80 ساعة في أعماق البئر.. عملية إنقاذ ريان تدخل أخطر مراحلها
عادت أطقم الإنقاذ إلى عمليات الحفر اليدوية بعد حوالي نصف ساعة من التوقف بسبب انهيار جزئي في عملية التربة، وهي المرحلة الأخطر في عملية الإنقاذ.
وقضى الطفل ريان ما يفوق الثمانين ساعة داخل حفرة مائية يتجاوز عمقها 32 متراً، ولا يتعدى قطرها الستين سنتيمتراً في المدخل، ويضيق ليصل العشرين سنتيمتراً نحو الأسفل.
وتحت إشراف دقيق للمهندسين الطبوغرافيين، استئنفت عمليات الحفر اليدوية على مستوى الثقب الأفقي الذي يُنتظر أن يربط الحفرة العمودية التي تم إحداثها بمكان تواجد الطفل ريان.
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، وجهت السلطات الأمنية تحذيرات شديدة اللهجة للمواطنين المتجمهرين حول مكان الحفر لإخراج الطفل ريان، خوفاً من حدوث انجرافات أو انهيارات للتربة.
وعلت تحذيرات صوتية، وأخرى عبر صافرات، في أعقاب ظهور تشققات على مستوى التربة المحيطة بالخندق الذي تم حفره بالموازاة مع الثقب المائي الذي يتواجد فيه الطفل ريان.
ويشرف على عملية الحفر مجموعة من المهندسين الطبوغرافيين، الذين ثبتوا مجموعة من المستشعرات المتطورة، التي تسجّل أي حركة غير طبيعية على مستوى محيط الحفر.
ومنذ فترة ما بعد الغروب، توقفت عمليات الحفر العمودي بواسطة الجرافات والآليات الثقيلة التي تجاوزت عمق الثلاثين متراً. ليتم إفساح الطريق في وجه عمليات الحفر اليدوية والتي تهم حفر ثقب أفقي يمتد إلى مكان تواجد الطفل ريان.
وتوقفت عمليات الحفر لأكثر من مرة، وذلك بسبب تحذيرات المهندسين الطبوغرافيين من خطورة حدوث انهيارات على مستوى التربة، نظراً لهشاشتها الشديدة.
في المقابل، تم الاستعانة بالعديد من الأنابيب الخرسانية، شديدة الصلابة، لأجل تقوية الثقب الذي يتم حفره الآن في اتجاه مكان تواجد الطفل ريان.
وحوالي الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (14.00) بتوقيت جرينتش، أكد عبد الهادي الثمراني، عضو لجنة تتبع إنقاذ الطفل ريان المحدثة بعمالة إقليم شفشاون، أن "أمل بقاء الطفل ريان على قيد الحياة يظل قائما".
ولفت إلى أن المراحل التي وصلت إليها عملية الحفر هي شديدة الحساسية، خاصة وأن التربة هشة جداً، الشيء الذي يتطلب حذرا كبيرا لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة.
ويُشرف على عملية الحفر، إلى جانب أطقم الوقاية المدنية، مهندسون طبوغرافيون وخبراء، للحيلولة دون انهيار التربة، سواء على الطفل ريان العالق بالبئر، أو المواطنين بجنبات موقع الحفر.
وفي السياق ذاته، دفعت قوات الأمن المغربية بتعزيزات جديدة مشكلة من أفراد القوات المساعدة والدرك الملكي من أجل منع وصول مزيد من المواطنين إلى مكان البئر، بعد تزايد أعداد المتعاطفين مع قضية "ريان"، الراغبين في متابعة عملية الإنقاذ عن قرب، حيث تم منع عشرات العربات من الوصول إلى مكان الحادث.
وغير بعيد من مكان البئر، حطت مروحية طبية، مجهزة بكل وسائل الإنعاش والإسعاف، ترقباً لإخراج الطفل ريان من البئر، إلى جانب سيارة إسعاف طبية وفريق صحي يضم طبيبا مختصا في الإنعاش والتخدير وممرضين في الإنعاش والتخدير قادمين من المستشفى الإقليمي وثلاثة ممرضين تابعين للمركز الصحي بالمدينة.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg
جزيرة ام اند امز