"هدنة سوريا" في يومها الأول .. 10 خروقات لقوات الأسد
دي ميستورا يعتبرها "سقطات متوقعة"
التمرين يأتي في ظل تنامي التهديدات الإرهابية، ويعكس رغبة الدول المشاركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
سادت غالبية المناطق السورية، التي شملها اتفاق وقف إطلاق النار، حالة من الهدوء، في اليوم الأول، باسثناء 10 خروقات لقوات نظام بشار الأسد.
وبعد أقل من ساعة من سريان وقف إطلاق النار، ليلة الجمعة-السبت، رصد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قصفًا من جانب قوات الأسد، على مدينة تلبيسة بحمص والتفاحية باللاذقية وداريا بريف دمشق واللطامنة بحماة واليادودة بدرعا وحي بني زيد بحلب.
ورصد نشطاء من مختلف الأراضي السورية، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، 10 حالات خرق للهدنة، بالمناطق التي يشملها الاتفاق، والتي تشكل 10% فقط من مساحة سوريا، وتقتصر على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا (جنوب)، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط البلاد)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).
حصيلة الخروقات:
ففي دمشق قصفت القوات الحكومية أبنية سكنية في شارع دعبول، بحي التضامن في دمشق، بالرشاشات الثقيلة، وتعرضت الجبهة الشرقية من الغوطة في مزارع بالا، على جبهة المرج، لإطلاق نار بالأسلحة الرشاشة على نقطة مشتركة لفصيلي "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن".
كما قصفت القوات الحكومية أيضًا كل من بلدتي نولة وحرستا القنطرة في منطقة المرج براجمات الصواريخ من مواقعها في القرية الشامية، بعدها تعرضت منطقة المرج مرة أخرى لقصف بقذائف الهاون.
أيضًا قامت قوات الأسد بعملية تمشيط في منطقة الأوتوستراد (دمشق-حمص) قرب مدينة دوما وقصفت بالقنابل برج الشيشان.
وواصل الطيران المروحي تحليقه في سماء دمشق وريفها، وشن عدة غارات جوية على مدينة الغوطة الغربية المحاصرة.
كذلك تعرضت مدينة أعزاز، بريف حلب الشمالي والقوات التابعة لمجلس سوريا الديمقراطي، لقصف بالرشاشات الثقيلة، من قبل القوات الحكومية، وتعرضت مواقع المعارضة المسلحة بجبل عندان لقصف مماثل.
ثم قصفت القوات الحكومية حي بني زيد بمدينة حلب بقذيفتي هاون.
وفي حمص، وبعد دقائق من دخول الهدنة، حيز التنفيذ، استهدفت القوات الحكومية المتمركزة في قرية النجمة، الأحياء السكنية لمدينة تلبيسة بقذائف المدفعية الثقيلة، دون أنباء عن وقوع ضحايا.
أما في حماة فقد استهدفت قوات النظام السوري مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي.
ورغم سريان الهدنة بقي القصف ليلًا من قبل القوات الحكومية وحلفائها على جبل التفاحية في ريف اللاذقية والمناطق المحررة من المنطقة ذاتها.
كما قتل 3 من عناصر جماعة مسلحة، تطلق على نفسها اسم "الفرقة الثانية الساحلية"، أثناء صد هجوم بري من قبل قوات النظام، بمنطقة جبل التركمان في محافظة اللاذقية قرب الحدود مع تركيا، وأخيرًا في درعا قصفت القوات الحكومية بلدة اليادودة بالرشاشات الثقيلة.
ولم ترد حتى الآن، أي حالة لخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية في إدلب، ولم تشهد أجواء المنطقة تحليقًا للطائرات الحربية.
تدابير لإنجاح الهدنة:
وعلى الرغم مما اقترفته قوات النظام السوري من خروقات لاتفاق الهدنة، في يومه الأول، إلا أن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، قال إنه يجب اتخاذ إجراءات "حاسمة" ضد من "يخرق الهدنة" في سوريا، مؤكدًا حصول خروقات لها لكنهم "ملتزمون باحترامها"، حسب قوله.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اتخذت جميع التدابير اللازمة لإنجاح الهدنة، وعلقت الضربات الجوية في "المنطقة الخضراء"، كما نشرت 70 طائرة بلا طيار تابعة لسلاح الجو الروسي تنفذ المراقبة المستمرة لوقف إطلاق النار في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، عن سيرغي كورالينكو، رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع، قوله خلال مؤتمر صحفي عقد في قاعدة حميميم الجوية الروسية: "إنه جرى تنظيم عملية الإبلاغ بإمكانية وقف الأعمال القتالية في كل أراضي البلاد، وذلك من خلال بث القنوات التلفزيونية السورية شريطًا متحركًا يضم معلومات تمكن كل جهة معنية بالاتصال مع المركز الروسي".
"سقطات" متوقعة:
وعن الخروقات التي تعرضت لها الهدنة منذ الدقائق الأولى لتنفيذها، قال المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، للصحفيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع من خلال اتصال عبر الفيديو: "هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا".
وأضاف دي ميستورا أن "النقطة المهمة هي ما إذا كان سيتم السيطرة واحتواء هذه الحوادث بسرعة، هذا سيكون الاختبار".
كما كشف المبعوث الأممي عن التقارير التي وردته عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال والذي بدأ في الساعة 22:00 بتوقيت جرينتش، معلقًا أن هاتين المدينتين "هدأتا بسرعة".
واعتبرت مجموعة العمل، حول وقف إطلاق النار في سوريا، برئاسة روسيا والولايات المتحدة، أن "الحصيلة إيجابية" بالنسبة إلى التقيد بوقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي غربي.
وقال الدبلوماسي، الذي شارك في اجتماع مجموعة العمل في جنيف، لفرانس برس، طالبًا عدم كشف هويته: إن "الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا اعتبرت الحصيلة إيجابية بعد مرور الساعات الأولى على بدء العمل بوقف الأعمال العدائية" في سوريا.
وتابع: "سجل وقوع بعض الحوادث"، إلا أن الأمم المتحدة قالت: إنه "تم تطويقها".
وقال الدبلوماسي نفسه أيضًا: "مع ذلك لابد من انتظار الأحد والإثنين لوضع حصيلة فعلية".
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز