جددت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، حول استبعاده عقد لقاءات للمصالحة الحرب الكلامية بين حركتي فتح وحماس
ألقت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب بظلال من الشك حول إمكانية تحقيق تقدم في مباحثات المصالحة بين حركته وخصمها السياسي، حركة حماس، التي رأت في تلك التصريحات "نسفًا لجهود المصالحة"، كما جددت الحرب الكلامية بين الجانبين.
واعتبر النطاق الرسمي باسم حركة حماس صلاح البردويل، أن تصريحات الرجوب، هي وصفة حقيقية "لنسف جهود المصالحة في الدوحة".
وأكد البردويل لبوابة "العين" أن حركته انتهت من دراسة ورقة التصورات في أطرها المختلفة، وهي تنتظر ورقة فتح للرد عليها.
وأشار القيادي في حماس، إلى أن اللقاء القادم بين حركته وفتح محدد، لكنه معلق حاليًا بسبب انشغال جدول أعمال الرئيس محمود عباس.
وأكد نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، أنه لن تكون هناك لقاءات أخرى في العاصمة القطرية الدوحة أو غيرها بين حركتي فتح وحماس بشأن المصالحة.
وأشار الرجوب في تصريح صحفي، اليوم الثلاثاء، إلى أن ما يتم تداوله بشأن عقد لقاء جديد في الدوحة غير صحيح.
وقال القيادي في الحركة التي يتزعمها الرئيس عباس: "لا أعتقد أن ما وصل من الدوحة سيؤسس لإنجاز مصالحة، وما نسمعه من تصريحات هنا وهناك لا تشير إلى أن حماس غيرت من طرقها المعهودة القائمة على الإسطوانات المعروفة للجميع".
لكن رئيس وفد فتح لحوارات المصالحة عزام الأحمد أكد أن هناك خطوات أساسية وآليات مقترحة جرى التوافق عليها بين حركتي فتح وحماس لتنفيذ بنود اتفاق القاهرة الموقع بين الفصائل الفلسطينية عام 2011.
وأوضح الأحمد خلال لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة اليوم، أن هذه المقترحات تقوم على أساس تشكيل حكومة وحدة وطنية فصائلية تعمل بصلاحيتها ومسؤولياتها وفق القوانين والأنظمة المعمول بها بشكل كامل في الضفة الغربية وقطاع غزة دون تدخل أحد.
الظروف غير مواتية للمصالحة
من جانبه، استبعد المحلل السياسي أحمد عوض نجاح جهود المصالحة الداخلية في المرحلة الحالية، مشيرًا إلى صعوبة تنازل أي من طرفي الانقسام الفلسطيني عن جزء من برنامجه لصالح الطرف الأخر، فضلًا عن عدم رغبة الإقليم في إنجاز المصالحة.
وأوضح عوض لـ"بوابة العين"، أن الظروف المحلية والإقليمية وحتى الدولية غير مهيأة لإجراء مصالحة بين الفلسطينيين، مضيفًا أن "القوى اللاعبة في الإقليم لا ترغب في تحقيق مصالحة محلية".
وتوصلت حركتا فتح وحماس إلى مسودة "تصورات عملية" لتنفيذ المصالحة على الأرض في ختام جولة من المباحثات عقدت في العاصمة القطرية الدوحة في السابع والثامن من الشهر الجاري، وقررت كل حركة العودة إلى أطرها القيادية وللقوى الوطنية والشخصيات المستقلة لوضع الأليات المناسبة لتنفيذ اتفاق المصالحة.
حرب التصريحات
ورجح عوض عودة حرب التصريحات بين الحركتين إلى الواجهة من جديد، "وهو ما سيترك أثار تعزز الانقسام ولا تقرب وجهات النظر بين الحركتين".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح رائد نعيرات فاعتبر أن تصريحات الرجوب هي مؤشر سلبي يحمل دلالات خطيرة حول المصالحة، متوقعًا أن تزيد فجوة الخلافات بين الحركتين في المرحلة المقبلة.
لكن نعيرات توقع في حديثه لـ"بوابة العين"، أن ينجح الوسطاء في دفع الخصمين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية الى طاولة الحوار، لتحقيق اختراق في الأجواء المعقدة بين الحركتين.
إلا أن عوض أبدي تشاؤمًا حيال امكانية التوصل لاتفاق حقيقي يترجم على الأرض بسبب تمسك كل حركة ببرنامجها، مؤكدًا أن الخلاف بين فتح وحماس يمتد لعقود "حول رفض كل حركة لبرنامج الأخرى".