الإمارات وكوستاريكا..علاقات صداقة وتعاون منذ أكثر من 35 عاما
دولة الإمارات العربية المتحدة ترتبط وجمهورية كوستاريكا بعلاقات صداقة وتعاون بدأت منذ عام 1980
ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوستاريكا بعلاقات صداقة وتعاون بدأت منذ عام 1980، عندما قررت حكومة دولة الإمارات وجمهورية كوستاريكا إقامة علاقات دبلوماسية بينهما على مستوى السفراء.
ويقول الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي يزور جمهورية كوستاريكا حاليًا: إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدر موقف كوستاريكا الإيجابي حول القضايا ذات الاهتمام العالمي وخاصة في مجال التغير المناخي وحماية البيئة. مشيرًا إلى أن كوستاريكا كانت واحدة من البلدان الأكثر طموحًا، وذات تفكير مستقبلي بشأن قضية التغير المناخي والتنمية المستدامة على الساحة الدولية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد في مقال له في صحيفة "لا ناسيون" الكوستاريكية: إن الاهتمام الكبير من قبل كوستاريكا في مجال حماية المحيطات ومواردها الحيوية هو محل تقدير كبير على مستوي العالم. مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تمتلك إرثًا كبيرًا في مجال المحافظة على البيئة، والذي كان يشكل دائمًا الشغل الشاغل للمغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأوضح أن زيارته الحالية لكوستاريكا وهي الأولى من نوعها تمثل مرحلة هامة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وخلال هذه الزيارة يلتقي مع الرئيس لويس غليرمو سوليس، كما سيعقد مباحثات بناءة مع وزير الشؤون الخارجية مانويل غونزاليس سانز إلى جانب الموضوعات الخاصة بحماية البيئة والتغير المناخي.
وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد أن زيارته تمثل أيضًا فرصة لمناقشة الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوستاريكا، فاقتصادها يتمتع بالحيوية، وأن هناك مجالًا كبيرًا للقطاع الخاص في دولة الإمارات العربية المتحدة للاستثمار في عدد من المجالات كالسياحة والزراعة والطاقة.
وأعرب عن أمله في أن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوستاريكا، مشيرًا إلى أنه واثق بأن البلدين سيستمران على طريق التعاون الوثيق في المستقبل .
وتطورت العلاقات بين البلدين عندما قام في عام 1981 بيرند نيهاوس وزير الخارجية الكوستاريكي بزيارة لدولة الإمارات والتقى مع معالي راشد عبدالله وزير الخارجية آنذاك .
وتم خلال الاجتماع المذكور تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى.
وأكد وزير خارجية كوستاريكا خلال الاجتماع موقف بلاده من القضية الفلسطينية والمتمشي مع قرارات الأمم المتحدة التي تنص على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وإقامة دولتهم المستقلة على أرضهم.
كما عرض الجانب الكوستاريكي المشاكل السياسية والاقتصادية التي تواجه بلاده ودول أمريكا الوسطى ورغبة بلاده في التعاون والتنسيق بينها وبين دول الخليج في عدد من القضايا المطروحة.
كما أعرب عن تقدير بلاده للوفود العربية في الأمم المتحدة على مساندتها لمشروع الأمم المتحدة بإقامة جامعة السلام في كوستاريكا.
وأبدى راشد عبدالله تقديره لحكومة كوستاريكا لتأييدها للقضية الفلسطينية في محافل الأمم المتحدة وطالب دول أمريكا الوسطى بدعم أكثر للقضية الفلسطينية باعتبارها لب الصراع العربي الإسرائيلي، موضحًا أن ذلك سيسهم في تعزيز العلاقات العربية مع دول أمريكا اللاتينية. كما أكد حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين.
وفي عام 2011 وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بالهيئة العامة للطيران المدني اتفاقية نقل جوي بالأحرف الأولى، ومذكرة تفاهم على أسس الأجواء المفتوحة مع حكومة كوستاريكا.
واتفق الطرفان على إمكانية تعيين عدد غير محدد من الناقلات الوطنية التي يتم تحديدها من كلا البلدين، وتم تعيين طيران الإمارات وطيران الاتحاد والعربية للطيران وطيران رأس الخيمة وفلاي دبي كناقلات وطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتضمن هذه المذكرة عددًا غير محدد من الرحلات الجوية وبأي سعات وبأي نوع من الطائرات، سواء كانت مملوكة أو مستأجرة من قبل الناقلات المعينة لكلا البلدين ممارسة الحرية الخامسة على كل النقاط بدون تحديد سواء لخدمات الركاب أو الشحن.
وبموجب المذكرة يحق لشركات الطيران غير المنتظمة "شارتر" ممارسة الحقوق نفسها للناقلات الوطنية لتسيير أي عدد من الرحلات.
وفي اجتماع آخر جرى في عام 2013 بحث محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة يومها مع الدكتور رينيه كاسترو سلازار وزير البيئة والطاقة والاتصالات لحكومة كوستاريكا تطورات أسواق البترول العالمية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين .
وأكد الهاملي أن دولة الإمارات تتبنى سياسة واضحة وداعمة لاستقرار أسواق البترول العالمية من خلال عضويتها في منظمة الأقطار المصدرة للبترول "أوبك"، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات تسعى جاهدة إلى تحقيق التعاون والتنسيق مع كافة الدول، وبما يخدم المصالح المشتركة ويساهم في دعم نمو الاقتصاد العالمي .
وأشاد وزير الطاقة الكوستاريكي بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال الطاقة والطاقات المتجددة .. مثنيًا على النجاح الذي حققه معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل، والذي يعكس تبني دولة الإمارات لرؤية مستقبلية واعدة وجديرة بالاهتمام.
وأكد أن كوستاريكا تتطلع إلى التعاون مع دولة الإمارات في كافة القطاعات التي تخدم البلدين، وبالأخص في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة.
يشار إلى أن كوستاريكا تعد من أكثر البلدان صداقة للبيئة، حيث تخصص ربع مساحتها للحدائق والمتنزهات ويحيط بالجمهورية سلسلة جبال بركانية، ويبلغ الناتج الإجمالي المحلي لها نحو 50 مليار دولار حسب إحصاءات عام 2014.