دور السينما في اليمن صالات أفراح وبؤر للمليشيات
رئيس مؤسسة السينما لم يدخل إلى صالة للعرض منذ 20 سنة
دور السينما في اليمن أقفلت ودمرت، أكثر من 40 صالة باتت اليوم مجرد مكان لمضغ القات ولتجمعات للمليشيات الحوثية
توقفت دور السينما عن العمل تدريجيًّا ولحين دخول الحوثيين إلى عدن كانت هناك سينما دارين هي الصالة اليتيمة التي تفتح أبوابها بشكل موسمي وهذه الأخيرة أيضًا دمرت.
لقد تم تدمير البنية التحتية لدور لسينما والمسارح في اليمن بشكل كامل، وتنظيميًّا لم يصدر أي قانون ينظم عمل الهيئة العامة للسينما والمسرح، فنانون ومهتمون بالشأن المسرحي والسينمائي يروون أن هذا التجاهل يتم عن قصد، وتقف خلفه جهات دينية وقبلية، كونها تحرم دور السينما والمسارح وترى أنه لا بد من حجبها تمامًا.
عدن وحدها التي كانت تحتضن 14 دارًا للسينما رائدة على مستوى الجزيرة العربية، دُمرت كلها بشكل كامل عند دخول الحوثيين إليها.
لقد انعكس تردي وضع السينما والمسرح في اليمن على الفنانين والفن عمومًا؛ اذ أصبحت الفرص المتوفرة للفنان اليمني ضئيلة وموسمية، وتحول الكثير منهم إلى ممثلين في مناسبات واحتفالات نادرة تقيمها بعض الجمعيات أو الجهات الخاصة أحيانًا.
ومن المفارقات الغربية أن يكون رئيس مؤسسة السينما والمسرح في اليمن الفنان منصور الأغبري، لم يدخل السينما منذ عشرين عامًا، حسب ما قال لـ "بوابة العين".
وأضاف الأغبري في اتصال مع "العين الاخبارية": "أحن إلى زمن السينما في اليمن خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وقد كنّا نرتادها كجزء من ثقافة الترفيه والتثقيف".
في مطلع تسعينيات القرن العشرين تأسست المؤسسة العامة للسينما والمسرح التي يرأسها الأغبري، وفي العام 2008 صدر قرار رسمي بإنشائها، من دون أن يكون لديها أي ميزانية مالية..
أصبحت السينما والمسرح جزء من الماضي حسب ما يقول مدير المركز الثقافي في عدن حافظ مصطفى لـ "بوابة العين".
ويوضح أن "الحوثيين والمليشيات الإرهابية دمرت دور السينما بشكل كامل، لكن قبل ذلك أيضًا تراجع أداء دور السينما وكادت تغيب عن يوميات اليمن، وذلك بسبب عدم قدرة ملاك دورالأفلام من شراء الأفلام وتحمل تكلفتها العالية".
أما المخرج السينمائي سمير العفيف فيقول لـ"بوابة العين": إن "انتشار الفكر السلفي في عدن تحديدًا أحد برز أسباب هذا الغياب، وطبعًا يساعد في ذلك غياب دور المجتمع الثقافي في إنعاش هذا القطاع، وذلك بسبب تداخل الدين والسياسة ووجود سلطة سياسية غلب عليها التحالف القبلي".
ما هي الهوية الجديدة لما تبقى من دور السينما؟ في عدن تحولت أكبر دور للعرض السينمائي إلى قاعة للأفراح بسبب اندثار السينما والمسرح ومخاوف العائلات من ارتيادها، كما يشير أحد متعهدي دور السينما في عدن عارف ناجي.
حاضر السينما في اليمن بائس، لكن بحسب كثير من المراقبين والمهتمين إن تنامي بروز التيارات المتطرفة والمسلحة الآن في اليمن لا يجعل مستقبلها مشرقًا أيضًا، بل يشير إلى أنه من المستحيل إعادة أي دور للسينما والمسرح باليمن في الفترة القريبة المقبلة أيضًا.