الخوف يسيطر على أهالي قرية "دلجا" بمحافظة المنيا، في صعيد مصر، نظرا لانتشار البعوض المسبب للفيروس بالقرية.
حاله من الفزع والذعر سبّبتها البعوضة المصرية الناقلة لفيروس "زيكا" الذي يتسبب بشكل رئيسي في تشوّه أجنّة الحوامل، وارتبط بآلاف من الحالات التي وُلد فيها أطفال برؤوس صغيرة بشكل غير طبيعي.
وتعد أمريكا الجنوبية أكثر مناطق العالم تضررا من الفيروس، لا سيما البرازيل التي سجلت بين شهري أكتوبر ويناير الماضي 3500 إصابة بصغر الرأس، كما توفي 3 أشخاص في فنزويلا جراء مضاعفات ناجمة عن فيروس "زيكا"، وتم تسجيل 5221 حالة إصابة محتملة.
الزاعجة الناقلة للفيروس
"الزاعجة المصرية" بعوضة سوداء صغيرة الحجم يتراوح طولها من 3 إلى 4 سم وتعرف من نقاط بيضاء توجد على أرجلها، وتستخدم الأماكن الداخلية لتتكاثر وتضع بيضها، ولا تحتاج إلا القليل من المياه الساكنة "الراكدة" لوضع بيضها.
ترتبط البعوضة المصرية بشكل أكبر بالمساكن والبيوت، بما في ذلك المزهريات وأوعية جمع المياه وصهاريج المياه الموجودة في الحمامات، ويزداد نشاطها تحديدا في الساعات الأولى بعد الفجر وقبل غروب الشمس بساعتين أو ثلاث ساعات وتنتشر بكثافة أثناء النهار، وهي مغرمة بالبشر والثدييات من الحيوانات.
أعراض الإصابة
تتمثل أعراض الإصابة بفيروس "زيكا" المتسببة فيه الزاعجة المصرية في ظهور حمى بسيطة وطفح جلدي واحمرار بالعينين، بالإضافة لآلام بالمفاصل والتوعك والصداع، وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين يومين و7 أيام.
وينتقل فيروس زيكا إلى الأشخاص عن طريق لسع البعوض حامل المرض من جنس "الزاعجة المصرية"، وهي البعوضة نفسها التي تنقل حمى الضنك والشيكونغونيا والحمى الصفراء.
مخاوف صعيد مصر
بالرغم من أنه لم تسجل أي حالات إصابة بالفيروس في مصر إلا أن الخوف يسيطر على أهالي قرية "دلجا" بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، في صعيد مصر، والتي يزيد عدد سكانها عن 120 ألف نسمة، نظرا لانتشار البعوض المسبب للفيروس بالقرية نتيجة وجود المستنقعات وتلال القمامة والمواشي الميتة والمتحللة.
ووفقا لمراسلة "بوابة العين" الإخبارية، فقد أصيب العديد من أهالي القرية بإصابات مشابهة من قبل، كما أنه منتشر بجميع القرى المحيطة بها بمركز ديرمواس، مما يمثل تهديدا لمحافظات الصعيد.
في هذا الصدد قال الدكتور محمد الجندي رئيس الإدراة المركزية للطب الوقائي بوزارة الصحة المصرية إنه تم اتخاذ إجراءات وقائية مشددة في المنيا بشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسيتم استكمالها في حال ظهور أي أعراض أخرى، وأوضح أن المرض منخفض الخطورة في مصر.
وأشار الجندي في تصريحات لـ"العين" أنه لا يوجد قلق في المرحلة الحالية، مؤكدا ضرورة اتخاذ المواطنين في مصر أو خارجها الإجراءات الوقائية في حالة وجود أي نوع من البعوض في أماكن تواجدهم، وهي إجراءات عادية كلبس ملابس ذات ألوان فاتحة وبأكمام طويلة واستخدام المبيدات الطاردة للبعوض.
من جانبها أعلن قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة عن إجراءات مشددة تم اتخاذها للوقاية من الفيروس من خلال تشديد الحجر الصحي بالمطارات والموانئ، بالإضافة للرصد الحشري المستمر للحصول على عينات من جميع البعوض الموجود في مصر خاصة في الجنوب، لفحصه ومعرفة أنواعه وتصنيفه، وفي حالة انتشار البعوضة الزاعجة سيتم التعامل بها من خلال رش أماكن تواجدها.
ابتكار لمكافحة الزاعجة
صرح الدكتور محمود هاشم أستاذ الكيمياء الضوئية بجامعة القاهرة بتوصله لابتكار مصر جديد لمكافحة فيروس "زيكا"، وتتلخص فكرته العلمية في القضاء على البعوضة المسببة للفيروس من المنبع وعن طريق قطع دورة حياتها والتخلص من اليرقات التي تعيش في المياه الساكنة باستخدام تكنولوجيا الطاقة الضوئية وباستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات مثل نبات ورد النيل أو المخلفات الزراعية، يتم حدوث تفاعل كيميائي ضوئي يحوّل الأكسجين داخل أنسجة اليرقات إلى أكسجين ذري نشط يفتك بها.
وكشف هاشم عن موافقة إدارة تسجيل المطهرات والمبيدات الحشرية بوزارة الصحة على السير في إجراءات تسجيل الابتكار المصري "SAFE" الذي تنتجه شركة تطوير وتنمية البحوث المبتكرة "إنراد" المصرية، موضحا أن وزارة الصحة بالبرازيل طلبت الاستعانة بالابتكار المصري لمكافحة الفيروس هناك.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز