هذه الدورة التي دامت خمسة أيام تميزت بمشاركة دولية واسعة، حيث شهدت مشاركة 1100 جهة وشركة وطنية ومن مختلف دول المنطقة والعالم.
أسدل الستار أمس الأول الخميس في مطار آل مكتوم الدولي في إمارة دبي على معرض دبي للطيران في نسخته 14 لسنة 2015، هذا المعرض الذي يقام كل سنتين، والذي خطا خطواته الأولى في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وما فتئ هذا المعرض –الذي يعد ثالث أكبر معرض طيران على مستوى العالم- يسجل نجاحات مذهلة في نسخه الماضية التي كان أكثرها نجاحًا على الإطلاق معرض 2013 الذي شهد توقيع صفقات قياسية في عالم الطيران المدني.
وتميزت هذه الدورة التي دامت خمسة أيام بمشاركة دولية واسعة، حيث شهدت مشاركة 1100 جهة وشركة وطنية ومن مختلف دول المنطقة والعالم.
وحضرها إضافة إلى الفاعلين في مجال النقل الجوي في دولة الإمارات والمنطقة كثير من وزراء الدفاع في الدول العربية والأوروبية وكبار الفاعلين في صناعة الطيران المدني والعسكري كبوينغ الأمريكية،
وايرباص الأوروبية، وانتونوف الروسية، وكاوازاكي اليابانية، وشركات بريطانية وفرنسية وألمانية وإيطالية،
وتم عرض منتجات جديدة في عالم الطيران المدني، شملت طائرات ذات حجم كبير مخصصة للخطوط الطويلة وطائرات متوسطة الحجم وطائرات رجال الأعمال والطائرات العمودية،
والطائرات العسكرية بمختلف أصنافها وطائرات الإنقاذ وحتى وسائط النقل الجوي الحالمة.
وإضافة إلى الحضور الرسمي الكبير شهدت الدورة حضورًا جماهيريًّا كبيرًا لمشاهدة آخر ما أنتجته تكنولوجيا الطيران، وللتمتع بمشاهدة العروض البهلوانية الاحترافية، التي أجرتها الطائرات المدنية والعسكرية في سماء المعرض.
كما أجريت على هامش المعرض الكثير من الصفقات لاقتناء وصيانة الطائرات وملحقاتها، فقد أكد اللواء الركن طيار عبد الله الهاشمي المدير التنفيذي للجنة العسكرية لمعرض دبي للطيران 2015 في مؤتمر صحفي عقدته اللجنة بمناسبة اختتام المعرض ( أن العقود التي أبرمت على هامش المعرض بلغت قيمتها 146 مليار درهم).
وهكذا وقعت وزارة الدفاع الإماراتية عقدًا بقيمة تزيد على مليار دولار مع شركة "ساب" السويدية لشراء طائرتين عسكريتين للمراقبة، إضافة إلى إجراء تعديلات وتطوير لطائرتين من صناعة نفس الشركة توجدان حاليًا تحت الخدمة في القوات الجوية الإماراتية.
كما وقعت شركة "الاتحاد للطيران" عقدًا بقيمة مليار دولار، مع شركة "مبادلة" يجعل من أحد أذرع مبادلة مزود مفضل للخدمات للاتحاد للطيران.
ووقعت "طيران الإمارات" عقدًا بقيمة 16 مليار دولار مع "جنرال الكتريك افياشون" التابعة لشركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية العملاقة، بهدف صيانة وتصليح محركات "جي أي 9 اكس" التي تستخدمها طائرات "بوينغ 777 اكس" ويستمر العقد لمدة 12 سنة، وهو شيء طبيعي لحاجة شركة طيران الإمارات لصيانة محركات أسطولها الضخم من هذا الطراز الذي وقعت في النسخة الماضية من هذا المعرض على شراء 150 طائرة منه.
ووقعت على هامش المعرض عقودًا ضخمة لشراء طائرات نقل مدنية، كان أكبرها على الإطلاق العقد الذي وقعته شركة "جيت ارويز" الهندية مع شركة "بوينغ" شمل شراء 75 طارئة بوينغ من نوع "737 ماكس" بقيمة تزيد على ثمانية مليارات دولار.
كما وقعت على هامشه، صفقة بين شركة الطيران الفيتنامية الرخيصة "فيت جيت" وشركة "ايرباص" الأوروبية، تتمثل في شراء ثلاثين طائرة من طراز "آ 321" بقيمة قدرها 3.6 مليار دولار.
ويلاحظ عدم عقد صفقات شراء طائرات مدنية من طرف دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما كان متوقعًا من الجميع لعدم حاجة شركات المنطقة إليها.
وشهدت النسخة الماضية من المعرض، والتي أقيمت سنة 2013 توقيع عقود ضخمة بين شركات النقل في الإمارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج العربي من جهة، وعملاقي صناعة الطيران بوينغ وايرباص، كان أكبرها على الإطلاق من نصيب شركات النقل الإماراتية، حيث وقعت شركة "طيران الإمارات" عقدًا مع بوينغ لشراء 150 طائرة من "بوينغ 777 اكس" بقيمة 76 مليار دولار إضافة إلى صفقة أخرى مع "ايرباص" بقيمة 23 مليار دولار ، كما وقعت شركة " الاتحاد للطيران" عقودًا بقيمة 51 مليار دولار لشراء طائرات من "ايرباص" بقيمة 26 مليار دولار، ومن "بوينغ" بقيمة 25 مليار تشمل شراء 25 طائرة من "بوينغ 777 اكس" ، كما وقعت "الخطوط الجوية القطرية" عقودًا لشراء طائرات بقيمة 23 مليار دولار مع كل من شركة "بوينغ وايرباص" ، وبالتالي لم تتقدم هذه الشركات بطلبيات جديدة لعدم حاجتها إليها، مما جعلها تهتم بصفقات صيانة الطائرات على حساب شراء الطائرات نتيجة للحاجة إلى صيانة أساطيلها الكبيرة.
وهكذا كانت صفقات اقتناء الطائرات المدنية من نصيب الشركات الآسيوية الهندية والفيتنامية، نتيجة لضخامة آفاق سوق النقل الجوي في منطقة آسيا والحاجة الملحة إلى تجديد أساطيلها.
ويلاحظ في هذه الدورة إضافة إلى استئثار "بوينغ" بالنصيب الأكبر على حساب منافستها التقليدية "ايرباص"، غياب صفقات شراء الطائرات ذات الأحجام الكبيرة، التي تستخدم في نقل أعداد كبيرة من الركاب لمسافات طويلة، واقتصرت الصفقات على شراء طائرات المسافات المتوسطة والقصيرة .
واستنادًا إلى نتائج هذه النسخة والنسخ السابقة من المعرض، يتوقع المزيد من النجاح لهذا المعرض الرائد في المنطقة؛ للقدرات التنظيمية الهائلة التي تشهدها دوراته، وللموقع الجغرافي المفصلي لدولة الإمارات، ولتزايد الطلب على السفر في دول مجلس التعاون الخليجي، وللثقل الديموغرافي الهائل لقارة آسيا، ولما تشهده الكثير من أسواقها من نمو اقتصادي يتوقع أن يظل في إطراد في المستقبل، وهو ما سيساهم في زيادة الطلب على السفر بالطيران ونقل البضائع جوًّا، وهو ما يصنع بالضرورة تقدم وازدهار صناعة النقل الجوي.
aXA6IDE4LjExNy4xODguMTA1IA== جزيرة ام اند امز