حياة "القيق" تفجّر غضب الفلسطينيين على المنظمات الدولية
محامية: أيامه باتت معدودة جراء الإضراب عن الطعام
فلسطينيون غاضبون يغلقون أبواب مقر الصليب الأحمر بالبيرة احتجاجاً على صمت منظمات المجتمع الدولي على استمرار اعتقال الصحفي محمد القيق
أغلق فلسطينيون غاضبون أبواب المقر الرئيسي للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية صباح اليوم، احتجاجاً على صمت منظمات المجتمع الدولي على جريمة إعدام الصحفي محمد القيق، في وقت شهدت فيه الأراضي الفلسطينية المزيد من الفعاليات الاحتجاجية على استمرار اعتقاله الإداري رغم تردي وضعه الصحي.
العشرات من النشطاء الفلسطينيين أعلنوا خلال وقفة تضامن مع الأسير الصحفي محمد القيق، أمام مقر الصليب الأحمر بالبيرة، عدم سماحهم بفتح أبواب مكاتب اللجنة الدولية، لاتهامها "بالتقاعس عن القيام بدورها الإنساني المطلوب منها تجاه القيق".
ويخوض القيق منذ 76 يوماً إضرابا غير مسبوق عن الطعام، حيث رفض تناول الماء والمدعمات التي تساعد المضربين عن الطعام عادةً على الصمود أكبر فترة ممكنة في الإضراب، ويصر على استمرار الإضراب حتى الإفراج الفوري عنه، رافضاً العروض الإسرائيلية بالإفراج عنه بداية شهر مايو المقبل.
مزيد من التدهور الصحي
ويزداد وضع القيق الصحي خطورة كل ساعة يواصل فيها إضرابه عن الطعام، وحذر أطباء مستشفى العفولة الإسرائيلي الذي يقضي فيه اعتقاله، من إمكانية إصابته بجلطة أو بموت مفاجئ.
وأفادت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، أن القيق بدأ يشعر بحرارة شديدة في كافة أنحاء جسده، وضعف في الرؤية مع احمرار شديد في العينين، وعدم قدرة على النطق وضعف شديد في السمع، ووهن شامل وآلام في المفاصل والركبة ودوخة مستمرة.
وقالت مصالحة عقب زيارتها للقيق صباح اليوم، إنه إذا "لم يحدث ضغط سياسي وتحرك جدي لإنقاذ حياته، فإن أيام القيق أصبحت معدودة بعد إضراب عن الطعام ورفض العلاج منذ 76 يوما".
وتابعت "على الجميع أن يدرك أن حياة الأسير القيق مهددة بالموت"، وشددت على أن هذا يضع كل مسؤول أمام مسؤولياته وواجبه للعمل لأجل إنقاذ حياته.
إغلاق الصليب الأحمر
ولم يجد الفلسطينيون أمام التدهور المستمر لوضع القيق الصحي، سوى تنظيم الفعاليات الاحتجاجية التي عبّر فيها الفلسطينيون عن غضبهم إزاء المواقف الدولية، وصبوا جام غضبهم على الصليب الأحمر في البيرة بعد يوم واحد من محاولة مجموعة من الفلسطينيين اقتحام مقر الصليب الأحمر في مدينة غزة.
وقالت المجموعة الشبابية المسؤولة عن إغلاق مقر الصليب في البيرة، في بيان لها، إن الإغلاق "خطوة احتجاجية على صمت منظمات المجتمع الدولي وعلى رأسها البعثة الدولية للصليب الأحمر ومشاركتها بهذا الصمت في جريمة إعدام الصحفي القيق، للمطالبة بوقف اعتقاله الإداري والإفراج الفوري عنه".
ودعا البيان، رؤساء البعثات في القدس المحتلة وغزة وتل أبيب لزيارة القيق فورا في مقر احتجازه بمستشفى العفولة، وعدم الاكتفاء بتقارير مندوبيهم أو الانخداع بقرارات المحاكم الإسرائيلية المضللة، حيال تعليق اعتقاله الإداري واستمرار احتجازه.
وقال البيان، إن الصليب الأحمر منظمة إنسانية بالدرجة الأولى وعليها القيام بواجباتها في أصعب الظروف وعدم الصمت على الجريمة الإسرائيلية بحق الأسير القيق، ونحو ستة آلاف أسير فلسطيني آخرين، ودعته إلى وقف التلويح بتعليق خدماته في المقرات التي تشهد اعتصامات متواصلة مع القيق.
وعدلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قرار إغلاق مقرها في مدينة غزة يوم أمس، بعد تفاهم إدارة الصليب مع السلطة في غزة.
وتشهد مقرات الصليب الأحمر المنتشرة في معظم المحافظات الفلسطينية معظم الوقفات الاحتجاجية على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وخصوصاً بحق الأسرى في سجون الاحتلال.
وقد شهدت مدن نابلس وطوباس وجنين شمال الغربية، والبيرة وسط الضفة، إضافة إلى غزة وقفات فلسطينية تضامنا مع القيق، ندد خلالها المشاركون في الوقفات بما وصفوه " تعنت سلطات الاحتلال مع مطلب القيق العادل".
ودعا الفلسطينيون خلال الوقفات الشعبية المنظمات الدولية وخصوصاً الصليب الأحمر إلى التحرك العاجل والسريع لإنقاذ القيق من موت محقق داخل المستشفى الإسرائيلي.