بالصور.. جنازة عسكرية لـ"غالي" والأمم المتحدة تنكس أعلامها
وسط حضور رسمي وبدبلوماسي لافت، شيع جثمان بطرس غالى أول أمين عام عربي للأمم المتحدة في جنازة عسكرية مهيبة.
في حضور رسمي ودولي وحكومي لافت، شيعت مصر، الخميس، جثمان أول أمين عام عربي ومصري للأمم المتحدة الدكتور بطرس بطرس غالى إلى مثواه الأخير بجنازة عسكرية مهيبة أقيمت له وسط حضور رجال الفكر والسياسية ودبلوماسيون عرب وأجانب، فيما عقدت الأمم المتحدة جلسة استثنائية لتأبين "غالي"، بالتزامن مع الجنازة العسكرية وصلاة القداس التى أقيمت على روحه بالقاهرة، كما أرسلت المنظمة وفدًا إلى مصر لحضور الجنازة.
وتقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الجنازة العسكرية لـ"غالي" والتي أقيمت بمنطقة المراسم العسكرية بالتجمع الخامس شرقي القاهرة أمام مسجد المشير حسين طنطاوي .
وحضر مراسم الجنازة العسكرية رئيس الحكومة المصري شريف إسماعيل والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ووزير الدفاع المصري صدقي صبحى وعدد من الوزراء والمحافظين والشخصيات العامة وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة المصرية ورموز الفكر والسياسة بمصر وممثلين عن عدد من المؤسسات الأممية والدولية.
وقدم "السيسي" العزاء لأسرة الفقيد الذي كانت مسيرته حافلة بالعمل والعطاء على الصعيدين الإنساني والوطني.
وتأتى إقامة جنازة عسكرية لغالي لحصوله على وشاح النيل، كأحد الأوسمة التي تعطى لصاحبها الحق، في جنازة عسكرية حال مماته.
أقامت الأمم المتحدة جلسة استثنائية لها لتأبين أمينها العام الأسبق المصري بطرس غالي بالتزامن مع الجنازة العسكرية وصلاة القداس التي أقيمت على روحه بالقاهرة.
وألقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كلمة في الجلسة الاستثنائية التي عقدتها المنظمة لتأبين غالي، قدم فيها تعازي المنظمة الأممية لزوجة الفقيد "ليا بطرس غالي"، وأفراد العائلة والشعب المصري.
وقال "كي مون"، مساء الخميس: إن "غالى" كان له حسن وسوء الحظ معًا؛ حيث إنه كان الأمين العام الأول للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وكانت المنظمة تعاني من شلل شديد في تأثيرها الدولي، وقد ترأس خلال شهره الأول بالمنصب الرفيع القمة الأولى لمجلس الأمن، وكانت خير دليل على رغبة وإرادة قادة العالم للاستفادة من الأمم المتحدة.
وأكد "كي موم" أن الراحل برهن على أن عهدًا جديدًا قد بدأ؛ حيث قال للقادة المجتمعين حينذاك: "ينبغي أن نقدم أفكارنا.. وأن نعمل بشكل واضح لكي نؤسس قضاء دوليًّا أقوى".
وقالت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في كلمتها بالجلسة الاستثنائية: إن بطرس غالي أسهم في تحقيق السلام والازدهار، مشيرة إلى أنه ينبغي أن يجري إحياء إرثه من خلال النهوض بمنظمة الأمم المتحدة لكي تحقق الإمكانات والطاقات التي كان يراها فيها.
وأعلنت الأمم المتحدة تنكيس أعلامها فى جميع دول العالم لمدة 3 أيام حدادًا على رحيل بطرس غالي، وعقدت جلستها الاستثنائية بنيويورك لتأبينه بحضور أعضائها الـ15 .
وقال السفير المصري لدى الأمم المتحدة عمرو أبو العطا، خلال الجلسة: إن تلك المراسم أبلغ صور التعبير عن تقدير ووفاء المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة للدور القيم الذي قام به الدكتور غالي، واصفًا الراحل بأنه كان عميدًا للدبلوماسية المصرية، وعلمها الشامخ على مدار أكثر من نصف قرن، وترك تراثًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا وقانونيًّا يسترشد به .
وتابع: "لقد مثل عطاء الدكتور بطرس غالي لوطنه ولإفريقيا والدول العربية والعالم نموذجًا فريدًا ستنهل من علمه أجيال مقبلة".
واختتم عمرو أبو العطا كلمته باقتباس ما قاله الأمين العام الأسبق في حوار صحفي في عام 2006 عن أهمية التعددية الثقافية والدينية واللغوية التي تعد سمة مميزة للديمقراطية الحقيقية.
وأكد ممثل لبنان في كلمة له باسم مجموعة الدول العربية، أن الدول العربية فقدت رجلا كبيرًا ترك إرثًا معروفًا ليس فقط في منظمة الأمم المتحدة، بل في كافة الدول العربية والعالم، لافتًا إلى أن بطرس غالي عرف بتمسكه بميثاق الأمم المتحدة وبأحكام القانون الدولي.
وتوفي بطرس غالي -أول عربي ومصري يتولى منصب الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة- الثلاثاء، في القاهرة عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد معاناة مع المرض، وكان أول عربى ومصري وإفريقي يتولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة بين عامي 1992 و1996، وكاد أن يستمر في العمل على رأس المنظمة الدولية لولا معارضة واشنطن التي استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع إعادة ترشيحه مرة أخرى، رغم موافقة 14 دولة من أعضاء المجلس الـ15، وأرجع المراقبون سبب "الفيتو" إلى انتقاده ممارسات إسرائيل في لبنان، خاصة الهجوم على قانا في عام 1996.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز