المخرج الفائز ببرلين: "شعرت بالخزي وأنا أصوّر موت اللاجئين"
الجثث المتراكمة في مركب الصيد، اللاجئون الذين لقوا حتفهم على شواطئ لامبيدوزا، لم يكونوا مجرد مادة للتصوير لمخرج فيلم "نار في البحر"
الجثث المتراكمة في مركب الصيد، اللاجئون الذين لقوا حتفهم على شواطئ لامبيدوزا، الوجوه الزرقاء التي خطف الموت لونها.. هذه كلها، لم تكن مجرد مادة للتصوير بالنسبة لمخرج فيلم "نار في البحر - فووكوآماري" الذي فاز بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي الدولي السبت.
كل هذه الأحداث المؤلمة، جعلت المخرج جيانفرانكو روسي يشعر بالخزي في بداية مشروعه، بل إنه يقول إنه "تردد في تصوير مشاهد مرعبة للاجئين أفارقة في مركب يموتون مختنقين ومسمومين بعادم الديزل في فيلمه".
ومشاهد الفيلم -الذي صُوّر قبالة ساحل ليبيا- مؤثرة للغاية وتتضمن مناظر جثث بمركب الصيد المكتظ انتزعت "شهقات" الألم من المشاهدين في مهرجان برلين.
وقال المخرج الإيطالي الذي ولد في أريتريا إنه صور الفيلم على مدى عام فوق جزيرة لامبيدوزا التي أصبحت نقطة وصول للاجئين نظرا لقربها من شمال إفريقيا.
كما خرج مع دورية لخفر السواحل الإيطالي بحثا عن مراكب لاجئين. وفي إحدى الدوريات وجد نفسه وجها لوجه أمام مركب مكتظ بمئات اللاجئين كثير منهم مات فعلا بعد خمس ساعات فقط في المياه.
وقال إنه في بادئ الأمر شعر بالخزي وكان يفكر إذا ما تعين عليه تصوير ما يحدث أم لا.
وقال روسي لرويترز "قلت لا يمكنني تصوير هذا، لكن المأساة كانت أمامي وكنت أميل إلى أن أشغل نفسي كي لا أنظر لما يحدث أمام عيني."
وأضاف "وحينها قلت إنه يجب أن أعرض هذا لأنه أشبه بما حدث بعد الحرب (العالمية الثانية) مع غرف الغاز وعدم تصويرها لأنها كانت قاسية للغاية."
وتابع قائلا "هؤلاء الناس ماتوا بسبب عادم وقود المحرك وهذا يحدث كل يوم.. أشياء مثل هذه."
فاز روسي من قبل بجائزة مهرجان البندقية السينمائي في 2013 عن فيلم (ساكرو جي.ار.إيه).