"فوبيا داعش" .. إيطاليا تغلق مجالها الجوي .. فرنسا تفرض إقامة جبرية
لا تزال توابع الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس، يوم الجمعة الماضي، مستمرة إلى الآن، لتجتاح أوروبا، فيما يمكن تسميته بـ"فوبيا داعش".
لا تزال توابع زلزال الهجمات الإرهابية التي شهدتها باريس، يوم الجمعة الماضي، مستمرة إلى الآن، لتجتاح أوروبا، فيما يمكن تسميته بـ"فوبيا داعش".
وشملت هذه الفوبيا الداعشية، فرنسا، التي تعيش صدمة هذه الهجمات، وامتدت إلى بريطانيا وإيطاليا، ثم وصلت إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي، الذين شاركوا في قمة مجموعة العشرين بأنطاليا التركية.
فرنسا، لم تكتفِ بما أعلنه وزير داخليتها برنار كازنوف بعد اجتماع مع نظيره البلجيكي، من أن هناك إجراءات ستتخذ لتشديد الرقابة على الحدود الأوروبية، لكنها أعلنت أيضًا، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين، عن فرض إقامة جبرية على رعاياها العائدين من سوريا والعراق.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر حكومي لم تعلن عن اسمه، قوله: إن "الحكومة تريد أن يخضع مسبقًا الفرنسيون العائدون من سوريا (لتأشيرة عودة)، مشيرًا إلى أن "خلق هذا الإجراء وهذه الشروط تفرض بالمقابل مراجعة الدستور".
وأضاف المصدر، أن هذه المراجعة الدستورية "سوف تخلق نظام أزمة يتيح تطبيق إجراءات استثنائية، وهو لا يؤثر على ممارسة الحريات العامة إلا في قيود محددة من أجل ضمان الأمن القومي".
ومن فرنسا إلى إيطاليا، حيث قال وزير داخليتها أنجيلينو الفانو: إن تنظيم الدولة الإسلامية قد يُهاجم روما بطائرات بدون طيار خلال السنة المقدسة للكنيسة الكاثوليكية التي تبدأ الشهر المقبل، مضيفًا أنه سيتم إغلاق المجال الجوي فوق العاصمة أمام الطائرات بدون طيار خلال المناسبة.
وقال الفانو في كلمة أمام مجلس النواب (البرلمان): إنه سيتم منع الطائرات بدون طيار من دخول المجال الجوي فوق وسط روما طوال السنة المقدسة أو "اليوبيل" الذي يبدأ في الثامن من ديسمبر كانون الأول، ومن المتوقع أن يجتذب ملايين السائحين إلى العاصمة الإيطالية.
وتعيش بريطانيا هي الأخرى توابع زلزال هجمات باريس، وهو ما دفعها للإعلان أمس عن تعيين 1900 شخص إضافيين للعمل في أجهزة المخابرات.
وقال رئيس وزرائها ديفيد كاميرون خلال قمة مجموعة العشرين بتركيا: "هذا كفاح أجيال يتطلب توفير مزيد من القوة العاملة لمكافحة من سيدمروننا نحن وقيمنا".
ووفق وكالة رويترز، ستتوزع هذه الزيادة بين جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم.آي-5)، وجهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم.آي 6)، والمقر الرئيسي للاتصالات الحكومية، ليصل إجمالي عدد الموظفين إلى 14 ألفًا، ليصبح على الأرجح رقمًا قياسيًّا.
وامتدت "الفوبيا الداعشية" لتشمل مسئولي الاتحاد الأوروبي، الذين لم يتمكنوا من مغادرة مدينة أنطاليا التركية بعد مشاركتهم في قمة العشرين.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالاتحاد الأوروبي قوله: "إنه تقرر تأجيل سفر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك؛ بسبب مخاوف أمنية بخصوص طائرتهما".
وكان من المقرر أن يسافر المسؤولان الكبيران بالاتحاد الأوروبي على متن طائرة قدمها سلاح الجو البلجيكي للعودة إلى بروكسل بعد اجتماع قادة مجموعة العشرين في منتجع أنطاليا التركي.
لكن المسؤول قال: إنهما أبلغا أنه بسبب مخاوف أمنية بشأن الطائرة سيتعين عليهما انتظار طائرة أخرى لتقلهما غدًا الثلاثاء ربما بعد الظهر.
وساعد على انتشار هذه الفوبيا وتمددها مقطع فيديو أذاعه تنظيم الدولة الإسلامية أمس الإثنين، وحذر فيه من أن الدول التي تشارك في شن غارات عليه في سوريا -وفي مقدمتها أمريكا- ستلاقي نفس مصير فرنسا التي قتل فيها 129 شخصًا على الأقل في حمام دم يوم الجمعة الماضية بباريس.