الحاخام المتطرف "غليك" يقتحم الأقصى لأول مرة منذ سنة

المتطرف "غليك" وزوجته و19 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا ساحات المسجد من باب المغاربة، بحراسة مشددة من عناصر جيش وشرطة الاحتلال

اقتحم الحاخام المتطرف "يهودا غليك" المسجد الأقصى، صباح اليوم الثلاثاء، مع مجموعة من المستوطنين، وسط حراسة مشددة من عناصر الجيش والشرطة الإسرائيلية، وهو ما اعتبره مدير الأقصى " خطوة استفزازية خطيرة".

وقال مدير المسجد الأقصى عمر كسواني، إن المتطرف "غليك" اقتحم برفقة زوجته و19 مستوطنًا متطرفًا ساحات المسجد من باب المغاربة، بحراسة مشددة من عناصر جيش وشرطة الاحتلال.

وذكر كسواني لبوابة "العين" أن المستوطنين، قاموا بجولة استفزازية في ساحات الأقصى، تخللها محاولات إقامة طقوس تلمودية، وتصوير لمرافق المسجد، وتقديم شروحات حول مزاعم وجود الهيكل على أنقاض الأقصى.

وسادت أجواء من التوتر ساحات المسجد الأقصى إثر اقتحام "غليك"، حيث تجمع المئات من المصلين وطلبة العلم الشرعي وحراس المسجد، وأخذوا في التكبير ضد اقتحام المستوطنين الأقصى وتدنيس ساحاته.

وسمحت شرطة الاحتلال لغليك باقتحام الأقصى لأول مرة، منذ منعه قبل حوالي عشرة أشهر، من الاقتحام بقرار من محكمة الصلح الإسرائيلية، إثر اعتدائه على سيدة فلسطينية داخل الأقصى، وقد برأته المحكمة ذاتها الخميس الماضي من التهمة.

واعتبر كسواني، أن اقتحام غليك "خطوة استفزازية وتحدي للمسلمين جميعا"، ويشكل خرقًا للاتفاقيات، وانتهاكًا لحرمة المسجد الأقصى. محملًا حكومة نتنياهو وأجهزته الشرطية والأمنية كامل المسؤولية عن السماح لغلاة المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى.

اقتحامات واسعة خلال فبراير

وعلى الصعيد ذاته، أظهر تقرير إحصائي أن أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى تضاعفت في شهر فبراير/شباط الماضي، بنحو 120% مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني.

وذكرت إحصائية المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى، أن عدد المستوطنين المقتحمين وصل 1149غالبيتهم من المستوطنين والجماعات اليهودية، بينما كانت حصيلتهم 511 مقتحم في شهر يناير الماضي.

وأشار التقرير إلى أن أحداث وقرائن شهر فبراير في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، ومحيطهما، تدل على تصعيد مبيّت لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وإمعانًا في استهداف المسجد الأقصى، وإلى احتمال تكثيفه في شهري مارس/آذار الحالي، وأبريل/نيسان المقبل، مع حلول موسم الأعياد اليهودية.

واقتحم الأقصى خلال فبراير 841 مستوطنًا على شكل أفراد ومجموعات تابعة لمنظمات يهودية متطرفة، 58 عنصر مخابرات، 188 جندي بلباس عسكري ضمن جولات استكشاف وإرشاد عسكري، 55 طالب إرشاد يهودي، 4 ضباط احتلال برتب عالية، 3 موظفين فيما يسمى بسلطة الآثار الإسرائيلية.

وتتم الاقتحامات أسبوعيًّا من يوم الأحد إلى الخميس، بين الساعات 7:30 - 10:00 صباحًا، و12:30 – 13:30 ظهرًا، حيث يبدأ مسار الاقتحامات من باب المغاربة تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الخاصة، على طول مسار الاقتحام.

تضييق على الفلسطينيين

في الوقت ذاته يستمر الاحتلال بالتضييق على المصلين في الأقصى والوافدين إليه وإلى مدينة  القدس، وما زال يمنع دخول عشرات النساء من "القائمة الذهبية" للمسجد الأقصى، فيما يمنع العشرات من الرجال من دخول المسجد الأقصى ويبعدهم عن المسجد والقدس القديمة، وكامل مدينة القدس.

ويؤكد كسواني أن الأعداد المرتفعة لمقتحمي الأقصى، إلى جانب سياسات التضييق على الفلسطينيين، مؤشر قوي على حجم الاستهداف الإسرائيلي للأقصى، وخطورته على المسجد ورواده من الفلسطينيين.