الاحتلال يستهدف المقدسات والآثار لتزييف التاريخ الفلسطيني
مسؤولون فلسطينيون يستنكرون اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمواقع الأثرية الفلسطينية
استنكر مسؤولون فلسطينيون، اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمواقع الأثرية الفلسطينية، وأكدوا أن محاولات الاحتلال الأخيرة ضد المقدسات والآثار والتراث لن تفلح في بتر علاقة الفلسطينيين بأرضهم وتاريخهم منذ قديم الزمان.
ولا يقف استهداف سلطات الاحتلال على أهم معْلم ديني وتاريخي فلسطيني، متمثلاً في المسجد الأقصى بالقدس والبلدة القديمة المحيطة به، فحسب، بل يصل الاحتلال الليل بالنهار في عملية ممنهجة لتدمير ما تبقّى من الآثار الفلسطينية، في محاولة لإنهاء أي أثر يربط الفلسطيني بأرضه وتاريخه، محاولاً بناء رواية تاريخية يهودية زائفة.
أحدث استهداف إسرائيلي، كان الحفريات الإسرائيلية التي طالت المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، صباح اليوم، ومغارة شبقا الأثرية الواقعة غرب مدينة رام الله، وسط الضفة.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، إن سلطات الاحتلال، قامت صباح اليوم، بحفريات في السرداب الجنوبي للمسجد الإبراهيمي المؤدي إلى الغار الشريف.
وأوضح وزير الأوقاف، أن السياسة الإسرائيلية ذات أطماع ونوايا خبيثة، تحاول بها الاستيلاء الكامل على الاماكن المقدسة، مؤكدا أن المساجد والمقامات التاريخية في فلسطين إسلامية خالصة للمسلمين، وليس لليهود أي أثر فيها.
ويعتبر المسجد الإبراهيمي ثاني أهم المساجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى، بينما يعتبره اليهود ثاني الأماكن المقدسة لهم بعد ما يزعمونه جبل الهيكل (المبني على أنقاضه المسجد الأقصى)، ويكتسب أهميته عند اليهود من معتقدات تشير إلى أن رسول الله إبراهيم "عليه السلام" وزوجته سارة، وولدهما إسحق ويعقوب، قد دفنوا تحت أرضه.
مواقع أثرية
أما "مغارة شقبا" فهي واحدة من المواقع الأثرية الفلسطينية، تقف في مواجهة انفجارات متعمدة تقوم بها سلطات الاحتلال، منذ أيام، وهو ما يشكل خطراً على بقاء المغارة، التي يعود تاريخها للعصر الحجري منذ 10 آلاف عام.
وتقع المغارة الأثرية في مناطق "ج" من الضفة الغربية والخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، والتي يمنع بموجبها الفلسطينيون وأهالي القرية من ترميمها أو تعبيد الطريق المؤدية إليها.
وأكد الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، مراد السوداني أن "مغارة شقبا" التي صمدت آلاف السنين تواجه اليوم انفجارات كسارة "نتوف" الاستيطانية.
وأشار السوداني، إلى أن تلك الانفجارات، تشكل خطراً على استمرارية المغارة وإحداث تصدعات في جدرانها وتهديد للمشهد الثقافي وللمكانة الأثرية.
وتعمل سلطات الاحتلال على تدمير الكثير من الآثار الفلسطينية، لإخفاء أي أثر يدل على وجود الشعب الفلسطيني منذ قديم الزمان فوق أرضه، فضلاً عن محاولة تزييف التاريخ، عبر إضفاء تاريخ يهودي مزيف على بعض الآثار الاسلامية والمسيحية الفلسطينية.
التحدي الأكبر
وقال أستاذ الآثار الفلسطيني أحمد عطاونة، إن "المشروع الصهيوني في فلسطين هو مشروع استعماري استيطاني إحلالي، سعى منذ اللحظة الأولى لقيامه إلى تغيير كافة معالم فلسطين الجغرافية والسكانية والتاريخية والدينية".
وأضاف عطاونة أن هذا الادعاء الزائف شكل مقدمة ليس فقط لإقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين، بل وللعمل بكل الوسائل للتخلص من الشعب الفلسطيني وإلغاء وجوده على أرضه.
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف منذ البدايات، التركيز على طمس المعالم التاريخية واستهداف كل ما يؤكد على الربط بين فلسطين وشعبها وهويتها، وفي ذات الوقت إبراز ما من شأنه أن يربط بين اليهود وفلسطين.
وأكد عطاونة، أن هذا الموضوع يشكل التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين للحفاظ على كيانيتهم وهويتهم الوطنية، بدوره يشدد ادعيس، على أن الفلسطينيين سيتصدون لكل المحاولات الإسرائيلية التي ترمي إلى فرض أمر واقع على المقدسات.
aXA6IDMuMTM4LjM0LjY0IA== جزيرة ام اند امز