مصر لأمريكا: لا نقبل نصائح من دولة تنتهك حقوق الإنسان

مندوب مصر لدى جنيف طالب واشنطن بغلق معتقل "جوانتانامو" ووقف الانتهاكات بحق المنحدرين من أصول إفريقية والتمييز ضد الفلسطينيين

قال مندوب مصر الدائم في جنيف عمرو رمضان، إن بلاده "لن تقبل نصائح من دول تنتهك حقوق الإنسان"، وذلك فى إشارة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية .

وجاءت تصريحات "رمضان"، في معرض رده على البيان الذى أدلي به نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف، حيث زعم فيه سوء وجود "معاملة من الأجهزة الأمنية في مصر واعتقالات تعسفية".

وأضاف المندوب المصري أن مجلس حقوق الإنسان ليس في حاجة إلى نصائح من دول تنتهك حقوق الإنسان بلا حساب، وتتعمد تحويل المجلس إلى ساحة للتشهير وتبادل الاتهامات للتغطية على مشاكلها.

وقال، إنه بدلًا من التشهير بالآخرين فقد كان أولى بنائب وزير الخارجية الأمريكي أن يتناول موقف بلاده إزاء انتهاكات حقوق الإنسان لديها، وما تعتزم أن تتخذه من تدابير لمعالجة تلك الانتهاكات، بما في ذلك معتقل جوانتانامو، الذي وعد الرئيس باراك أوباما بإغلاقه قبل 8 سنوات.

وتابع "رمضان" أن المطلوب ليس فقط إغلاق معتقل "جوانتانامو"، ولكن أيضًا محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي وقعت فيه، وعدم إفلاتهم جميعًا من العقاب.

وهاجم الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً : "هناك انتهاكات يومية لحقوق المواطنين وبالأخص المنحدرين من أصول إفريقية، والعنف المفرط من قبل الشرطة والتمييز والعنصرية وكراهية الأجانب والتضييق على المهاجرين واللاجئين، وكراهية الإسلام وانتشار خطاب التحريض، فضلًا عن ملفات التعذيب، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب الشائعة لدى الولايات المتحدة".

 ولفت إلي أن الخارجية الأمريكية تعارض القرارات الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونائبه أنتوني بلينكن طالبا بإلغاء البند الخاص بفلسطين على أجندة مجلس حقوق الإنسان، وصافًا ذلك بـ" محاولة لإسكات الأصوات عن أكبر ظلم وأطول انتهاكات يشهدها تاريخ الإنسانية المعاصر على مدار 68 عامًا".

كما أعرب السفير المصري عن "بالغ القلق" إزاء إلقاء مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على طالب مصري عمره 23 عامًا، ويدعى عماد السيد بولاية كاليفورنيا، لإعرابه عن رأيه تجاه المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب .

من جانبه قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد شاكر، إن الولايات المتحدة لا تقدر بشكل عام طبيعة الحرب التي تخوضها مصر ضد التنظيمات الإرهابية، مضيفًا أن مصر أظهرت للعالم التحديات التي تمر بها منذ سقوط نظام الإخوان وتنامى ظاهرة الإرهاب.

وأضاف أن بيان نائب وزير الخارجية الأمريكي "منافي تمامًا للواقع"  فالولايات المتحدة ذاتها قامت باعتقال العديد من الإرهابيين وقامت بتعذيبهم في سجن جوانتانامو.

ولفت شاكر إلى إنه لابد التفريق بين النشطاء السلميين والإرهابيين، خاصة أن الولايات المتحدة عانت بذاتها من وجود الإرهابيين على أرضها.

وكان " نائب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قال، خلال بيان ألقاه بجلسة حقوق الإنسان، في جنيف ونشره الموقع الرسمي لبعثة الولايات المتحدة، الجمعة: "نحن حاليًا نشعر بقلق عميق في مصر جراء تصاعد المزاعم حول سوء معاملة الأجهزة الأمنية والاعتقالات التعسفية".

وزعم البيان الأمريكي أن واشنطن تدعم جهود مصر في مواجهة الإرهاب وتجاوز التحديات الاقتصادية، لكن عاد وقال إن: " السلام والاستقرار على المدى الطويل يتطلب الثقة والمساءلة وسبل المعارضة السلمية".