معتز الجنيدي.. أول عربي يتسلق الجبال بالكرسي المتحرك
معتز الجنيدي تمكن من الانتصار على إصابته بشلل الأطفال، ولم يكتف بلقب بطولة رفع الأثقال، ولا تسلق الجبال بالكرسي المتحرك.. ماذا فعل؟
"كنت أتخيل نفسي دومًا في لحظة الفوز، وتسلم كأس العالم، تلك اللحظات كانت تأسرني، وأخذت من تفكيري الكثير من الوقت، فصورة البطل العالمي جميلة ومدهشة، وبعد سنوات أصبحت أنا البطل، وعشت شعور الفوز الذي تخيلته سنوات وسنوات".. بهذه الكلمات بدأ الأردني معتز الجنيدي حديثه مع "العين".
لم يشعر معتز بأنه يختلف يومًا عن الشباب المحيطين به، فهو يجد أن الاختلاف بين فرد وآخر هو الحلم الشخصي وكيفية الوصول له، معتز الذي يبلغ الآن 38 عامًا، ولديه 5 أطفال، أصيب في طفولته بشلل الأطفال نتيجة أخذه لمصل فاسد خلال عملية تطعيم، أثَّر على قدميه، وحرمه من المشي الطبيعي، لكن كل هذه الأحداث لم تمنع معتز من تحقيق حلمه.
معتز الجنيدي هو بطل العالم في رفع الأثقال لعام 2014، فقد تمكن من رفع 229 كيلو غرام، وحصل على جوائز عدة على الصعيد المحلي والدولي، إلا أن حصوله على لقب العالم كان بالنسبة له مرحلة فاصلة في مسيرته الرياضية.
يقول معتز: "بعد أن تخرجت من الجامعة ودرست تخصص المحاسبة، شعرت أن ذاتي لم تكتمل بعد، فمنذ الصغر كانت تجذبني المسابقات العالمية في الرياضة وصورة البطل حين ينتصر، وتخيلت نفسي كثيرًا بهذا الموقع، وبالفعل عشت هذه التجربة بعد وصولي للقب بطل العالم".
ويضيف: "وصولي للقب بطل العالم لم يكن بالأمر السهل، فخضعت للتدريب المكثف، ومن أجل هذه اللحظة امارس التمارين الدورية؛ لأنه تم تأهيلي لأولمبياد البرازيل في شهر سبتمبر من هذا العام، وبالرغم أنني أُصبت بانزلاق غضروفي في رقبتي نتيجة الأحمال الزائدة، وانقطعت عن التدريب 3 أشهر، إلا أنني الآن وبفضل الله عز وجل أتدرب دون انقطاع".
لم يتوقف حلم الجنيدي عند الحصول على اللقب، بل أطلق مبادرة "مغامرة.. تحدي الجبال بالإعاقة والأمل"، ويقول: "جمعت 20 شخصًا من ذوي الإعاقة، وتسلقنا جبالًا في محافظة عجلون، فأنا أعد أول عربي يتسلق الجبال بالكرسي المتحرك، وبالرغم من كل الظروف والصعوبات التي واجهناها، ولكن لدينا إيمان بقدراتنا".
وعن الصعوبات التي واجهته يضيف: "من أهم الصعوبات التي وجدتها عدم وجود أماكن مؤهلة للتدريب، وتعمل على زيادة قدراتي، ومن هنا كان الجهد كله قائمًا علي شخصيًا في بناء نفسي وتطويرها، وحاليًا اعمل في وزارة الصناعة والتجارة بقسم المحاسبة كوني أنهيت دراسة الماجستير في هذا التخصص، وأمضي ساعات طويلة في التدريب، فلن أسمح لأي ظرف بأن يهدم أحلامي وطموحي".
يرى الجنيدي أن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في حياة الشخص ذي الاحتياجات الخاصة للتغلب على التحديات، فيقول، إنه لولا عائلته لما تمكن من الانضمام إلى الجامعة وأنهى دراساته العليا، لافتًا إلى أن الأسرة تختار أن تدعم الابن أو تخفيه كأنه عار على العائلة.
وليس من الغريب أن يكون المنتصر على هذا القدر من التحديات مؤهلًا لتدريب الآخرين من الأشخاص الأصحاء في مجالات التنمية البشرية، فيقول الجنيدي: "حين أتعرف على الناس وأمنحهم دورات في التنمية البشرية، أخبرهم عن قصتي وما هي مفاتيح النجاح، وكيف وصلت إلى هذه المرحلة، فالصبر والإرادة والتخطيط من أهم الطرق للوصول للحلم، ليس هناك إنسان ضعيف، ولكن هناك من لا يبحث عن ميزاته وجوهر نفسه والكنز الكامن به".
ويضيف: "من أكثر الأمور التي يصطدم بها الشخص ذو التحدي عدم قدرته على الاندماج السريع مع المجتمع، والبحث المستمر عن الهدف والتميز في تحقيق الحلم، ليجعل وجوده بين أفراد المجتمع ذا أهمية، فرسالتي لكل إنسان أن يعرف ماذا يريد، وأن لا يعيش بلا هدف ورسالة، وأن يجذب الحلم له من خلال العمل والتفكير المستمر به".
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز