سياسة
قطع رأس طفل تونسي.. وحكومة السبسي تطلب دعمًا أمريكيًّا لمراقبة الحدود
إنشاء أكاديمية شرطة تونسية بدعم أميركي يبلغ 50 مليون دولار
جون كيري يؤكد على تمني واشنطن النجاح والاستقرار لتونس ودعمها أمنيًّا واستخباراتيًّا
أعلنت وزارة الداخلية التونسية أن مسلحين قطعوا رأس طفل تونسي (16 عاما)، الجمعة، كان يرعى الأغنام في "بجبل" بولاية سيدي بوزيد.
وقال وليد الوقيني -المكلف بالإعلام في الوزارة-: "أعلم عمدة دوار سلاطنية، أن مجموعة إرهابية اعترضت راعييْ أغنام في جبل مغيلة، وقامت بقطع رأس أحدهما وسلمته للراعي الثاني ليتولى تسليمه إلى أهله".
وقال مصدر أمني: إن الراعييْن ابنا عم، وإن "ثلاثة إرهابيين اعترضوهما في الجبل، قام أحدهم بإطلاق النار في الهواء، والثاني بذبح الراعي بسكين، والثالث بتصوير العملية، ثم سلما الراعي الثاني (14 عاما) الرأس المقطوعة، وكلفاه بحملها إلى عائلة القتيل".
وخلال هذا الأسبوع؛ نشرت "كتيبة عقبة بن نافع" -المجموعة الجهادية الرئيسية في تونس والمرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي- شريط فيديو تبنت فيه قتل راعييْ أغنام بجبل في ولاية القصرين، قالت إن قوات الأمن كلفتهما بـ"التجسس على المجاهدين" في الجبل.
ومنذ نهاية 2012؛ قتلت الكتيبة عشرات من عناصر الأمن والجيش في هجمات وكمائن.
وبحسب السلطات؛ تتحصن مجموعات تابعة لكتيبة عقبة بن نافع في جبال القصرين وجندوبة والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر.
وفي 28 آذار/ مارس الماضي؛ قتلت الشرطة في كمين بمنطقة جبلية في ولاية قفصة (وسط غرب) تسعة من أبرز قياديي الكتيبة، بينهم زعيمها الجزائري خالد الشايب المعروف باسم لقمان أبو صخر.
وإثر تلك العملية؛ أعلن وزير الداخلية التونسي نانجم الغرسلي ضرب الكتيبة بنسبة 90%.
وفي سياق ذي صلة؛ طلب وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش، من نظيره الأميركي جون كيري الذي يزور تونس؛ دعمَ بلاده في مراقبة حدودها مع جارتها ليبيا، الغارقة في الفوضى، لمنع تدفق الأسلحة والجهاديين نحو تونس.
وقال البكوش في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري: "نحن في حاجة إلى دعم الولايات المتحدة لتونس، لكي تكون أقدر على مراقبة حدودها، ومنع دخول الأسلحة والإرهابيين الى تونس".
وأفاد أن "فنيين ومختصين (أميركيين وتونسيين) في المجال العسكري"، سيجتمعون في الأيام المقبلة، من أجل تفعيل التعاون بين البلدين في مجال مراقبة الحدود.
وفي آيار/ مايو الماضي منحت واشنطن تونس صفة "حليف رئيسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي"، خلال زيارة الباجي قائد السبسي، أول رئيس تونسي منتخب ديمقراطيا بشكل مباشر، للولايات المتحدة.
ويتيح هذا الوضع لتونس الحصول على تعاون عسكري أميركي معزز.
وأضاف الطيب البكوش: "متفقون مع الولايات المتحدة على ضرورة التوصل بأسرع وقت ممكن إلى حل سلمي سياسي في ليبيا، لأنها مصدر قلق كبير من الناحية الأمنية لتونس، حيث بدأ يعشش الإرهاب، وتسليح شباب تونسي وإرساله للقتال في بؤر التوتر".
وبحسب وزارة الداخلية التونسية؛ فإن منفذي الهجومين الدمويين في 18 مارس/ آذار الماضي على متحف باردو في العاصمة تونس، وفي 26 يونيو/ حزيران الماضي على فندق امبريال مرحبا في سوسة (وسط شرق)؛ قد تلقوا تدريبات في معسكرات جهاديين بليبيا.
وأسفر الهجومان اللذان تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية عن مقتل 59 سائحا أجنبيا، ألحقا أضرارًا بالغة بالسياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي.
وأعلن كيري أن الولايات المتحدة منحت تونس مساعدات بأكثر من 700 مليون دولار، منها 250 مليون دولار مساعدات أمنية منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، لافتا إلى أن واشنطن ستواصل دعم تونس.
وأضاف أن فريقا أمنيا أميركيا سيزور تونس في الأيام القادمة لبحث التعاون معها، خصوصا في المجال الاستخباراتي.
وأعطى وزير الداخلية التونسي ومسؤول أميركي، الخميس، إشارة انطلاق بناء أكاديمية لتكوين الشرطة بتمويل أميركي بمبلغ 50 مليون دولار.
وعقّب كيري: "عيون العالم تنصب على تونس، وأميركا تريد النجاح لهذا البلد، الذي انطلق منه الربيع العربي، وولد فيها هذا الربيع الذي يزدهر، ويمكن لدول أخرى أن تحذو حذو تونس".
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg جزيرة ام اند امز