"تصور عملي" .. اتفاق بلا مضمون يبقي الانقسام الفلسطيني
محللون فلسطينيون يبدون تشاؤمًا إزاء نجاح حركتي فتح وحماس في الوصول إلى آليات حقيقية لتنفيذ اتفاق المصالحة على الأرض.
يبدي محللون فلسطينيون تشاؤمًا إزاء نجاح حركتي فتح وحماس في الوصول إلى آليات حقيقية لتنفيذ اتفاق المصالحة على الأرض، واعتبروا الـ"تصور عملي" الذي خرجت به محادثات الدوحة بين قيادة الحركتين، الإثنين الماضي؛ ليس أكثر من "مخرج لغوي من المأزق"، فيما يقول مسؤولون إنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج المباحثات قبل انتهاء المشاورات الداخلية في الحركتين.
وقال المحلل السياسي طلال عوكل، إن الاتفاق على "تصور عملي"، هو" اشتقاق لحالة فشل"، وتابع "يمكنك التوصل سريعًا لنتائج ما أفضت إليه اللقاءات وعنوانها الفشل"، فالتفاصيل التي توضح هذا المصطلح، أكثر من واضحة.
وكانت حركتا فتح وحماس، قد توصلتا خلال مباحثات الدوحة التي عقدت برعاية قطرية إلى "تصور عملي محدد" لتطبيق المصالحة ومعالجة العقبات التي حالت دون تحقيقها، على أن يجري التوافق على التصورات في الأطر القيادية بالحركتين ومع الفصائل والشخصيات، قبل أن يعود قادة الحركتين للقاء ثانٍ قبل نهاية الشهر الجاري.
وبيَّن عوكل في حديثه لـ"بوابة العين" أن إشارة الورقة إلى أن "التصورات" ستعرض على قيادات الحركتين، يظهر حجم الخلاف حولها، ويشير إلى أن كل طرف متمسك برؤيته، وغير مستعد لتقديم تنازلات ذات قيمة، وينتظر من الطرف الآخر أن ينتقل إلى مربعه ويساير رؤيته.
ويرى، أن ما ورد في مباحثات الدوحة، هو هروب من الاستحقاقات الكبيرة والأساسية، وهروب من جوهر القضايا والاستعصاءات التي حالت وتحول دون تحقيق تحوّل جذري في مسيرة وسيرورة الانقسام.
من السابق لأوانه:
ويرى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أنه من السابق لأوانه الحكم على نتائج مباحثات الدوحة، خصوصًا أن قادة الحركتين أعطيا أنفسهما فرصة للنقاشات الداخلية.
وقال أبو يوسف لبوابة "العين": بيان الدوحة يؤكد أن له ما بعده ، مضيفًا "لم يعد قادة الحركتين إلى أطرهما بعد لمناقشة التصورات، ووضع الآليات بصورتها النهائية لتنفيذ اتفاق المصالحة".
لكن المحلل السياسي رشيد شاهين، يرى أن بيان الدوحة "لم يكن سوى كلام منمق"، موضحًا "بقراءة سريعة له تدرك أن الوفدين لم يحققا أي شيء سوى تبادل القبلات والابتسامات أمام الكاميرات".
ويؤكد شاهين أن قيادة الحركتين ذهبا الى المباحثات وفي عقل كل منهما شك وعدم يقين برغبة الطرف الآخر بإنجاز المصالحة.
ومنذ سنوات طويلة سبقت وقوع الاقتتال بين الحركتين الكبريين، وحدوث الانقسام إثر ذلك، وقادة كلا الحركتين، يتبادلون دعوات تحرير قراراهم السياسي من الضغوط الخارجية لإنجاز المصالحة الفلسطينية الفلسطينية.
تعليق الانقسام:
ويعتقد الكاتب السياسي عبد المجيد سويلم، أن الفلسطينيين أمام حالة جديدة يمكن تسميتها بحالة "تعليق الانقسام" وليس تجميده، وليس إنهاء الانقسام وليس إدارة جديدة لحالة الانقسام.
وقال سويلم، نحن لسنا أمام حال توافق حقيقي على مجابهة المشروع الإسرائيلي بصورة موحدة، ولسنا أمام ميثاق شرف للشراكة الوطنية، ولسنا أمام توافق وطني راسخ على المعركة السياسية التي يخوضها الشعب الفلسطيني على المستوى القانوني والسياسي والدبلوماسي ولا على أساليب الكفاح الوطنية المناسبة في هذه المرحلة التاريخية الخاصة من النضال الوطني.
وأشار إلى أننا هذه المرة، أمام مصالحة "ما" وتوافقات "ما" ولكننا على ما يبدو ما زلنا أبعد ما يكون عن المصالحة التي نحتاجها.
ويرفض قادة حركتي فتح وحماس التعليق على حالة التشاؤم التي تسود الشارع الفلسطيني، وقال عدد من قدة الحركتين اتصلت بهم "بوابة العين"، إنهم يلتزمون بعد الحديث في الموضوع، حتى العودة للقاء ثانٍ، يبحثون فيه ما تمخض عن نقاشات الحركتين.
إعادة فتح الأوراق:
ويقول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو، إن التقدم في مباحثات الدوحة، يتمثل في "إعادة الحركتين فتح الأوراق من جديد"، متوقعًا أن لا تتجاوز النتائج "الحال الذي نحن عليه".
ويضيف سويرجو في حديثه لبوابة "العين"، "نظريًّا" ليس هناك نقاط خلاف بين الحركتين، لكن "عمليًّا" المسألة تحتاج إلى تدخلات كثيرة لإنضاج آليات تنفيذ اتفاق المصالحة.
ودعا القيادي في الشعبية إلى التريث، وانتظار نتائج مناقشة "التصورات" في الأطر القيادية للحركتين، لإنضاج آليات التنفيذ.
aXA6IDMuMTQ1LjIuNiA=
جزيرة ام اند امز