معارضون سوريون: نتحمل خروقات الهدنة لوأد مخطط "الفيدرالية"
معارضون سوريون وصفوا الصبر على خروقات الهدنة، بـ"السلوك السياسي الرصين"،الذي يهدف إلى إفشال مخطط "سوريا الفيدرالية".
قال معارضون سوريون إن الصبر على خروقات الهدنة، رغم وضوحها،هو سلوك سياسي رصين، يهدف إلى إفشال مخطط هدمها ، ومن ثم استمرار الحرب، بما يسمح بتنفيذ مخطط "سوريا الفيدرالية".
وأعلن مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس، أن بلاده تأمل في توصل المشاركين بالمفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية.
وقال عضو الائتلاف السوري بسام الملك ، إن هذا المقترح الروسي هو المحرك لعملية "خرق الهدنة" التي تتم بواسطة القوات الروسية، مضيفا في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين": "هم يريدون إفشال الهدنة، ومن ثم استمرار الحرب، لكي تكون ذريعة لتقسيم الأراضي السورية".
وتتهم المعارضة روسيا بخرق الهدنة، ووثقت أبرز الخروقات منذ بدء سريانها السبت الماضي، في خطاب أرسلته أمس الاثنين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وأضاف الملك أنه "رغم توثيق الخروقات، إلا أن المعارضة تستخدم سياسة ضبط النفس، وصولا إلى الجلوس مجددا على مائدة المفاوضات هذا الشهر، والتي ستكون حاسمة في كشف مخطط التقسيم".
وريط الملك بين الزيارة التي قام بها هنري كسينجر وزير الخارجية الأسبق إلى موسكو أوائل الشهر الماضي، وبين الحديث الآن عن مخطط تقسيم سوريا، وقال إنه "ما اتفقوا عليه في الغرف المغلقة، يتم إخراجه اليوم لاختبار إمكانية حدوثه، وخلال المفاوضات القادمة أتوقع طرح مثل هذه الأفكار، ووقتها ستتكشف الأقنعة، لنعرف من يريد تقسيم سوريا، ومن يريدها دولة موحدة أرضا وشعبا".
وبعد أيام من زيارة كسينجر، حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أن استمرار الحرب في سوريا، قد يؤدي إلى تقسيمها، واقتربت روسيا من هذا الحديث، عندما قال نائب وزير خارجيتها، سيرغي ريابكوف، أمس الاثنين أن موسكو تأمل بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فيدرالية، وهو المطلب الذي يطالب به الأكراد.
وأوضح الملك أن المخطط المرسوم لسوريا هو أن يتم تقسيمها لأربع دويلات، هي دولة علوية في الساحل، دولة كردية بالشمال مع الحدود التركية، سنية في الوسط، درزية في الجنوب.
وألمح عضو الائتلاف السوري الدكتور برهان غليون، في تعليق مطول بصفحته الرسمية بموقع فيس بوك، إلى أن مخطط التقسيم، قد يكون المحرك لخرق الهدنة.
وقال غليون بعد أن عدد مزايا الهدنة، ومزايا التزام المعارضة بها رغم الخروقات الروسية، إن " كل ذلك، يبقى مكاسب أولية وهشة وقابلة للارتداد، لذلك ينبغي أن نبقى حذرين، وأن لانتوقف عن فضح الاختراقات والضغط على الدول الراعية التي تريد الهدنة لإطلاق مفاوضات تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف الدولية والإقليمية وضمان مصالحها ولا تعير إلا اهتماما ضئيلا لمصالح السوريين الأساسية وحقوقهم، وربما تعد الخطط لتقسيم بلدهم وتفتيت مجتمعهم".
ومن هذه الرؤية التي طرحها غليون، انطلق الدكتور دامس كيلاني المنسق العام لتنسيقية الثورة السورية في مصر إلى القول: " الكل يسعى لضمان مصلحته في الأزمة السورية، وإذا كان من مصلحة القوى الدولية التقسيم، فإن من مصلحتنا أن تظل سوريا بلدا موحدا أرضا وشعبا".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين": "فلتتفق روسيا وأمريكا على ما تشاء، ولكن يبقى المواطن السوري على الأرض هو الضمان القوي لوأد أي مخطط".
وثمن كيلاني التزام المعارضة هدوء النفس رغم الخروقات للهدنة من الجانب الروسي والنظام السوري، ووصفه بـ "التصرف المسؤول"، الذي يهدف إلى تفويت الفرصة على أي مخطط، بعد أن أصبح حديث تقسيم سوريا، يقال بكل تبجح، على حد قوله.
واتفق مع ما ذهب إليه الملك، حول أن جولة المفاوضات القادمة قد تكون حاسمه في الكشف عن نوايا القوى الدولية، وهل ستحول حديثها عن التقسيم من مجرد تصريحات إعلامية إلى واقع عملي.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، اليوم الثلاثاء، إن جولة المحادثات التالية ستبدأ في جنيف بعد ظهر يوم التاسع من مارس/آذار الجاري.
وكان من المقرر عقد المحادثات في 7 مارس/آذار الجاري، لكن دي ميستورا، قال إنه أجل الجولة لأسباب لوجستية ولتعزيز اتفاق وقف الاقتتال الذي بدأ تنفيذه يوم السبت، وأضاف "لن أؤجلها مرة أخرى".
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز