المرأة الإماراتية في الفضاء.. طموح يعانق السحاب
قصّة نجاح ملهمة كتبتها المرأة الإماراتية بحروف من ذهب في قطاع الفضاء، حيث تشكل الإناث 45% من القوى العاملة في القطاع بدولة الإمارات.
وتوقّع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بحكمته ونفاذ بصيرته الأهمية المستقبلية لقطاع الفضاء، فقال في السبعينيات من القرن الماضي، على هامش استقباله رواد فضاء أمريكيين بعد رحلة إلى القمر ضمن برنامج "أبولو" إن "الاكتشافات العلمية في قطاع الفضاء تبشر بمستقبل واعد للعلم والعلماء والبشرية".
لم تكتف دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ذلك التاريخ، بأن تكون متابعة لتلك الاكتشافات، لكنها أصبحت مؤخرا من الدول المساهمة في علم الفضاء.
وبمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس/ آب، تقدم "العين الإخبارية" 6 قصص ملهمة كان المحرك الأساسي لبطلاتها طموح تجاوز الأرض ليعانق السحاب.
شيخة الفلاسي
هي مدير الفريق العلمي لمشروع مهمة محاكاة الفضاء، وتُعد العنصر النسائي الوحيد في الفريق.
والفلاسي كما تكشف سطور سيرتها الذاتية، تخرجت في جامعة نيويورك تخصص هندسة مدنية، وعملت في مركز محمد بن راشد للفضاء لمدة 5 سنوات.
وتعمل الفلاسي من خلال إدارتها لمشروع مهمة محاكاة الفضاء على بناء مدينة المريخ العلمية، وذلك تماشياً مع استراتيجية المريخ 2117، وتحاكي مدينة المريخ العلمية كوكب المريخ، وسيتم بناؤها على الأرض، حيث يتضمن المشروع مختبرات للغذاء والطاقة والمياه، كما سيتم إجراء اختبارات زراعية متنوعة تلبي احتياجات دولة الإمارات المستقبلية في الأمن الغذائي.
وتقول الفلاسي عن دخولها مجال الفضاء: "كان دخولي قطاع الفضاء تحدياً، ولكن مركز محمد بن راشد للفضاء وفر فرصة مثالية للتدريب والعمل في مجال البحث والتطوير".
وتضيف: "المرأة الإماراتية لديها دور فعال في قطاع الفضاء وحققت إنجازات مهمة، ويأتي ذلك بدعم القيادة الرشيدة التي عملت على تمكين المرأة، وتفعيل دورها لتكون المرأة شريكا في مسيرة التنمية والتقدم والازدهار".
نورا المطروشي
انضمت الإماراتية نورا المطروشي لبرنامج "ناسا لرواد الفضاء"، تمهيدا لتأهيلها من أجل السفر إلى محطة الفضاء الدولية، وتحقيق حلم وجود أول رائدة فضاء عربية.
وحصلت نورا المطروشي على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات، وعلى الرغم من صغر سنها، فهي من مواليد عام 1993، إلا أنها تقلدت العديد من المناصب المهمة، حيث عملت كمهندسة في شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، كما أنها شغلت منصب نائب رئيس مجلس الشباب لمدة 3 سنوات متتالية في شركة الإنشاءات البترولية الوطنية.
وهي عضو في الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين، كما أن لها سجلا حافلاً من الأعمال التطوعية والتميز في المجال العلمي، ثم تلقت دورة تدريبية في جامعة فاسا للعلوم التطبيقية في فنلندا.
ولم يقف تفوق نورا المطروشي عند الحدود العلمية والعملية فقط، وإنما كان لتفوقها الرياضي مكاناً مهماً في حياتها، حيث حققت المركز الأول على مستوى الإمارات في أولمبياد الرياضيات الدولي عام 2011.
فاطمة سعيد الهاملي
التحقت فاطمة الهاملي بالعمل في وكالة الإمارات للفضاء بعد تخرجها في جامعة خليفة في تخصص هندسة فضاء وطيران عام 2016، وتعد إحدى الكفاءات النسائية الإماراتية المشاركة في تصنيع القمر الصناعي "مزن سات" ومشروع "مسبار الأمل".
وتقول فاطمة في تصريحات صحفية "مشاركتي كشابة إماراتية في تنفيذ مشاريع فضائية حالياً وتحقيق طموحات وطني وإيصاله إلى الفضاء يمثل مبعث فخر واعتزاز لما نحظى به من دعم كبير من القيادة الرشيدة التي تؤمن بدور المرأة شريكاً في مسيرة التنمية".
عائشة شرفي
وتعد عائشة صلاح الدين شرفي، أول مهندسة إماراتية تعمل على نظام الدفع لمسبار الأمل، وهي قائدة فريق أنظمة الدفع، وحاصلة على بكالوريوس هندسة كيميائية من الجامعة الأمريكية بالشارقة.
وتقول: "كان دخولي قطاع الفضاء حلماً وتحقق"، مشيرة إلى أن المرأة الإماراتية أثبتت نجاحها في مختلف القطاعات بدعم قيادتها الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية الثاقبة.
وأضافت: "أعمل حالياً على أنظمة الدفع في القمر الاصطناعي MBZ SAT، ومشاريع أخرى كذلك"، لافتة إلى أن قطاع الفضاء قطاع حيوي جداً، والمرأة الإماراتية وضعت بصمة مميزة، حيث شكلت نسبة 34% من فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
هيام أنور البلوشي
تعمل هيام البلوشي، مهندسة تصنيع وضبط الجودة في وكالة الإمارات للفضاء، ولم يقف طموحها عند تخرجها في جامعة خليفة تخصص هندسة ميكانيكا، عند العمل في إحدى الشركات أو الجهات الحكومية، ولكنها بعزيمة وإصرار قررت أن تصبح عنصراً فاعلاً في قطاع الفضاء بالإمارات.
وتقول: "بعد تخرجي أتيحت لي الفرصة للالتحاق ببرنامج تدريبي في وكالة ناسا للفضاء لمدة 5 أشهر، وذلك بعد منافسة شارك فيها نحو 3 آلاف مشارك كونها فرصة للباحثين عن المعرفة والتطور حتى وقع عليّ الاختيار".
وتضيف: "تجربتي في ناسا عام 2011 كان لها أكبر الأثر في زيادة تعلقي بقطاع الفضاء وغيرت تفكيري عن الفضاء وأهميته واكتشفت خلال التدريب أن التكنولوجيا والبحوث العلمية من شأنها أن تسهم في وجود حياة أفضل على الأرض مثل مشكلة شح المياه والتغير المناخي وليس في الفضاء فقط كما كنت أعتقد".
وتتابع هيام: "بعد تأسيس وكالة الإمارات للفضاء التحقت بها وعملت على مشروعات فضائية مهمة أبصرت النور وحققت نجاحات كبيرة وأعمل ضمن فريق مشروع (مسبار الأمل) ومجموعة مهندسين إماراتيين يعملون على صناعة قطاع فضاء واعد يلبي طموحات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه".
ريم المحيسني
وتعمل المهندسة ريم المحيسني، كقائد لنظام التحكم الحراري في مهمة استكشاف القمر، وتحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة النووية وماجستير في الهندسة الميكانيكية.
وتقول عن مسرتها: "عملت في مركز محمد بن راشد للفضاء قبل 5 سنوات من خلال مشروع (خليفة سات)، بالإضافة إلى مشروع (كيوب سات)، ومشروع المستكشف راشد".
وأضافت أن مشروع "خليفة سات" كان بمثابة المدرسة الأولى التي اكتسبت من خلالها الثقة والخبرة، موضحة أنها الآن على استعداد للعمل في مختلف المشاريع الجديدة.
وأكدت أن مشاركة المرأة في قطاع الفضاء تعكس المجهودات الضخمة التي بذلتها دولة الإمارات لتمكين المرأة الإماراتية في كل القطاعات، وخصوصاً في مجال الفضاء، حيث تكمن فائدة إشراك المرأة والكوادر الشابة على وجه الخصوص في مشاريع استكشاف الفضاء، في خلق جيلٍ جديدٍ مؤهل من العلماء من ذوي الخبرة العالية، من مهندسين ومهندسات، مدربين وملهمين ولديهم القدرة على قيادة عصر جديد من التقدم التقني والتنافسية العلمية.