السعادة الإماراتية من مؤشر إلى وزير
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان قد أطلق مبادرة مؤشر السعادة في أكتوبر 2014، وتم البدء بتنفيذها في أكتوبر الماضي 2015.
تمكنت دولة الإمارات وللمرة الأولى عربياً من تحويل السعادة من شعورٍ حسيٍّ إلى واقع ملموس يتطلب دراسة ومتابعة، فبعد مبادرة مؤشر السعادة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، والتي تهدف لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة، ها هي الآن تخطو خطوة جديدة نحو التميز بإعلان سموه عن استحداث منصب جديد يسمى " وزير الدولة للسعادة"، لتكون بذلك الدولة الأولى عربياً التي تعلن عن هذا المنصب الوزاري.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، قد أطلق مبادرة مؤشر السعادة في أكتوبر 2014، وتم البدء بتنفيذها في أكتوبر الماضي 2015، بتوجيه من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أمر بسرعة تنفيذها في الجهات الحكومية؛ لقياس سعادة سكان دبي وزوَّارها وسيَّاحها بشكل تفاعلي، ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، وذلك بشكل يومي يراعي التغيرات السريعة، وتوقعات الناس التي تتغير بسرعة أيضًا، عبر أجهزة ذكية وإلكترونية تثبت في مقار الجهات الحكومية وترتبط بشبكة مركزية تقوم برصد هذا المؤشر، وإرسال تقارير يومية لمتخذي القرار لرصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضًا عن الخدمات الحكومية بهدف تطويرها وتحسين مدى سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة له.
و أعلنت دائرة حكومة دبي الذكية تفعيل خدمة مؤشر السعادة رسميًّا في الأسبوع الأول من أبريل الماضي، بعد أن أنهت فرقها الفنية المختصة المرحلة الأولى من المبادرة والمتمثلة في تزويد الجهات الحكومية بأداة ذكية لقياس «مؤشر السعادة»، من خلال المواقع الإلكترونية والأجهزة اللوحية وأجهزة «آي فون» و«أندرويد».
لم يتوقف قياس السعادة عند هذا الحد، فقد أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أكتوبر الماضي استبيانًا، يهدف إلى معرفة مدى رضا السكان عن حياتهم في مدينة دبي.
كما قامت شرطة دبي بإرسائل رسائل نصية بعنوان "HappyCity" أو المدينة السعيدة دعت فيها إلى المشاركة في هذا الاستبيان القيم.
وتأتي هذه المبادرة ضمن العديد من مشاريع ومبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحرصًا منه على راحة ورفاهية المواطنين والمقيمين على حد السواء.
الإمارات تترجم السعادة المجتمعية
وشهد العالم أمس الاثنين وفي إطار القمة العالمية للحكومات، تحولًا تاريخيًّا في المناصب الحكومية بالإمارات، حيث تم استحداث منصب "وزير الدولة للسعادة" تكون مهمته الأساسية هي متابعة كافة الوزارات الحكومية والاطلاع على جميع خطط وسياسات الدولة، بما فيهم جميع البرامج المستحدثة لإدارة الحكومة، وذلك لضمان تحقيق السعادة للمجتمع .
وجاء إعلان نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد، لاستحداث هذا المنصب، انطلاقًا من إدراك الشعب الإماراتي لقيمة السعادة والتسامح، في المجتمع كقيم أساسية كالصحة والتعليم والأمان، وسعيًا لتحقيق السعادة والتسامح بكافة ربوع الإمارات.
وبحسب تغريدة للشيخ محمد بن راشد، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فإن مهام وزير السعادة تتلخص في مواءمة كافة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع ، لتكون الدولة العربية الأولى في ذلك.
ومن المعروف عن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سعيه الدؤوب لتمكين القيادات الشابة، والاستعانة بهم في مناصب قيادية، وكان قد طلب من عدد من الجامعات الإماراتية الأسبوع الماضي ترشيح 3 شباب، و3 شابات، من كل جامعة ممن تخرج في آخر عامين، أو ممن هم في سنواتهم الأخيرة لاختيار وزير منهم.
وتعتبر تجربة تعيين وزير دولة للسعادة ملمحًا مهمًا لتطور الفكر الإداري واهتمامه بالإنسان كمحور أساس في كل مشاريع التنمية والتطوير، ومتى ما استطاعت الحكومات أن تصنع السعادة لشعوبها، فهي ضمنت الاستقرار وفتحت مجالًا واسعًا للإبداع والابتكار والصعود بمفهوم العمل الحكومي إلى مرحلة جديدة.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز