الفلسطينيون لنتنياهو: الجدران لن تجلب الأمن لأحد
قال إنه سيحمي بها إسرائيل من الحيوانات الضارية
مسؤولون فلسطينيون، أكدوا أن الجدران التي تقيمها إسرائيل حول الحدود لن "توفر الأمن" للإسرائيليين
أكد مسؤولون فلسطينيون، أن الجدران التي تقيمها إسرائيل حول الحدود لن "توفر الأمن" للإسرائيليين، وشددوا على أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية الأخيرة حول الجدران "خطيرة"، وتستدعي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاهها.
وقال بنيامين نتنياهو: إن دولة إسرائيل التي أراها ستكون محاطة بكاملها بالجدران؛ لأننا نريد أن نحمي الفيلا (يقصد إسرائيل) التي نعيش فيها، ومن ثم إحاطة إسرائيل بالجدران والعوائق الأمنية؛ لأننا نعيش في محيط يتوجب علينا حماية أنفسنا من خطر الحيوانات الضارية والمفترسة، لذلك نعد خطة متعددة السنوات لبناء جدار يحيط بدولة إسرائيل من كافة الجهات حتى نحمي أنفسنا في هذا الشرق أوسط.
جاءت تصريحات نتنياهو يوم أمس الثلاثاء، خلال جولة ميدانية قام بها على الحدود الشرقية؛ حيث يتم بناء الجدار الأمني شمال مدينة إيلات.
وأشار خلالها إلى أن حكومته ستستأنف قريبًا بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية لاستكمال المقاطع التي لا تزال ناقصة من هذا الجدار.
واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، تصريحات نتنياهو وتشبيهاته، وقال: "إن من يعتقد أن الجدران توفر الأمن هو من يفكر بعقلية شريعة الغابات".
وأضاف "أن تصريحات نتنياهو هي ذات تصريحات قادة الحكم العنصري في جنوب إفريقيا الذين أسسوا لنظام (البنتوستنات)، مشيرًا إلى أن الذين يفكرون بعقلية بناء الجدران هم الذين يفكرون بعقلية شريعة الغابات".
وأكد عريقات أن إسرائيل تنفذ وبسرعة تدمير خيار الدولتين، وترسيخ نظام (أبرتهايد) فصل عنصري أعمق مما كان عليه الحال في أثناء الحكم العنصري في جنوب إفريقيا.
من العنصرية للفاشية
بدوره وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، التصريحات بــ"العنصرية"، وقال: "إنها تدلل على انتقال إسرائيل من العنصرية إلى الفاشية قولاً وفعلاً".
وأضاف مجدلاني "أن كلام نتنياهو عنصري بامتياز، والمسعى منه الانتقال من العنصرية إلى الفاشية قولاً وفعلاً"، وشدد على ضرورة الرد على تصريحات نتنياهو، المعبرة عن شخصية عنصرية مليئة بالكراهية والأحقاد.
وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مخاطر وتداعيات عقلية جدران الضم والتوسع التي تتبناها حكومة نتنياهو كسياسة أمر واقع لتكريس الاحتلال.
وأوضحت الخارجية -في بيان صحفي، تلقت بوابة "العين" نسخة عنه- أن نتنياهو يسعى من وراء تصريحاته تعميم وتعميق مفهوم "العدو الخارجي" في الوعي الإسرائيلي، بهدف استقطاب المزيد من الإسرائيليين لتأييد أيديولوجية نتنياهو اليمينية القائمة على التطرف والعنصرية والاحتلال من جهة، وتبرير مواقفه المعادية للسلام والرافضة لدفع استحقاقاته أمام المجتمع الدولي من جهة أخرى.
وشددت على أن تصريحات نتنياهو بخصوص إغلاق الثغرات في جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية يعبر عن تمسك نتنياهو بنهج الإجراءات أحادية الجانب المفروضة بقوة الاحتلال، واستمرارًا لسياسة إسرائيل الهادفة إلى رسم شكل العلاقة مع الفلسطينيين من طرف واحد.
ورأت الوزارة أن جدران نتنياهو ليس لها علاقة بالأمن، ولن توفر الأمن والحماية لأحد، وهو ما يدركه نتنياهو جيدًا، وأكدت أن عقلية الجدران والأسوار لن تصنع السلام، ولن تؤسس لعلاقات حسن الجوار، فكلما ارتفعت الجدران كلما كانت شواهد لثقافة الكراهية والعنصرية والاحتلال والانغلاق ومعاداة الآخر.
وقالت الخارجية الفلسطينية: إن إقدام نتنياهو على بناء الجدران بديلاً للجسور التي تقترحها مبادرة السلام العربية، هو تعبير عن اتساع حالة رفض السلام وإنكار الحقوق الوطنية الفلسطينية التي باتت تسيطر في إسرائيل.