حاصدة الجوائز آيات الزعبي: أصمم أزياء راقية تليق بالمحجبات
مصممة الأزياء الأردنية آيات الزعبي تؤكد أنها تتعامل مع كل تصميم من تصميماتها باعتباره ابنًا من أبنائها، فترعاه وتهتم بأدق التفاصيل به.
منذ الصغر بدأت في تصميم الفساتين للدمى، من بقايا القماش والملابس غير صالحة، ورسمت خطاها الأولى في عالم الأزياء، وتخيلت نفسها دوماً مصممة أزياء تحيطها الأقمشة الزاهية وأدوات الخياطة.
ورغم أنها حصلت على معدل عال في اختبارات التوجيهي يتيح لها فرصة دراسة أي تخصص تريده، إلا انها وجدت أن صقل موهبتها في التصميم من خلال دراستها لتخصص تصميم الأزياء وتصنيع الملابس في كلية الأميرة عالية، هو الطريق الذي يروق لها.
"العين " التقت مصممة الأزياء الأردنية آيات الزعبي لتتحدث عن مسيرتها في عالم الأزياء.
تقول آيات: "عالم الأزياء عالم مثير، ومن يغوص به لا يستطيع أن يغادره، فقد أصبحت مدمنة لهذا العالم، إنه عالم كبير ومتنوع ومغرٍ، فالملابس جزء من شخصية الإنسان وكل منا يحب أن يظهر بشكل براق ومميز، والأقمشة تنوعها لا يقف عند حد معين، ففي كل ثقافة يتم إنتاج أقمشة تعكس هذه الثقافة، والمصمم الذكي الذي يتابع عروض الأزياء باستمرار ليعرف كيف يدمج بين ثقافته وثقافة غيره".
الفضل لأمي
تقول آيات إن والدتها، رحمها الله، ساندتها منذ الصغر، بتوفير الأقمشة والملابس الزائدة عن حاجة المنزل، ومنحها المال لتشتري المجلات المتخصصة بالتصميم، وتضيف: "أنا ابنة عائلة متوسطة، وكنت الكبرى بين إخوتي الخمسة، وتعلم الخياطة بالنسبة لنا أمر مكلف مادياً، إلا أن والدتي لاحظت أن لدي اهتماما كبيرا بالتصميم، خاصة أنني أحب الرسم ومبدعة فيه، فكانت كل رسوماتي تركز على ملابس المرأة، والدتي كان تقتطع من مصروف العائلة لتوفر لي أدوات الخياطة، وهي لعبت دوراً كبيراً في تنمية موهبتي وزرعت بي التحدي".
بعد أن تخرجت آيات من الكلية وحصلت على المرتبة الأولى في المملكة، أصبحت محاضرة في نفس الكلية، وتعمل على تأليف مناهج خاصة لتاريخ الأزياء وتترجم كتبا متخصصة بالأزياء، وتوسع طريقها في تدريس الأزياء لتشمل كليات أخرى مثل الخوارزمي والأندلس وغيرها.
وقررت أن تفتتح أول ورشة خياطة خاصة بها في عام 1999، وكانت البداية لعالم التصميم الفعلي، وكانت ورشة الخياطة مكونة فقط من ماكينة خياطة واحدة، استقطبت بها الزبائن بأسعار رمزية.
تتابع آيات: "تزوجت بعد تخرجي من الكلية ومع الوقت
أصبح لدي طفلان، وبعد افتتاحي لورشة الخياطة بسنتين لاحظت أنها بدأت تؤثر على عائلتي وتضر بهم، فقررت أن أنقلها إلى منزلي حتى أكون محيطة بأطفالي، وبالفعل لم أتاثر في هذه النقلة، وزبائني أصبحوا يعرفون العنوان الجديد واشتريت ماكينة خياطة أحدث، وشغلي كان ينتشر بين النساء لأنني كنت أعمل كل أمر بيدي وكانت التفاصيل جودتها ممتازة، وعلمت نساء الحي التطريز لمساعدتي وتحسين أوضاعهن المعيشية".
نقلة نوعية
بدأت آيات تطور عملها يوماً بعد يوم لتقوم بأول عرض أزياء في عام 2004 لتعرض خلاله 25 عباءة مطرزة، وحقق لها هذا العرض نقلة نوعية، حيث زاد عدد الزبائن والإنتاج، وزاد عدد الموظفين لديها، وأصبحت تفكر كيف ستطور من أفكار التصميم والتطريز ودمج الأقمشة، وحصلت على أول جائزة على مستوى الوطن العربي في تطوير الزي العربي خلال مشاركتها بعرض أزياء نظمه مصمم الأزياء الكويتي سعد الدواس.
أصبحت آيات تسافر وتستورد الأقمشة بنفسها للتقليل من التكلفة والضرائب، وأسست دار آيات للأزياء الشرقية في عام 2011، وحصلت بعدها على جائزة عروس الخليج العربي المعاصر(2012)، وأيضا على درع التفوق من أمانة عمان الكبرى بمناسبة عيد الأم (2013) وغيرها من الجوائز، ووصلت وكالتها إلى فلسطين وولاية اورلاندو الأمريكية، وأصبح لديها معارض ومشاغل محلية.
ووجدت ردود فعل جيدة ومستمرة على تصاميمها، خاصة أن هذه التصاميم تركز على الأزياء الشرعية الحديثة البعيدة عن الأنماط القديمة، وتقول آيات: "لا يوجد في السوق ما يناسب المرأة المحجبة، خاصة ما يتعلق بملابس المناسبات، ولهذا ركزت على أفكاري، ومن خلال عروضي أن تكون معظم الملابس شرعية مصممة بشكل راق ويتناسب مع الأذواق الحديثة، فطورت التطريز وعملت على دمج أقمشة عدة ليظهر بشكل جديد وجميل".
مصمم الأزياء حين يصمم أية قطعة ملابس يشعر بسعادة عارمة لا يمكن وصفها، وتكتمل هذه السعادة عندما يرى الفرحة في عيون الشخص الذي طلبها، وتضيف آيات: "أي قطعة ملابس أصممها هي بمثابة ابنة لي، احبها وأهتم بكل تفاصيلها لتظهر بالشكل الأجمل، وأحاول دوما ً أن أبحث للزبونة عن القماش الذي يناسب جسدها لتظهر جميلة، وأجعلها تشاركني الرأي، فمن حقها أن تختار ماذا تلبس".
المرأة كل المجتمع
تردف آيات: "الآن أبلغ من العمر 39 عاماً، وأمامي طريق طويل، لكن أحمد الله أن عملي تطور كثيرا والجوائز زادت من ثقتي بنفسي، وحلمي وأنا صغيرة أصبح حقيقة، وتغيرت نظرة المجتمع لي، لا أنكر في البداية واجهت استخفافا بعملي ونظرة غير جيدة، إلا أنهم بعد أن رأوا الجوائز ومسيرة عملي غيروا من نظرتهم، والآن أصبح لدي ثلاثة أولاد، اثنان منهم سيتابعون أعمالي من خلال دراستهم للتسويق وتصميم الملابس".
الإرادة والتصميم هما سلاح أي امرأة في هذا العالم، والمرأة يجب أن تتحدى أي شخص مادامت أفكارها سليمة، تقول آيات: "الأشخاص الذين يهدمون العزيمة كثر، ولكن إرادة المرأة يجب أن تكون قوية ومحاربة لأي أفكار هدامة وسلبية، فتطورها سينعكس عليها وعلى أسرتها بالكامل، ورسالتي لكل امرأة أن تحافظ على نفسها ولا تهملها في سبيل إرضاء المجتمع، وأن توجد المواهب المدفونة بها، بالإضافة إلى أهمية دورها كأم، فالله عز وجل شرفها بدور الأمومة وجعل منها نصف المجتمع وتربي النصف الآخر وبالتالي هي كل المجتمع".
aXA6IDE4LjIyNC41Mi41NCA= جزيرة ام اند امز