«جيمنازيوم» لمي خالد تفوز بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة
الكاتبة والروائية المصرية مي خالد فازت بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2016، عن روايتها «جيمنازيوم»
فازت الكاتبة والروائية المصرية مي خالد بجائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2016، عن روايتها «جيمنازيوم» الصادرة عن دار العربي للنشر والتوزيع، جاء ذلك خلال حفل ختام فعاليات معرض القاهرة للكتاب بحضور وزير الثقافة المصري، الكاتب الصحفي حلمي النمنم، ورئيس الهيئة المصرية للكتاب د. هيثم الحاج علي، ونائبه د. محمود الضبع، والعديد من الكتاب والمثقفين.
مي خالد قالت في تصريحات خاصة لـ «العين»: إن هذه الجائزة تمثل لها تقديراً خاصاً عبر مشوارها مع الكتابة، وخاصة في حدث ثقافي هو الأبرز والأكبر في العالم العربي، معبرة عن امتنانها للجنة التحكيم التي أُعلن عن أسماء أعضائها اليوم (تكونت من شيرين أبو النجا وحسين حمودة ومحمد بدوي).
عن روايتها الفائزة تقول خالد: "جيمنازيوم معادل لعالم كبير، متسع، يأتيه أشخاص وشخصيات من جميع أنحاء العالم، يتعرون ويواجهون أنفسهم. في المقابل تتعرض الرواية لبعض مما يدور في مصر في الأعوام الثلاثة التي تلت الثورة في 25 يناير 2011"... تضيف خالد: "ما يربط بين الخطين في مصر وسويسرا الكاتبة والأديبة الشابة، بداية، تكتب القصص والحكايات عن أهل القاهرة، تسافر إلى سويسرا في منحة كتابة وهناك تلتقي كتابا وأدباء آخرين من جنسيات مختلفة".
تستهل رواية «جيمنازيوم» بـ: "كل أنثى يرقد بداخلها شيطان نائم.. لا تزعجها فتوقظه"، تقع في 294 صفحة من القطع الصغير، وتدور أحداثها بين سويسرا ومصر بالتوازي، يجمع بين خطي السرد، رغبة أديبة شابة في أن تكتب رواية تشبه روايات مثلها الأعلى في الكتابة الروائية، الأديبة المشهورة. الاثنتان، الشابة والمتحققة، تحملان اسم "بداية"، في مصر صالة جيمنازيوم، وفي سويسرا بيت إقامة للأدباء، يتحول "الجيمنازيوم" من مكان للتخفف من الوزن الزائد واستعادة الرشاقة المفقودة، إلى مكان للتخفف من الأسرار التي تثقل كاهل الروح، واستعادة التوازن الداخلي الغائب. سيصبح الجيمنازيوم مكانا للتعري النفسي.
يقول الناقد محمود عبد الشكور عن «جيمنازيوم»: "هذه رواية مهمة عن الخوف والهلع الذي يمنعنا من التمتع بالحياة، عن الموهبة التي لا يمكن خلقها أو صنعها، عن معاناة الخلق في الكتابة عن الذات أو الآخر، سواء في القاهرة أو سويسرا ستوجد شخصيات لا تنسى، كلها تعاني من هواجس وفوبيا من أنواع متعددة. مي روائية موهوبة جدًا، متمكنة وواعية بأسرار صنعة الحكي، كاتبة متدفقة الأسلوب، رائعة الخيال، تمتلك حساسية عالية في نقل رائحة الأماكن وألوانها، تصنع لحكاياتها إيقاعها الخاص".
وتقول لنا عبد الرحمن في قراءتها للرواية "البطلة «بداية» التي تحلم بالكتابة تؤمن أيضاً أن للكتّاب الأصليين حاسة سابعة وثامنة وقرون استشعار. لذا تمارس عملية تلصّص على حيوات الآخرين الذين تلتقي بهم، وهي تدرك هذا وتعترف به بل وتقوم به في استمتاع، لكنها تعتبره جزءاً من رحلتها نحو الكتابة، كما هناك كاتبات دخلن السجن ليستمعن إلى حكايا السجينات، أو تعرفن إلى ساقطات أو مهرّبات للعثور على حكاية، فلا ضير أن تختلس هي الحكايات من «الجيم» ومن «صالون التجميل»، في إطار الهوَس بإنتاج نص إبداعي.
إن هذا الافتتان يشكل خيطاً متيناً يربط بين الأجزاء السردية المحكية في سويسرا والتي تتعلق بالأبطال في مصر، لأن «بداية الألفي» مفتونة بتحويل كل ما تقع عليه عيناها إلى حكاية. تكشف الكاتبة أيضاً في الفصول السويسرية عن نوع مختلف من العلاقات الإنسانية التي تتشكّل بين الكتّاب المقيمين في القصر، سواء مع كاترينا الكاتبة اليهودية التي تذكرها بمدام أميرة، أو مع الكاتب البريطاني «نيل» الذي يذكّرها اسمه بنهر النيل".
تقول مي خالد على لسان بطلة روايتها: "ومنذ أن قررت في رحلتي إلى الحمام المغربي أنني لن أتعرى، فستكون أحداث الرواية في مكان يذهب إليه الآخرون ويستمتعون بالتعري.. جيمنازيوم "لابيل فام" القريب من بيتنا بوسط القاهرة. فالجيمنازيوم، ليس مجرد صالة يتمرن فيها الطلاب على الألعاب الرياضية فحسب، كما هو شائع. بل تعني كلمة "جيمنوز"، "العُري" بالإغريقية، وقد كان الرياضيون يتنافسون وهم في حالة عري كامل، كنوع من تقدير الجمال الجسدي للذكور في الأزمنة الغابرة. "الجيم" الذي اخترته كمسرح للأحداث، هو للنساء فقط، ولا يدخله الرجال إلا يوم الجمعة، اليوم الذي خلق الله فيه آدم. إلا أن الرجال يدخلون ذلك المكان السري المقدس في هذا اليوم فقط، كعمال صيانة، للإبقاء على كفاءة الأجهزة".
مي خالد، كاتبة وروائية وقاصة، من مواليد القاهرة، تخرجت في كلية الإعلام الجامعة الأمريكية في القاهرة، تعمل مذيعة بالبرامج الإنجليزية الموجهة/ بالإذاعة المصرية، كما تعمل في ترجمة وتمصير الأعمال الدرامية التلفزيونية، وكذلك بالتمثيل والأداء الصوتي في الأعمال الدرامية المدبلجة. صدر لها «أطياف ديسمبر»، مجموعة قصصية، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998، ورواية «جدار أخير»، عن دار ميريت 2001، و«نقوش وترانيم» مجموعة قصصية، عن دار شرقيات، 2003، وروايتها «مقعد أخير في قاعة إيوارت»، دار شرقيات 2005، ثم صدر لها «سحر التركواز»، دار شرقيات 2007، ورواية «تانجو وموال» عن دار العين 2011.