المرأة الإماراتية في أول تعديل وزاري خلال عهد محمد بن زايد.. ثقة وتمكين
جسد أول تعديل وزاري في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات ثقة القيادة بالمرأة ودعم تمكينها وإسهامها بالتنمية وصناعة المستقبل.
وبمباركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وبعد التشاور معه، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الأحد، هيكلة رئيسية جديدة لمنظومة التعليم في دولة الإمارات.
وتضمنت الهيكلة الجديدة إجراء أول تعديل وزاري بالإمارات في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي تولى رئاسة الإمارات 14 مايو/ أيار الجاري، بتعيين أحمد بالهول الفلاسي وزيراً للتربية والتعليم، وتعيين سارة الأميري وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة لمجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وتعيين سارة المسلّم وزيرة دولة للتعليم المبكر.
وخرج من التشكيل الوزاري كل من حسين بن إبراهيم الحمادي الذي كان يحمل حقيبة وزارة التربية والتعليم، وجميلة بنت سالم المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام"، ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشكر لهما على جهودهما خلال الفترة الماضية.
وبعد التعديل الوزاري، احتفظت وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن الوزارية التسعة من بين 32 مقعدا وزاريا، مع إضافة مهام جديدة لبعضهن، وتعديل بعض الصلاحيات بموجب الهيكلة التي تمت في قطاع التعليم، في خطوة تعكس ثقة القيادة الإماراتية في المرأة، والحرص على قيامها بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل.
وبهذا تواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة بنحو (28٪)، لتواصل تبوأ المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
9 وزيرات
ويضم تشكيل الحكومة الإماراتية حاليا 9 وزيرات هن: ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وحصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ومريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، والدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة، وعهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب.
أما سارة بنت يوسف الأميري وهي التي كانت تشغل منصب وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، وأضحت بموجب التعديل وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، حيث أضيف لها مهام جديدة تتعلق بالتعليم العام، وذلك خلفا لجميلة بنت سالم المهيري التي كانت تشغل منصب وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام.، كما تم استحداث منصب وزيرة دولة للتعليم المبكر، وتولت المنصب سارة المسلّم.
تعيين وزيرتين في هذا القطاع الحيوي المهم التي توليه القيادة الإماراتية أولوية قصوى للنهوض بمستقبل الوطن وتعزيز ريادة الإمارات في مختلف المجالات، يعكس ثقة القيادة الإماراتية في المراة الإماراتية وقدراتها وأهمية إسهامها في جهود التنمية وصناعة المستقبل.
مهام ومسؤوليات
وضح ذلك جليا في المهام والمسؤليات التي كلفهم بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر توجيهات محددة، وبموجب تلك التوجيهات تم تكليف أحمد بالهول الفلاسي وزيرا للتربية والتعليم، بمراجعة كافة السياسات والتشريعات لمنظومة التعليم بالدولة.
وبين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن سارة الأميري التي تم تعيينها وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة لمجلس إدارة مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي تم توجيهها "بوضع خطة متكاملة وشاملة للارتقاء بالمدارس الحكومية في الدولة".
وأوضح أن سارة المسلّم التي تم تعيينها وزيرة دولة للتعليم المبكر "تم إنشاء هيئة اتحادية للتعليم المبكر تشرف عليها لوضع وتنفيذ خطط شمولية للاهتمام بالطفل منذ ولادته وحتى الصف الرابع في التعليم، وصحةً، ومهارات، وبناء شخصيته وهويته الوطنية ."
جاهزية تامة
مهام ومسؤوليات مهمة للنهوض بقطاع التعليم، ورفع جودته، قابلتها الوزيرات الإماراتيات بالإعلان عن الجاهزية التامة لتحمل المسؤولية.
وفي هذا الصدد، غردت سارة الأميري، قائلة: "قادتي وقدوتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، شكراً على الثقة التي أوليتموني إياها بتعييني وزيرة دولة للتعليم العام وتكنولوجيا المستقبل ورئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم المدرسي".
وأردفت :"تكليفي بهذه المهمة مسؤولية، وأعاهدكم على العمل وتعزيز أداء قطاع التعليم في مراحله كافّة وتحسين المخرجات التعليمية لتكون كفيلة بتطوير مهارات طلابنا وإعدادهم لوظائف المستقبل".
وتابعت: "كما يسعدني أن أكون جزءاً من الفريق الموكل بتطوير المنظومة التعليمية في دولة الإمارات بقيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وأخي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وأختي سارة المسلّم. سنقوم بالعمل على مستقبل التعليم في الدولة بما يرسخ المسيرة التنموية خلال الأعوام القادمة".
وتابعت: "تكمن أهمية التعليم في تقدم الشعوب ونهضتها، فهو أساس بناء الحضارة وتقدمها، سنعمل مع المعلمين والمسؤولين في المدارس على تكثيف الجهود التي تخدم أبنائنا طلاب المدارس".
رؤية حكيمة
ثقة القيادة الإماراتية في المرأة وتكليفها بتلك المهام تأتي في إطار نهجها لتمكين المرأة في كافة المجالات، دعما لها وثقة في قدراتها وتعزيزا لدورها وإسهامها في تحقيق النمو والتنمية.
نهج لطالما عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات عن دعمه، مؤكدا في تصريحات سابقة أن "تمكين المرأة أولوية أساسية في رؤية التنمية الإماراتية"، وأن "المرأة شريك أساسي في إنجازاتنا الوطنية خلال الخمسين عاماً الماضية، وفي كل خطوة طموحة نخطوها خلال العقود المقبلة".
كما سبق وأكد أن "قيادة الدولة، تواصل السير على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في دعم المرأة وتمكينها ومنحها الفرص المتساوية مما كان له كبير الأثر في نجاحها وتميزها في كل المجالات وترسيخ دورها في بناء وطنها وخدمة مجتمعها".
آفاق واعدة
رؤية حكيمة توجت نجاح جهود الإمارات في مجال تمكين المرأة على مختلف الأصعدة، وهو ما تؤكده مختلف المؤشرات والتقارير الدولية، حيث لا يكاد أي مؤشر دولي أو تصنيف عالمي يخلو من ذكر المرأة الإماراتية في صدارته.
واحتلت الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2022" الصادر عن البنك الدولي.
فيما تحتل الدولة المركز الـ18 عالميا في مجال التمكين والتوازن بين الجنسين والأفضل والأكثر اكتمالا على مستوى الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا.
ويتوقع أن يواصل قطار تمكين المرأة في الإمارات تقدمه إلى آفاق واعدة، خلال الفترة المقبلة، مع تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة الإمارات، متجاوزاً المركز الـ 18 عالمياَ على مستوى التوازن بين الجنسين والمحقق في 2021 ليصل إلى محطة العشرة الكبار عالمياً في وقت قياسي مستنداً على مخزون استراتيجي من الإنجازات والعوامل والمكتسبات التي راكمتها المرأة الإماراتية عبر العقود الخمسة الماضية، ودعم القيادة الإماراتية لها وثقتها في قدراتها.
ثقة تلقي على المرأة الإماراتية مسؤولية كبيرة لتحقيق هدف الإمارات في مئويتها "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، والأكثر تقدماً.
ثقة تؤكد أنه في الخمسين عاماً المقبلة لا بد أن تكون ابنة الإمارات شريكاً استراتيجياً ومحورياً في عملية استشراف المستقبل والمساهمة فيه جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، في ظل توجيهات ودعم القيادة الإماراتية الحكيمة.