هناء الرملي.. مهندسة تنقذ المراهقين من مخاطر الإنترنت
أردنية بدأت بكتابة المقالات التوعوية، ونشرت مجموعة من الأبحاث عن مخاطر الإنترنت، وصولا إلى إطلاق مشروع "ثقافة الإنترنت المجتمعية".
لم تستطع المهندسة الأردنية هناء الرملي التخلي عن شغفها بتعلم أسرار شبكة الإنترنت، والدخول إلى هذا العالم من أوسع أبوابه، في وقت لم تكن شبكة الإنترنت منتشرة في العالم العربي على هذا النحو الواسع الذي نعرفه اليوم.
ارتأت الرملي أهمية دراستها في هذا الحقل وتطوير مهاراتها، فدرست دبلوم البرمجة من مؤسسة صخر للبرمجيات في عام 1991، وتعلمت لغات برمجة عدة.
هناء الرملي البالغة من العمر 54 عاماً، صاحبة مبادرة "كتابي كتابك" التي تقوم على فكرة التبرع بالكتب وإنشاء المكتبات في المخيمات والمناطق الأقل حظاً للتشجيع على القراءة، حصلت على جائزة أهم قصة نجاح ملهمة في مجال التشجيع على القراءة، من قبل مؤسسة إنقاذ الطفل السويدية ومؤسسة دياكونيا في عام 2013، و في نفس العام حصلت على لقب "مغيرة الحياة" خلال معرض جوتينبرغ الدولي، وغيرها من الجوائز.
حرصت الرملي على أن تسخر العلم الذي تعلمته فيما يخص شبكة الإنترنت لتوعية المحيطين بها من أطفال ويافعين بالاستخدام الصحيح لهذه الشبكة، بعيداً عن الوقوع في الأخطاء التي قد تدمر حياة الكثيرين، وتقول: "بدأت في كتابة المقالات التوعوية، ونشرت مجموعة من الأبحاث المتعلقة في هذا الجانب، وتطور الأمر لأطلق مشروعي (ثقافة الإنترنت المجتمعية)، في عام 2004، الذي يسعى إلى التوعية بحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الإنترنت وكيفية الاستخدام الأمثل".
وتضيف: "أنا أم، ولدي 4 أبناء، وشعوري بالخوف على أبنائي من شبكة الإنترنت وما بها من مخاطر دفعني لأستغل هذه الشبكة لنشر مقالات وأبحاث تعمل على التوعية، بدلاً من استخدامها بشكل كلي في الترفيه والتسلية، فأنا أرى أن شبكة الإنترنت قد اجتاحت بيوتنا دون استئذان، وفي الحقيقة لم نكن مؤهلين لهذا التدفق العالي من المعلومات".
أصدرت الرملي في عام 2015 كتابها الأول بعنوان "أبطال الإنترنت"، ويطرح ظاهرتين مهمتين، وهما ظاهرة البلطجة الإلكترونية والتحرش الجنسي عبر الإنترنت، ويستهدف الكتاب المراهقين ويعمل على توعيتهم من خلال سرد لمجموعة من القصص التي تحمل هذه المواضيع، حتى يتسع إدراك المراهق خلال استخدامه للشبكة ولا يقع ضحية نتيجة جهله.
كما ترجمت مجموعة من القصص المنتشرة على المواقع الإخبارية الكندية والأمريكية وغيرها لتوضح للمراهقين قصصا واقعية ما بين تحرش جنسي وأخرى بلطجة وغيرها، ووضعت الرملي للمراهقين مجموعة من النصائح حتى لا يقعوا في فخ البلطجة، أو يتعرضوا للتحرش.
شاركت الرملي مؤخراً في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لتشرح للأهالي أهمية التوعية في هذا المجال، خاصة أن هناك فجوة رقمية بين الأبناء والآباء، ويستهدف الكتاب الفئة العمرية التي تتراوح بين 12 و16 عاما، أي فئة المراهقة، وهي مرحلة عمرية خطيرة كما تصفها، ولاقت خلال المعرض ردود فعل إيجابية خاصة من المفكرين والكتاب، الذين أكدوا لها أهمية فكرة الكتاب. وتتمنى أن يصبح هذا الكتاب جزءاً من المناهج التي تدرس في المدارس.
وتعمل هناء حالياً على كتاب لتوعية الفئة العمرية الأصغر، والتي تتراوح أعمارها بين 7 أعوام و12 عاما، ليصبح لديها مع الوقت سلسلة تربوية في مجال مخاطر الإنترنت وتوعية المستخدمين وحفظ سلامتهم.
تقول هناء إن من أكثر الصعوبات التي واجهتها، هو وصول هذا الكتاب وما به من قصص توعوية، إلى الأهالي والمراهقين، الذين لا يزورون معارض الكتب، وليس لديهم شغف بالقراءة، وهم الفئة الأكثر تعرضاً لمخاطر الإنترنت، ومن خلال مشروعها "الإنترنت ..ثقة وأمان"، الذي أطلقته في عام 2015، ستلقي مجموعة من المحاضرات وتعقد الورش التدريبية، لتلتقي في هذه الفئات عبر المدارس والجامعات وغيرها.
رسالة هناء الرملي إلى كل امرأة عربية أن تضاعف جهودها لتصل إلى الحلم الذي تريده، فالمرأة العربية عليها أن تحفر بالصخر، والمسؤوليات التي تتحملها كبيرة ولا تنتهي، وستجد الكثير من المعارضين لها في طريقها، فطريق النجاح محفوف بالخطر والرفض دوماً، لكن الإيمان واليقين بأن الهدف جزء من شخصية الباحث عنه، يجعله قويا ومحاربا لا يخاف.