"لبننة" ملف الرئاسة تعيد ضبط تحالف "الحريري-جعجع"
الحرص على "لبننة" ملف الرئاسة دفع العلاقة بين الحريري وجعجع لتجاوز المطبات الأخيرة.
الحرص على "لبننة" ملف الرئاسة في لبنان دفع العلاقة بين رئيس تيار المستقبل رفيق الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لتجاوز المطبات الأخيرة التي اصطدم بها التياران، وهما من أقطاب تحالف "14 آذار" المناهض للنفوذ الإيراني والنظام السوري في لبنان.
وكان مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية العميد الركن وهبي قاطيشة أكد في عبارته الرنانة على متانة العلاقة بين الحليفين عندما قال: دخول إبليس إلى الجنة أسهل من الافتراق بين الحريري وجعجع"، على إثر تسمية الأخير للنائب زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون قطب تحالف "8 آذار" المدعوم من حزب الله اللبناني كمرشح لرئاسة الجمهورية.
وكانت العلاقة بين الحريري وجعجع فقدت رونقها على خلفية تأييد جعجع لعون، على الرغم من أن الحريري كان قد أعلن مبادرته بأن يكون الرئيس من تيار 8 آذار، وأعلن دعمه لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية رئيسًا للبنان في خطوة لقطع الطريق على النفوذ الإيراني، وللضغط لصالح لبننة ملف الرئاسة.
وكان لافتًا حضور زعيم القوات اللبنانية احتفال ذكرى تأسيس تحالف "14 آذار" وتخصيص وقت طويل بعد انتهاء الاحتفال لالتقاط الصور مع جمهور "المستقبل"، تأكيدًا على عودة العلاقة بين الجانبين إلى رونقها.
يؤكد النائب في تيار المستقبل الدكتور عمار خوري -في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية- أن العلاقة بين القوات وتيار المستقبل جيدة حتى الآن، والدليل على ذلك حضور جعجع الاحتفال الذي جرى مؤخرًا، مشيرًا إلى أن العلاقة هي "تحالفية" بامتياز.
ويقول حوري: قد يطرأ على العلاقة بعض الاختلافات وتحديدًا عل ملف رئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أن الخلاف سوف تحله الديمقراطية والدستور، شرط "لبننة" هذا الاستحقاق.
وبدوره يؤكد قاطيشة -في تصريح لـ"العين"- ذلك، مشيرًا إلى أن البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لـ "تيار المستقبل" في شأن احتفال"البيال"، وتأكيدها أن جعجع كان وسيبقى محل احترام التيار ورفيق مسيرة وطنية طويلة جسدتها انتفاضة الاستقلال في الرابع عشر من مارس/آذار، معتبرًا أن هذا البيان بمثابة "اعتذار غير مباشر للطريقة التي تعاملوا فيها مع رئيس الحزب".
وكان تيار "المستقبل" سارع إلى توضيح ما حصل في احتفال البيال؛ إذ سارعت الأمانة العامة في تيار "المستقبل" إلى توضيح أن عبارة الحريري لم تقصد تحميل "القوات" مسؤولية تأخير المصالحة المسيحية، إنما قصدت التعبير عن تمنيات الرئيس بحصولها منذ سنين.
كما تدخل الحريري شخصيًّا لتبيان الأمر، عبر التشديد، بعد زيارته السراي الحكومي، على أن كلامه لم يكن موجهًا إلى جعجع، بل "موجه على اساس أنه لو حصلت مصالحات فعلية بين كل اللبنانيين لكان لبنان بألف خير"، مشيرًا إلى أن كلمته عن المصالحة المسيحية حملت أكثر مما تحتمل، وكانت زيارته لمعراب، مقر إقامة جعجع خير محاولة لرأب الصدع في جدار الحليفين.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA=
جزيرة ام اند امز