3 سيناريوهات محتملة لتعامل سيول والدول الداعمة لها، مع تجارب بيونج يانج النووية، التي تهدد الأمن والسلم في شرق آسيا
"كوريا الشمالية ستواجه انهياراً للنظام إذا لم تتخل عن طموحاتها النووية".. هكذا حذرت بارك غيون هي، رئيسة كوريا الجنوبية، جارتها غير الصديقة، من عدم التخلي عن طموحاتها النووية.
وقالت رئيسة كوريا الجنوبية، في خطاب لها أمس الثلاثاء، إن "الإرادة الحسنة" وحدها لا تكفي في التعامل مع تهديدات بيونج يانج، ودعت إلى اتباع طريقة جديدة تتسم بالشجاعة والحزم لإجبار الجارة على التخلي عن برنامجها النووي.
وبعد يوم واحد من تحذير سيول لجارتها، أرسلت الولايات المتحدة 4 مقاتلات من طراز "إف-22 الشبح" للتحليق فوق كوريا الجنوبية اليوم، وهو ما رآه مراقبون أنه استعراض للقوة وتهديد مباشرة لبيونج يانج، وقد حطت الطائرات في قاعدة أوسان الجوية بكوريا الجنوبية، على بعد 70 كيلومتر من الحدود بين البلدين.
الأزمة بين سيول وبيونج يانج تتفاقم بشكل مطرد، حيث إن تحذير سيول قد يمهد لتدخل أمريكي واسع النطاق في تلك الأزمة، مستكملا تاريخا من التدخل استمر لأكثر من 63 عاما، شهدت خلالها الكوريتين مناوشات متقطعة بسبب التجارب النووية التي تنفذها بيونج يانج، وترى سيول أنها استفزاز لها.
وثمة 3 سيناريوهات محتملة لتعامل سيول والدول الداعمة لها، مع تجارب بيونج يانج، التي لا ترى مانعًا في إعلان إصرارها على المضي قدما في برنامجها التسليحي، والذي يراه الكثير من دول المنطقة تهديدا للأمن والسلم الإقليمي لمنطقة شرق آسيا ككل.
يتمحور السيناريو الأول، وهو الأكثر ترجيحا، حول تشديد العقوبات الدولية على بيونج يانج، حيث إن اتجاه الصين للتخلي عن كوريا الشمالية أصبح أكثر وضوحا مع تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونج لي بأن "كوريا الشمالية يجب أن تدفع ثمن تصرفاتها".
وتعمل كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على إجراء مباحثات مستمرة مع مجلس الأمن لتنفيذ تلك العقوبات، خصوصا بعد انسحاب الدعم الصيني لبيونج يانج، وفي حالة إقرار العقوبات لن تكون المرة الأولى، حيث تعرضت كوريا الشمالية لمجموعة من العقوبات الدولية إثر تجاربها الثلاثة الماضية في أعوام 2006 و2009 و2013، وحاليا هناك مسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يشمل عقوبات جديدة قاسية، حتى ترتدع بيونج يانج، مع تكهنات بأن هذا السيناريو لن يحقق الهدف المنشود.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في قطع كوريا الجنوبية ما تبقى من مساعداتها الإنسانية لكوريا الشمالية، ومنها مساعدة مسؤولي بيونج يانج على تعلم المهارات التكنولوجية ذات الصلة بالبيئة والطاقة وإدارة الموارد المائية والنقل، ويدعم هذا السيناريو تصريح بارك بأن "حكومة سيول ستتخذ إجراءات أكثر قوة وفاعلية كي تدرك كوريا الشمالية بمرارة عجزها عن البقاء مع تطوير قدرة نووية، وأن ذلك سيسرع انهيار النظام ليس إلا.
أخير.. يأتي السيناريو الثالث، وهو التدخل العسكري المباشر ضد كوريا الشمالية، وإن كان أقل احتمالا في الوقت الراهن، خاصة مع وجود إجماع من الأطراف الكورية الجنوبية والدولية على أن الحلول الدبلوماسية والضغط الدولي هو ما سيثني بيونج يانج عن الاستمرار في تجاربها النووية.
ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة تلمح لإمكانية اللجوء إلى الحل العسكري، كنوع من أنواع التهديد، ومن هذه التلميحات إرسالها قاذفة "بي-52" القادرة على حمل أسلحة نووية في رحلة على ارتفاع منخفض فوق كوريا الجنوبية، ردا على التجربة النووية التي أجرتها بيونج يانج في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، بالإضافة إلى نشر منظومة صواريخ "ثاد" وأكثر من 28,500 جندي أمريكي على طول الحدود بين الكوريتين.
والجدير بالذكر أن حجم جيش كوريا الجنوبية يبلغ 600 ألف جندي، في حين يضم جيش كوريا الشمالية 1.2 مليون جندي، لذلك فالمواجهة المباشرة ستسفر عن عودة الحرب الكورية للمرة الثانية بين الشمال والجنوب، وهو ما لا تريده كل الأطراف الأسيوية.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA== جزيرة ام اند امز