إيطاليا تسمح لأمريكا باستخدام أراضيها لضرب داعش بليبيا
والقوات الحكومية تستعيد السيطرة على معقل للتنظيم ببنغازي
إيطاليا تسمح للجيش الأمريكي باستخدام قاعدة عسكرية بصقلية لضرب تنظيم داعش في ليبيا، والقوات الحكومية تسيطر على معقل للتنظيم ببنغازي
سمحت إيطاليا للجيش الأمريكي باستخدام طائرات بدون طيار لضرب تنظيم داعش في ليبيا انطلاقًا من قاعدة عسكرية في صقلية، فيما أعلنت القوات الموالية للسلطات الليبية المعترف بها دوليًّا أنها استعادت، الثلاثاء، السيطرة على غالبية أحياء منطقة الليثي، معقل الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي، وعلى 3 مقرات عسكرية في منطقتين أخريين.
وسمحت إيطاليا للجيش الأمريكي باستخدام طائرات بدون طيار لضرب تنظيم داعش في ليبيا انطلاقًا من قاعدة سيغونيلا الجوية الأمريكية في صقلية بعد درس كل حالة على حدة، كما أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي.
وقالت الوزيرة في مقابلة مع صحيفة "ايل ميساجيرو"، الثلاثاء، إنه "يفترض أن يطلب الأمريكيون إذنًا من حكومتنا في كل مرة يريدون فيها استخدام طائرة انطلاقًا من سيغونيلا".
وأضافت أن هذه الضربات ستكون محصورة بالعمليات التي تعتبر "الوسيلة الأخيرة" من أجل "حماية منشآت أو موظفين أمريكيين أو من كل التحالف في ليبيا وجميع أنحاء المنطقة".
وتابعت "هذا ليس قرارًا مرتبطًا بتسارع في الأمور يتعلق بليبيا"، حيث تدرس عدة دول غربية تدخلًا مسلحًا لوقف تقدم تنظيم داعش.
وأوضحت الوزيرة الإيطالية إنها حتى الآن لم تستخدم الطائرات من دون طيار في عمليات مسلحة وقالت: "لم نتلق أي طلب بهذا المعنى ولم يتخذ أي قرار".
وسيغونيلا القاعدة الجوية الأمريكية منذ نهاية 1950، تستخدم أيضًا من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتبنت إيطاليا، البلد الأوروبي الأقرب من ليبيا والأكثر عرضة لتدفق المهاجرين ومخاطر تسلل إرهابيين، مقاربة حذرة حيال الأزمة في هذا البلد.
وأعربت روما عن استعدادها لقيادة تدخل عسكري في ليبيا، لكن فقط بتفويض من الأمم المتحدة، وبطلب من حكومة وحدة وطنية يفترض البرلمان الليبي المعترف به من الأسرة الدولية، أن يمنحها الثقة الثلاثاء.
ويوم الجمعة الماضي، قامت مقاتلات أمريكية انطلقت من بريطانيا، بضرب معسكر تدريب لتنظيم داعش قرب صبراتة غرب طرابلس.
وأعلن البنتاغون الاثنين أن تلك الغارة حالت دون وقوع هجوم كان التنظيم الإرهابي يعد على الأرجح لتنفيذه في تونس.
وأسفرت الغارة الأمريكية عن مقتل 49 شخصًا وكان الهدف الرئيسي لها القيادي الميداني التونسي في التنظيم نور الدين شوشان، الذي لم يتأكد مقتله بعد، والذي يعتقد أنه المدبر الرئيسي للهجومين اللذين وقعا في تونس العام الماضي وخلفا 60 قتيلًا.
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري في القوات الليبية لوكالة فرانس برس: "دخلنا فجر اليوم إلى معظم الأحياء التي كانت تقع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية في منطقة الليثي في وسط بنغازي".
وأكد من جهته المكتب الإعلامي للقيادة العامة لقوات السلطات المعترف بها أن "إعلان تحرير" منطقة الليثي، أصبح "قاب قوسين أو أدنى".
في موازاة ذلك، قال مصدر عسكري ثان، إن "قوات الصاعقة دخلت مقر الكتيبة 319 والكتيبة 36 بعد طرد العناصر الإرهابية منها"، فيما أعلن خليفة العبيدي، المتحدث باسم المكتب الاعلامي لهذه القوات أنه تم أيضًا السيطرة على مقر كتيبة السحاتي.
ويقع مقرا الكتيبتين 319 و36 في منطقة بوعطني في جنوب شرق بنغازي، بينما يقع مقر كتيبة السحاتي في الهواري.
ويأتي الإعلان عن تقدم القوات التي يقودها الفريق أول خليفة حفتر في بنغازي بعد 4 أيام من انطلاق عملية عسكرية تحت اسم "دم الشهيد"، تمكنت خلالها هذه القوات، بحسب ما أكد قياديون فيها، من استعادة السيطرة على ميناء المريسة في غرب بنغازي، وعلى مستشفى الهواري في جنوبها.
وقال حفتر في تسجيل فيديو نشره الثلاثاء المكتب الإعلامي لقواته، إن "النصر الذي تحقق كان ناتجًا عن صبر كبير جدًّا"، مضيفًا "نحن نتوق إلى النصر النهائي الذي يلوح في سماء هذه البلاد كلها".
وقتل في هذه العملية العسكرية منذ انطلاقها أكثر من 20 عنصرًا من قوات السلطات المعترف بها، بحسب مصادر طبية في بنغازي.
وتشهد مدينة بنغازي منذ نحو عامين معارك يومية بين قوات السلطات المعترف بها دوليًّا، وجماعات مسلحة معارضة تضم تنظيمات متطرفة بينها تنظيم داعش من جهة ثانية.
من جهة أخرى، قتل 6 من المسلحين المحليين في مدينة درنة القريبة خلال تصديهم لهجوم جديد لتنظيم داعش حاول من خلاله دخول المدينة، بحسب ما أفاد، الثلاثاء، قيادي محلي في المدينة فرانس برس.
وقال القيادي في "مجلس شورى ثوار درنة" الذي يضم خليطًا من الجماعات المسلحة وبينها مجموعات إسلامية: "فقدنا 6 من شباب المدينة بعد معركة حامية أمس (الاثنين) استمرت سبع ساعات".
وأضاف "تمكنا من تدمير 3 دبابات وعربة مصفحة لداعش خلال محاولته التقدم نحو درنة من منطقة الفتايح (جنوب شرق درنة)، وقتلنا أيضا أحد قيادييه ويدعى مفتاح أبو فراج الذي يعرف باسم أبو بصير الليبي".
ويحاول تنظيم داعش منذ أسابيع الاستيلاء، مجددًا على درنة (1300 كلم شرق طرابلس) بعدما طرده منها مسلحون من أبناء المدينة في يوليو/تموز الماضي.
ويسيطر التنظيم على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ويسعى للتقدم نحو المناطق المحيطة بها، بينما يخوض معارك في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) ويسيطر على مواقع عند أطراف درنة.
ويستغل التنظيم الفوضى في ليبيا، حيث تنتشر المجموعات المسلحة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، وسط صراع بين سلطتين متنافستين واحدة في الشرق معترف بها دوليًّا والثانية في طرابلس.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA==
جزيرة ام اند امز