هدوء في الذكرى الـ5 لتنحي مبارك وسط تعزيزات أمنية بمصر
الذكرى الخامسة لرحيل مبارك تمر في القاهرة وسط تعزيزات أمنية وهدوء واحتفالات داخلية للأحزاب خشية استغلال جماعة الإخوان لهذا الحدث.
شهدت القاهرة في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس هدوءًا تامًّا في الذكرى الخامسة لتنحى الرئيس المصري السابق حسنى مبارك بعد 18 يومًا من احتجاجات شعبية على حكمه عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وتتوافق هذه الذكرى مع حادثين آخرين يوافقان يوم 11 فبراير/شباط من كل عام، وهما: ذكري اغتيال المرشد الأول لجماعة الإخوان حسن البنا، وعيد ميلاد الملك فاروق آخر الملوك المصريين.
وتتزامن الذكرى الخامسة لرحيل مبارك مع استكمال مصر لـ"خارطة المستقبل" بانتخاب البرلمان المصري ووضع دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس جمهورية عقب إزاحة جماعة الإخوان عن الحكم في 3 يوليو/تموز 2013.
وتشهد القاهرة ومنذ ليلة الأربعاء تعزيزات أمنية واسعة وبخاصة في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة؛ إذ انتشرت قوات من الشرطة على مداخل ومخارج الميدان الذي شهد أوسع احتجاجات على حكم مبارك طالبته بالرحيل.
كواليس التنحي:
وكانت الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في مصر يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011 قد وصلت إلى ذروتها بعد أسبوعين من الاعتصام بالميادين المصرية، فقرر مبارك في 10 فبراير/شباط، تفويض نائبه اللواء الراحل عمر سليمان في اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور، وكان الأخير يشغل منصب مدير المخابرات العامة حينها.
لكنها خطوة لم تفلح، حيث قال مبارك في خطاب ثالث على إثر هذه الاحتجاجات، إنه "سيبقى وسيموت على أرض مصر، ولن يترك أرواح الشباب الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات تضيع هدرًا، وسيحاسب المخطئ".
وأضاف أنه "لا يقبل إملاءات من الخارج، وستبقى مصر أرض المحيا والممات"، لكن توالت ردود الأفعال الغاضبة على هذا الخطاب واستمر الرفض له وزادت المطالبة برحيله نهائيًّا عن الحكم.
ومع طلوع شمس الجمعة 11 فبراير/شباط 2011، خرج المتظاهرون في جمعة أسموها "الزحف"، وتوجه قطاع منهم إلى قصور الرئاسة المصرية "الاتحادية" بالقاهرة و"رأس التين " بالإسكندرية، شرقي القاهرة.
وفي مساء اليوم نفسه، ومع وصول مسيرات احتجاجية إلى محيط قصر الاتحادية بالقاهرة، ظهر عمر سليمان في بيان أذاعه التلفزيون المصري حين ذاك، وأعلن فيه أن مبارك قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
وفور انتهاء خطاب التنحي، عمَّت الفرحة أرجاء العديد من المدن المصرية، وأقيمت الاحتفالات بالميادين .
ويقبع مبارك الذي برَّأته المحاكم المصرية وعدد من رجال حكمه من تهم قتل المتظاهرين والفساد المالي في مستشفى "المعادي العسكري" جنوبي القاهرة منذ تنحيه عن حكم البلاد، وإن كان قد أدين ونجليه علاء وجمال في قضية واحدة معروفة إعلاميًّا بـ"القصور الرئاسية" بسجن 3 سنوات وغرامة مالية قدرها 125 مليون جنيه مصري (17 مليون دولار تقريبًا).
وعلق نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور علي السلمي على ذكرى رحيل مبارك بقوله، إن رحيله كان أحد ثمار ثورة 25 يناير، وكان مطلبًا للشعب المصري بالتغيير والخروج من أسر نظام استبدادي.
وأضاف السلمي أنه "للأسف مبارك كان يحاكم على أمور مالية وقصور رئاسية وغير ذلك، ولكن لم يحاكم محاكمة سياسية، نريد أن نخرج من هذه المتاهة بأن نبحث عن مستقبل أفضل ولا نتحدث عن الماضي إلا لعدم الوقوع في الخطأ مرة ثانية".
مواقف متباينة للأحزاب:
على صعيد متصل قررت أحزاب مصرية إحياء ذكرى تنحى مبارك بعقد ندوات سياسية بنقابة الصحفيين أو داخل مقراتها خشية استغلال جماعة الإخوان لأية فعاليات سياسية قد تقام بالشوارع.
وتباينت مواقف هذه الأحزاب، ففيما أكدت أحزاب "التيار الديمقراطي" و"الوفد" أنها ستحتفل ولو بإقامة ندوات، أكد حزب "المصريين الأحرار" أنه يركز على تنفيذ أجندته التشريعية لكي يشعر الناس أن حياتهم أفضل بعد "مبارك".
وأكدت حركة "الاشتراكيين الثوريين" أنها ستشارك بتنظيم فعالية عن دروس الثورة، فيما تتجه حركة 6 أبريل لعدم تنظيم أية احتفالات بسبب ما وصفته بـ"التضييفات ومحاصرة حرية التعبير".
ويقيم تحالف "التيار الديمقراطي"، الذي يضم 6 أحزاب بينها "الدستور" و"التحالف الشعبي" و"الكرامة"، ندوة كبرى والاحتفال بالذكرى داخل نقابة الصحفيين المصريين، بالتوازي مع تشكيله لجنة للحريات لوضع خطة تهدف لتفعيل مواد الدستور المتعلقة بالحريات.
وقال القيادي بحزب الدستور خالد داود، إن التيار سيحتفل، اليوم الخميس، بذكرى سقوط رأس نظام "مبارك" 11 فبراير/شباط الحالي باحتفالية داخل النقابة، مشيرًا إلى أن مسيرة تحقيق أهداف ومطالب الثورة صعبة جدًّا، ولكن "من ذاق طعم الانتصار لا يمكن أن يفقد الأمل في التغيير".
وأضاف أن "قيادات التيار اتفقت على تشكيل لجنة الحريات لوضع خطط استراتيجية لحل هذه القضية الشائكة التي يواجهها المجتمع، وتركز على تفعيل مواد الدستور المتعلقة بالحريات، لافتًا إلى أنه سيتم الإعلان عن تشكيل هذه اللجنة في احتفالية التيار اليوم بذكرى تنحى مبارك".
لكن المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار شهاب وجيه، قال إن الحزب يركز خلال هذه الفترة على تنفيذ البرنامج التشريعي له تحت قبة البرلمان الذي انتخب الشعب نوابه على أساسه.
وأضاف أن الهدف ليس أن نحتفل بذكرى تنحى مبارك، أكثر من أن نسعى لتنفيذ مطالب المواطنين لكي يشعروا أن الأحوال والمعيشة تحسنت أكثر مما كانت عليه أيام حكم مبارك".
في المقابل، قال حسن الغندور أحد مؤيدي الرئيس الأسبق، إنهم سينظمون، اليوم الخميس، وقفة تأييد لمبارك، في ذكرى تنحيه عن الحكم.
وأضاف أنه "يجب على الجميع أن ينظر إلى أن المصير الذي آلت إليه دول مثل ليبيا وسوريا من دمار حدث بسبب تمسك رؤساؤهم بالكرسي، وهو ما لم يفعله مبارك، وتنحى عن الحكم حقنًا لدماء المصريين".
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg جزيرة ام اند امز