ترامب.. ملياردير "الكازينو" يختصر طريقه للبيت الأبيض

بثروة تقدر بنحو 4 مليارات دولار من العقارات وقاعات "الكازينو"، وعمر 70 عاما، يقترب ترامب من حسم بطاقة الترشح الجمهورية

فى أحد أهم شوارع نيويورك ، فى الجهة المقابلة لمقر الأمم المتحدة، ترتفع ناطحة سحاب شهيرة تحمل اسم "ترامب"، هى واحدة من عشرات البنايات العملاقة والفنادق والمنتجعات السياحية، تمتد من شيكاغو وفلورديا وكاليفورنيا الشمالية، وتصل إلى الفلبين وتركيا. تشكل تلك العقارات جزءًا من إمبراطورية دونالد ترامب، الملياردير الأمريكى المثير للجدل ، والذى قدرت مجلة فوربس ثروته العام الماضى بنحو 4 مليارات دولار، تمثل حجم أملاكه وشراكاته فى إدارة عدد ضخم من الأبراج السكنية والفندقية والمنتجعات وملاعب الجولف وقاعات "الكازينو"، إذ يترأس مجلس إدارة منظمة ترامب، واتحاد ترامب بلازا، وترامب أتلانتيك سيتى. ويعد دونالد ترامب نموذجا للشخصية الأمريكية الجامحة باندفاعها وعنفوانها وتحررها الدائم، وتفوق قصة حياته فى كثير من مراحلها أفلام هوليوود إثارة ودرامية، حيث تعرض للإفلاس 3 مرات، ونجح بمؤسساته فى الخروج من أزمات اقتصادية عاصفة، ويعد ضيفا بارزا ودائما فى وسائل الإعلام وعلى صفحات الجرائد، معروف لدى الأمريكيين بـ"دونالد" ، وقدم برنامجا تليفزيونيا ذائع الصيت بعنوان "المبتدئ" ، واشتهر بتصريحاته الصادمة بصراحتها وآرائه المثيرة للجدل. ولد ترامب الذى يدخل فى يونيو المقبل عامه الـ 70 بنيويورك عام 1946، لوالد من أصل ألمانى وأم من أصل اسكتلندى، وانضم صغيرا للأكاديمية العسكرية ، تخرج فى جامعة بنسلفانيا عام 1968 وتخصص فى مجال التمويل بجامعة فوردهام قبل أن ينضم للعمل فى شركة والده العقارية، وتوسع بأنشطتها فيما بعد حتى صارت واحدة من أبرز العلامات التجارية فى مجال العقارات والترفيه والسياحة. الثراء والشهرة والحياة غير التقليدية شكلت عاملا فى حاسما فى الصعود السريع لأسهم دونالد ترامب فى الانتخابات التمهيدية لرئاسة الولايات المتحدة، حيث خرج ملياردير المنتجعات و"الكازينو" والإعلام عن كافة القوالب التى يتبعها الساسة الأمريكيين عبر العمل الخدمى والحزبى وصولا لصناديق الانتخاب. ومن هنا جاءت محاولات الجمهوريين من منافسيه فى الحزب، والديمقراطيين من الحزب المنافس لكبح جماح شعبيته المتصاعدة، حتى وصفه البعض بأن تاريخه فى العمل السياسى لا يتجاوز 7 أشهر، وهى الفترة التى أعقبت قراره بخوض الانتخابات عن الحزب الجمهورى. كما أثار ترامب بمقترحاته الصادمة حول بناء سور بمحاذاة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك وترحيل 11 مليون مهاجر غير قانوني وفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى البلاد، موجة كبيرة من الاستهجان امتدت لخارج أمريكا، ووقفات احتجاجية غاضبة من الجاليات الأجنبية والمسلمة.