القطار الهوائي..مشروع تهويدي يقوض العاصمة الفلسطينية الأبدية
استأنفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إنشاء قطار هوائي يربط غربي القدس بشرقها، وهو ما يعد تقويضا لإقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية.
استأنفت ما تسمى بسلطة تطوير القدس وبلدية الاحتلال الإسرائيلي في المدينة، العمل في مشروع إنشاء قطار هوائي يربط الشطر الغربي من القدس بالشرقي، وهو ما رأى فيه الفلسطينيون إنهاءً إسرائيلياً لأي إمكانية لإقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية.
وكانت شركة فرنسية قد انسحبت من المشروع، على إثر انتقادات واسعة، بسبب الأهداف السياسية للمشروع، قبل أن تتعاقد سلطات الاحتلال مع شركة فرنسية مختصة لإنشاء هذا القطار.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد حذرت قبل حوالي عام شركة "SAFFGE" من المشاركة في المشروع في أعقاب الاحتجاج الفلسطيني، وبعد فترة قصيرة أعلنت الشركة عن انسحابها من المشروع، ولكن قبل عدة أشهر نشرت سلطة تطوير القدس أنها ستوقع على عقد مع الشركة الفرنسية "CNA" لتنفيذ المشروع، وقد تم توقيع العقد، وبدأت الشركة قبل فترة وجيزة بالإعداد لبدء العمل، وليس من الواضح بعد ما إذا سيتم تغيير المخطط، ومتى سيتم تقديمه إلى لجنة التخطيط لمناقشته.
وبحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن مخطط القطار الهوائي، سيتضمن إقامة 4 محطات للقطار الهوائي، الأولى في محطة القطار التاريخية، والثانية بالقرب من باب المغاربة على أطراف حائط البراق، والثالثة بالقرب من فندق الأقواس السبعة على جبل الزيتون، والرابعة بالقرب من بستان جثسيماني.
ربط مواقع دينية تاريخية
والمحطات الأربعة ستعمل على ربط مواقع تاريخية ودينية وأثرية مهمة في البلدة القديمة من القدس المحتلة بعضها ببعضها عبر " التلفريك"، بحسب خبير العمارة وعضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس جمال عمرو.
وقال عمرو لبوابة "العين"، إن "للقطار هدفا سياسيا خطيرا بخلاف الأهداف السياحية والمرورية التي تتذرع بها سلطات الاحتلال"، لافتاً أن القطار سيمر من سماء جبل الزيتون ليحلق فوق المسجد الأقصى وأسواره حتى يصل إلى ساحة البراق وباب المغاربة بالبلدة القديمة من القدس الشرقية.
ويدعي المبادرون إلى هذا المشروع الذي يدعمه رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، بأنه سيخفف من مشكلة الاكتظاظ المروري في المدينة، ويسهل الوصول إلى البلدة القديمة، ويقلص تلويث الجو.
وأشارت هآرتس إلى أن المشروع يثير انتقادات بسبب معانيه السياسية، والتخطيطية، والبيئية، وقالت إنه من " ناحية سياسية يعتبر المشروع حساسا، لكون القطار يجتاز أراضي الخط الأخضر، ومن ناحية تخطيطية يشمل المشروع إنشاء الكثير من الأعمدة الضخمة التي ستجتاز الحوض التاريخي للمدينة، وستبنى على مسافات قصيرة من الأماكن الحساسة جدا من ناحية دينية، وطبيعية، كأسوار البلدة القديمة والكنائس والحرم القدسي".
وحذر عمرو، من أن القطار الهوائي يهدف إلى إحكام سيطرة الاحتلال على الأقصى ومحيطه، وتثبيت المشاريع التهويدية في المنطقة لتقسميه مكانياً تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.
وشدد الخبير الفلسطيني، على أن المشروع، يأتي في سياق مساعي سلطات الاحتلال لتهويد القدس ومحاصرتها بالمشاريع الاستيطانية، لإحكام السيطرة على المدينة، وعزلها عن الجغرافية الفلسطينية، فضلاً عن عزل المسجد الأقصى عن محطيه العربي الإسلامي.
وأشار عمرو إلى تسارع وتيرة المشاريع التهويدية التلمودية في الآونة الأخيرة، والتي تهدف لإقامة أكبر عدد ممكن من الأماكن التلمودية تحضيراً للهدف الأكبر الخاص بإقامة الهيكل المزعوم.
وتؤكد جمعية "مدينة الشعوب" الإسرائيلية، أن مشروع القطار الهوائي، يعمق السيطرة الإسرائيلية على حساب الجمهور الفلسطيني، ويضعف السياحة إلى القدس، مشيرة إلى أن كل من يعمل في السياحة في القدس يمكنه أن "يشهد بألم على فشل السياسة القائمة على خطوات عدوانية وأحادية الجانب، والتي من شأنها تعميق الأزمة فقط".
خلق واقع ديمغرافي
ويؤكد عمرو أن الاحتلال يقترب من إكمال مخططاته التهويدية للقدس الفلسطينية بالكامل، بعد سلسلة مشاريع ضخمة تقام على جغرافية القدس، وتستأصل الوجود الفلسطيني من تلك البقعة، لإكمال إقامة القدس الموحدة كعاصمة للدولة اليهودية. مشدداً على أن مخططات تهويد المدينة قضت تماماً على إمكانية تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.
واعتبر رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الخبير القانوني حنا عيسى، المشروع الهوائي في القدس يهدد فرص التسوية السلمية وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
وأكد عيسى، أن الهدف المركزي للاحتلال، هو خلق واقع ديمغرافي في القدس الشرقية لإحباط أي محاولة مستقبلية من شأنها زعزعة سيادتها.
وحذر عيسى من السياسات الاستيطانية المستمرة في القدس المحتلة، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تستهدف بمخططاتها القدس بأرضها وجوفها وهوائها، بحيث تصبح القدس مدينة جديدة يهودية بامتياز لا تمد لعروبتها بصلة.
aXA6IDMuMTQ1LjExMi4yMyA= جزيرة ام اند امز