الإمارات والفضاء.. 8 إنجازات نوعية في 4 شهور تعزز مكانتها الدولية
8 إنجازات خلال 4 شهور فقط، حققتها دولة الإمارات ترسخ مكانتها كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء.
أحدث هذه الإنجازات هو الإعلان عن استضافة الإمارات النسخة الأولى من "حوار أبوظبي للفضاء" بهدف صياغة سياسات دولية جديدة في مجال الفضاء.
يأتي هذا الإعلان بعد نحو أسبوع، من إعلان مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية، عن تسجيل ملاحظات هي الأولى من نوعها عن نوع جديد من الشفق البروتوني حول المريخ.
وقبل شهر أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء 25 يوليو/ تموز الماضي اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي للمشاركة في أول مهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، ليكون النيادي أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية.
إنجاز جاء بعد نحو أسبوع من إطلاق الإمارات يوم 17 يوليو/تموز البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية "سرب" لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، والذي يعد أحد البرنامج النوعية والأولى عربياً في القطاع الفضائي.
وبالتزامن مع إطلاق البرنامج أعلنت الإمارات تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في الدولة بقيمة 3 مليارات درهم.
وفي 3 يوليو/ تموز من الشهر نفسه، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء انتهاء "المهمة رقم واحد" من مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء وتحقيق أهدافها بنجاح كبير وذلك ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس21".
نجاح المهمة رقم 1 جاء بعد نحو أسبوعين من الكشف عن اقتراب فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، التي تعد المهمة العربية العلمية الأولى من نوعها، من إنجاز مهمته في تطوير وإطلاق أول مستكشف عربي يهبط على سطح القمر خلال الأشهر المقبلة.
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي فازت دولة الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية.
8 إنجازات خلال 4 شهور فقط، رصدتها "العين الإخبارية" ترسخ مكانة الإمارات كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء، وتعزز موقعها مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومختبراً مفتوحاً لبرامجه ومشاريعه وتقنياته المتقدمة، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية يوفر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي في قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية ويضعه في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
حوار أبوظبي للفضاء.. جهود ملهمة
في خطوة مهمة على طريق تطوير قطاع الفضاء وتحقيق مستهدفاته بما يخدم الإنسانية ويساهم في تعزيز جودة الحياة على الأرض، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأربعاء، استضافة النسخة الأولى من "حوار أبوظبي للفضاء".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر تغريدة في حسابه بموقع "تويتر": "تستضيف الإمارات (حوار أبوظبي للفضاء) ديسمبر المقبل بهدف صياغة سياسات دولية جديدة في مجال الفضاء وقيادة حوار عالمي حول أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع.. نسعى إلى جعل الإمارات وجهة عالمية رئيسية في علوم الفضاء ومشاريعه".
الحوار ينطلق تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتنظمه وكالة الإمارات للفضاء يومي 5 و6 من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2022 .
ويشكل الحوار العالمي الذي تستضيفه الإمارات بحضور ومشاركة عدد من القيادات السياسية والعسكرية وصناع السياسات في مجال الفضاء، منصة عالمية استثنائية يتبادل خلالها الخبراء وصناع القرار الآراء ويناقشون التحديات والفرص التي يحملها مجال الفضاء، وتعزيز مساهمة دولة الإمارات في سياسات الفضاء الدولية وقيادة الحوارات العالمية حول التحديات الرئيسية التي تواجه الفضاء، انطلاقاً من التزامها الكامل في المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا المجال.
كما يهدف حوار أبوظبي للفضاء إلى تعزيز التواصل بين القوى الفاعلة والمؤثرة في قطاع الفضاء حول العالم، من خلال توفير منصة تفاعلية دورية تجمع كبار القادة وصناع السياسات والقرارات في صناعة الفضاء على مستوى العالم، وعبر طرح حوار دولي تحدد من خلاله أبرز الاحتياجات العالمية اللازمة بما يشمل الإمكانات الإستراتيجية والأطر القانونية والتشريعية، والبنى التحتية المطلوبة، لتطوير هذا القطاع وتحقيق مستهدفاته بما يخدم الإنسانية ويساهم في تعزيز جودة الحياة على الأرض.
كما تواصل الإمارات باستضافة تلك المؤتمرات الدولية المهمة في قطاع الفضاء قيادة العرب نحو مستقبل واعد ونهضة غير مسبوقة، وخصوصا في مجال الفضاء، حيث توفر الإمارات من خلال استضافة هذا الحدث فرصة لدول المنطقة للتعاون مع الشركاء الدوليين وتأهيل جيل جديد من خبراء الفضاء العرب ليعملوا من أجل الإنسانية.
كما أن استضافة دولة عربية لهذا الحدث المهم يعد بمثابة حافز جديد لدول المنطقة للاقتداء بها والاستفادة من تجربتها.
مسبار الأمل.. إنجازات جديدة
الإعلان عن الحوار جاء بعد أسبوع من إعلان مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، نهاية أغسطس/ آب الماضي، عن تسجيل ملاحظات هي الأولى من نوعها عن نوع جديد من الشفق البروتوني حول المريخ.
وقد توفر ظاهرة الشفق البروتوني المتقطع التي تحدث في أماكن متغيرة فهماً جديداً حول تغيّرات غير متوقعة في سلوك الغلاف الجوي للمريخ.
ويواصل "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ في 9 فبراير/شباط 2021 مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة.
أول مهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء 25 يوليو/تموز الماضي اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي للمشاركة في أول مهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية ضمن بعثة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" و"سبيس إكس "Crew-6، التي ستنطلق في ربيع عام 2023، ليكون النيادي أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية.
وبتلك المهمة ستصبح الإمارات الدولة الـ 11 في التاريخ التي تشارك في مهمة طويلة الأمد في الفضاء.
وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الإثنين الماضي منزل رائد الفضاء سلطان النيادي، معربا عن فخره بأبناء الإمارات الذين يضيفون لأنفسهم ووطنهم إنجازات نوعية.
واطمأن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على استعدادات النيادي لمهمته المقبلة إلى محطة الفضاء الدولية.
وقال إن دولة الإمارات ستواصل تعزيز موقعها في مختلف العلوم، خاصة العلوم الحديثة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها بهمة وقدرات أبنائها.
وسيقضي النيادي 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، يجري خلالها العديد من التجارب العلمية المعمقة والمتقدمة، ضمن "برنامج الإمارات لرواد الفضاء" لتدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء لتنفيذ مهام علمية مختلفة.
وجاءت مهمة النيادي بعد توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية في أبريل/نيسان الماضي بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة "أكسيوم سبيس"، الشركة المتخصصة في رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة لاستكشاف الفضاء.
إطلاق أول مشروع لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية
في 17 يوليو/تموز أطلق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية "سرب" لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، والذي يعد أحد البرنامج النوعية والأولى عربياً في القطاع الفضائي.
وسيسهم البرنامج في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للاستدامة البيئية والموارد على سطح الأرض.
تأسيس صندوق وطني لدعم قطاع الفضاء
وبالتزامن مع إطلاق البرنامج أعلنت الإمارات تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في دولة الإمارات، يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها وبما يتواءم مع توجه دولة الإمارات نحو إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع وتنمية القطاع.
وسيسهم تأسيس الصندوق -الذي سيكون تحت مظلة وكالة الإمارات للفضاء والبالغ قيمته 3 مليارات درهم- في تعزيز الاستثمارات من المهتمين من رواد الأعمال والشركات الخاصة، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.
نجاح المهمة رقم واحد
وفي 3 يوليو/تموز من الشهر نفسه، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء انتهاء "المهمة رقم واحد" من مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء وتحقيق أهدافها بنجاح كبير، وذلك ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس21" والتي انطلقت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وامتدت 8 أشهر بهدف دراسة التأثيرات الطبية الحيوية والنفسية لدى البشر الناجمة عن العزلة في الفضاء بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وشارك في المهمة رائد محاكاة الفضاء الإماراتي صالح العامري من مركز محمد بن راشد للفضاء.
وتأتي مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في المهمة لدعم المجتمعات العلمية ومراكز الأبحاث محلياً وعالمياً حيث ستنعكس مخرجات المهمة إيجاباً على جهود البحث العلمي خاصة أن العامري أجرى 70 تجربة خلال مدة المهمة بينها 5 مشاركات من أربع جامعات إماراتية تغطي مجالات علم وظائف الأعضاء وعلم النفس وعلم الأحياء.
وتهدف دولة الإمارات من وراء هذه المهام إلى تحقيق رؤيتها الطموحة في عالم الفضاء الذي بات حيويا في هذا العصر، حتى تتمكن من بناء قواعد معرفية تخدم المجتمع.
كما تعد هذه الخطوات هامة لدعم برنامج "المريخ 2117"، الساعي إلى تدشين مستوطنات للبشر على هذا الكوكب، ويدعم مهام رواد الفضاء في رحلاتهم إليه مستقبلا.
قرب إطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر
اقترب موعد إطلاق أول مستكشف إماراتي وعربي على سطح القمر.
واستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في 15 يونيو/حزيران الماضي فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، التي تعد المهمة العربية العلمية الأولى من نوعها، بالتزامن مع استقبال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لفريق عمل المهمة مع اقترابه من إنجاز مهمته في تطوير وإطلاق أول مستكشف عربي يهبط على سطح القمر خلال الأشهر المقبلة.
وكانت الإمارات أعلنت في 29 سبتمبر/أيلول 2020 عن أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر والتي تدخل ضمن الاستراتيجية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء "2021-2031"، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد"، يتم تصميمه وبناؤه بجهود إماراتية 100%، لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر.
الفوز برئاسة "كوبوس"
فازت دولة الإمارات في مطلع يونيو/حزيران الماضي برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، من أكبر لجان الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية.
ويكتسب فوز الإمارات بهذا المنصب خلال المرحلة الراهنة أهمية استثنائية، باعتبارها مرحلة مهمة في وضع السياسات الفضائية، حيث تنافس دول العالم في إطلاق أعداد كبيرة من الأقمار الاصطناعية، وسيكون دور اللجنة محورياً في بناء السياسات لضمان استدامة الفضاء وتشجيع تبني الأطر التنظيمية الداعية لتبني السلوك المسؤول.
ويسهم "حوار أبوظبي للفضاء" في تعزيز مساهمة دولة الإمارات في سياسات الفضاء الدولية وقيادة الحوارات العالمية حول التحديات الرئيسية التي تواجه الفضاء، انطلاقاً من التزامها الكامل في المواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا المجال.
وتولى عمران أنور شرف الهاشمي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، منصب رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس".
ودعما لدوره الجديد، أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأربعاء، مرسوماً اتحادياً لعام 2022، بتعيين عمران أنور السيد محمد شرف الهاشمي عضواً في السلك الدبلوماسي والقنصلي بدرجة سفير، ومساعداً لوزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.
وبحسب النظام المعمول به في المؤسسة الأممية، تستمر رئاسة دولة الإمارات للجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، التي تأسست لأول مرة عام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين 2022-2023.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز