرون"، ثاني أكبر منتج في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أول خسائر فصلية منذ ما يزيد عن 13 عاماً، بينما ينتظر أن تعلن "رويال داتش شل" تراجع الأرباح إلى نحو النصف.
ويتوقع أن تؤدي هذه الخسائر إلى فقدان آلاف الوظائف في قطاع النفط عبر العالم.