ما لبث المصريون أن يستمتعوا بخدمة التاكسي الذكي، حتى باتت تلك الخدمة مهددة بسبب الخلاف بين ثلاثة أطراف
كانت أمنية يتوق المصريون إلى تحقيقها وهو أن يكون بمقدورهم مثل أي دولة في العالم استخدام التاكسي، دون الخوض في الشجار المعتاد بين السائق والراكب، بسبب الخلاف على تعريفة "التوصيلة"، وما أن تحققت هذه الأمنية بعد أن دخل "التاكسي الذكي" الخدمة، حتى باتت مهددة بسبب الخلاف بين ثلاثة أطراف.
وتستخدم الخدمة الجديدة تطبيقات تكنولوجية جديدة بالهواتف الذكية، ظهرت من خلال شركتي " أوبر" و"كريم"، وحققت انتشارا سريعا، لكن سرعان ما اصطدمت باعتراضات سائقي التاكسي، والتي وصلت إلى حد التظاهر، ثم حدثت بعد ذلك خلافات بين الشركتين على اجتذاب الزبون، وغابت الحكومة والجهات المعنية عن هذه الأزمة.
وحسب تلك التطبيقات يقوم الراكب بتحويل الأجرة من خلال تطبيق الهاتف، وعن طريق بطاقة الائتمان أو دفع المقابل المادي"كاش"، بعد أن يقوم السائق بتوصيله، كما يتيح التطبيق للراكب تقييم أداء السائق.
ويمكن للراكب وفق هذا التطبيق، معرفة صورة السائق واسمه الثلاثي ورقم هاتفه حتي يتواصل معه قبل الرحلة، إضافة إلى تغريم السائق مبلغ مادي حددته الشركة بـ200 جنيه في حال عدم توصيل الراكب إلى المكان الذي يحدده.
ووضعت الشركتان أيضًا عدة قواعد للسائقين العاملين تحت مظلتهما، ولعل أبرزها عدم التدخين داخل السيارة وفي أثناء توصيل الراكب، وكذلك عدم استخدام السائق للهاتف المحمول في أثناء القيادة.
انتشار سريع
ولم تنتظر الشركتان طويلا لتحقيق الانتشار، فالخدمات التي تقدمها، التي تسمح بتوصيلة مريحة لا يتخللها شجار حول التعريفة، سمح لها بأن تصبح المفضلة لدى شريحة من المواطنين، تجيد التعامل مع خدمات الهواتف الذكية، الأمر الذي استفز أصحاب التاكسي التقليدي.
ونظم بعض أصحاب "التاكسي" العادي وقفات احتجاجية تطالب بوقف شركتي التوصيل عبر السيارات بداعى عدم قانونيتهما.
وقال سائقو التاكسي في الوقفات: إن أوبر وكريم تقدمان خدمات التوصيل من خلال سيارات "ملاكي"، كما طالبوا بتغيير ألوان السيارات الملاكي البيضاء لأنه يتم استخدامها كتاكسي أيضا.
ووضع سائقوا التاكسي العادي كمائن لسائقي أوبر وكريم للتحفظ عليهم وتسليمهم إلى الشرطة بتهمة "استعمال سيارة ملاكي كسيارة أجرة.
ورفضت هدير شلبي، المدير العام لشركة "كريم" لخدمات تطبيقات الهواتف الذكية، هذه الاتهامات، مؤكدة أن الشركة تعمل بشكل قانوني وفقًا للقوانين المصرية، ولها سجلًا تجاريًا وبطاقة ضريبية، مطالبة الحكومة بوضع التشريعات اللازمة لتقنين نشاط تطبيقات الهواتف الذكية في تأجير السيارات
ووصفت احتجاجات سائقي التاكسي بـ"الطبيعية"؛ لأنهم يقدمان خدمة أفضل للراكب، حسب قولها.
وأوضحت أن تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بتوصيل الركاب تسعى إلى إرضاء الراكب، وبتكلفة التاكسي العادي نفسها بل تكاد تكون أقل، مؤكدة أن انتشار تلك الخدمات بين المواطنين في وقت قصير دليل على جودة الخدمة التي تقدمها.
الزبون على حق
ويقول أحمد ممدوح -وهو أحد السائقين في الشركة-: إنهم مطالبون وفق اللوائح بتقديم أجود وأفضل خدمة للراكب، وفق مبدأ "الزبون دائمًا على حق".
وأوضح ممدوح، أن الشركة تتعاقد مع السائقين بشكل قانوني، وتضع لهم قواعد أبرزها عدم التدخين داخل السيارة، أو استخدام الهواتف المحمولة وتوصيل الراكب إلى المكان الذي يحدده في أي كان.
ودخل تطبيق "أوبر" على الأجهزة الذكية كمنافس قوي لسيارات الأجرة وشركة "كريم" على حد سواء، بعد تعديل الخدمة من الدفع عبر البطاقة الائتمانية إلى الدفع المباشر "الكاش".
وأكدت شركة أوبر هي الأخرى على قانونية عملها، وقالت في بيان صادر عنها إنها تعمل داخل مصر بشكل قانوني، وتسعى إلى تقديم خدمة توصيل الركاب للمواطن المصري، وفقًا لأعلى معايير الجودة والأمان.
وأضافت أنها توفر أكثر من 2000 فرصة عمل شهريًّا في مصر، وتتطلع إلى زيادة هذه الأعداد.
وقال عادل السيد، أحد العاملين بالشركة، إنها تضع معايير محددة لاختيار سائقيها وتطالبهم دائما بتقديم أفضل خدمة للركاب.
وأضاف في تصريحات خاصة، أن الشركة توفر فرص عمل للعديد من الشباب، كما ترحب بانضمام سائقى التاكسي لفريقها حسب مواصفات محددة.
فقدان التعاطف الشعبي
وانتقل الجدل حول هذه التطبيقات إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث كانت الصفحة الرسمية لتطبيق "كريم" ساحة للشد والجذب.
واعتبر بعض مستخدمي التطبيق أنه حل لما أسموه أزمة سائقى التاكسي، بينما سأل آخرون عن الاختبارات التي تقوم بها الشركة للسائقين قبل التعاقد معه، واعترضت قلة من مؤيدي سائقي التاكسي العادي على التطبيق لمنافسته سائقي التاكسي في قوتهم.
وما زالت الحكومة والجهات المعنية غائبة عن الأزمة، فلم تؤكد أي جهة حتى الآن مدى قانونية عمل تلك الشركتين داخل مصر، ولم تتحرك أي جهة لضبط أداء سائقي التاكسي الذين فقدوا أي تعاطف شعبي خلال الصراع مع "كريم" و"أوبر".
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز